|
Re: قصة : زوما (Re: سيف النصر محي الدين محمد أحمد)
|
حصر معارفه في مواقع الجنس الرخيص ، لم يكلف نفسه عناء الذهاب للجوار ، كان نادراً ما يمر علي موقع البي بي سي حتي لا ينعزل عن أخبار العالم الخارجي ، إلا أن زياراته بدأت تتباعد حتي إنقطعت تماماً ، أبكر في حضوره للمكتب ، ليري الجديد في عالمه ، وأحدث ما نزل من لقطات ليلة البارحة ، قبل أن يباشر أعماله ، والتي كان ينجز ما يتسطيعه بأقصي سرعة ، حتي أن بعض الإجراءات لم يكن ينتظرها حتي تكتمل ، لم يعد ملحاحاً لإكمال أي معاملة ، مجرد أن يقول له الموظف : - تعال بعدين أو بكرة كان رده جاهزاً : - صباحاته بيض . عدد من مدير الشركات التي يتعامل معها بدأ في التبرم من سلوكه في العمل ثم تطور الأمر لنقد ببصوت عالي ، حتي أن بعضهم قد سحب أعمالهم لمكاتب أخري ، اما أصدقاءه ومقربيه من عملاءه فكانوا يلاحقونه بالتلفونات تارة وبموظفيهم تارة أخري حتي ضاق ذرعاً بهذه الملاحقات والتي كان يوصفها بالملاحقات الاستخباراتية : - إنت وين يا استاذ.؟ كره هذا السؤال ذي الإجابات المتعددة . - انا في المواصلات . - انا في الضرائب . - انا في الكبري . - انا في المحكمة . - انا في مسجل الشركات . إلي ما لا نهاية من الأماكن التي لم يكن في اياً منها حينما سُأل وإنما كان في عالمه الخاص أمام جهازه السحري ، ينتقل بين عوالم النساء المتهتكات والرجال الضائعون . لم يلتفت أحد لعزلته ، فهو يعيش شبه عزلة منذ أن جاء لعمارتهم ، لم يعد جيرانه يشاهدونه سوي عند دخوله المكتب ، متي يفتح أقفال هذا الباب ويعود لمنزله ، لا أحد يعرف سوي خفير العمارة ، الذي يشاهده أحياناً بعد منتصف الليل وهو يتسلل مسرعاً نحو موقف التاكسي القريب ليقله لمنزله ، في مرات عديدة سرقه عالم البورنو ، ليجد نفسه بعد الثانية والثالثة صباحاً ، لم يكن هنالك من مفر سوي المبيت علي تلك الكنبة البالية ، يتسلل صباحاً للحمامات العامة عند الجامع الكبير ، ويخرج بهيئة أكثر بؤساً من تلك التي دخل بها ، تحدثه نفسه عن الصلاة ومخافة الله ، وأن ما يفعله لا يعدو أن يكون سوي عمل مدبر من إبليس لإغواءه ، ولكنه يسرع الخطي نحو مكتبه لحظة خروجه من الباب الغربي لتلك الحمامات ، متناسياً لحظة الصحو المفاجئ ، كان حريصاً علي أداء صلاة الجمعة في الجامع المجاور لمنزله وحريصاً علي وضعه الاجتماعي في الحي كمحامي ذي شأن ، إلا أن مناوشات الطيب صاحب البقالة المجاور كانت تهز هذه المكانة بشائعاته ونميمته لكل من ينفرد به للحظات ...
نواصل ....
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
قصة : زوما | زهير الزناتي | 06-27-09, 01:04 PM |
Re: قصة : زوما | زهير الزناتي | 06-27-09, 02:15 PM |
Re: قصة : زوما | زهير الزناتي | 06-27-09, 02:36 PM |
Re: قصة : زوما | سيف النصر محي الدين محمد أحمد | 06-27-09, 03:27 PM |
Re: قصة : زوما | زهير الزناتي | 06-28-09, 09:28 AM |
Re: قصة : زوما | زهير الزناتي | 06-28-09, 11:23 AM |
Re: قصة : زوما | زهير الزناتي | 06-28-09, 11:42 AM |
Re: قصة : زوما | زهير الزناتي | 06-28-09, 01:19 PM |
Re: قصة : زوما | زهير الزناتي | 06-29-09, 01:30 PM |
Re: قصة : زوما | عمر صديق | 06-29-09, 06:56 PM |
Re: قصة : زوما | زهير الزناتي | 06-30-09, 10:06 AM |
|
|
|