الثعلبان الألعوبان الثعبان البهلوان!

Quote: جريدة الوطن هذه هي ملامح علاقتنا بحركة الأخوان المسلمين .. ولم نكن فرعاً لها ..! العسكر قالوا للصادق إما أن تُخرج هؤلاء أو لنخــــرجنّك هذه هي ملامح علاقتنا بحركة الأخوان المسلمين .. ولم نكن فرعاً لها ..! * الحوار مع الدكتور حسن الترابي شئ مختلف .. فانت تحاور مفكراً اسلامياً مشهوراً جداً .. وجرئ جداً .. ومثير للجدل ..جداً .. جداً ..جداً * المرء يقدر للشيخ حسن الترابي جرأته غير المسبوقة في قضايا الفكر... في زمن اصبح فيه «إهدار الدم» أسهل من شراب الماء .. وسرعة الرصاصة أسرع من سرعة الضوء . * سالناه حول اشياء خاصة .. شديدة الخصوصية لم يضيق او يتضايق... بل حينما كنت احاول تنميق السؤال «المحرج» كان الترابي يلتقفه ويجيب بصراحة غير معهودة في مثل هذه المسائل الحساسة. * هي محاولة لاخراج مكنونات رجل .. شئنا أم أبينا ، لعب دوراً أساسياً في السودان عبر حقبة الشمولية والديمقراطية ثم الشمولية .. * لا أجدني محتاج للافصاح أكثر حول ضيفي عبر مساحة الحوار هذه. فإلى الحوار : حوار : عادل سيد أحمد تصوير : سعيد عباس ** حركة الأخوان المسلمين في مصر وقعت تاريخياً في خطأين حسب تقييم بعض المحللين: خطأ فكري حيث لم تستطع مواكبة العصر، وأعتمدت شعارات عاطفية.. وهناك إتهام سياسي لها بأنها ساندت نظام عبدالناصر مما دفع بالأمور في النهاية الى مواجهات إنتهت بتصفية قيادات حركة الأخوان المسلمين.. ما تعليقك على هذين الخطأين؟. ـ من الطبيعي بالنسبة لكل حركات الانسان اذا إستشعر الناس الظلم فإنهم يتجهون اتجاهات أخرى.. فمثلاً في أوربا الغربية فإن الحركات الإشتراكية نشطت وتحركت، لأن المجتمع كان جانحاً لذوي رأس المال على العاملين،فالأمور دائماً ما تبدأ بالشعارات.. بالطبع هي لاتتبين ولاتنزل المناهج التي يمكن أن توازن وتبدأ بالشعارات، والليبرالية بدأت بالشعارات، والخُضر بدأوا بالشعارات بسبب استهلاك البيئة وسوء إستغلالها.. فليس غريباً أن تبدأ حركة تجديد ديني يريد أن ينشر الدين لا في الحياة الخاصة كماضي عهده الناس في مصر التقليدية ولكن حتى الحياة العامة، ان يبدأ في أول الأمر بشعارات تدفعها عاطفة التدين ثم بعد ذلك يمكن ان تتنزل، بالطبع هناك لإنهم شاركوا في الحكم معارضة ً او حكومة او ائتلافاً لأضطروا لأن ينزلوا الى القضايا التي يواليها الحكم ليعالجوها ولو أنهم دخلوا السوق وأتسعت قاعدتهم لأضطروا لأن يدخلوا في المعاش والأقتصاد، ولو كانت لهم علاقات دولية لا أقصد مع أخوان مسلمين آخرين خاصة ولكن مع قوى سياسية في العالم لأضطروا لأن يدخلوا في العالمية، ولكن ذلك جاء درجاً درجاً. ولكن بعضه لم يجئ لهم أصلاً. والمسألة الثانية التي قدرتها ولذلك عندما انتخبوا في البرلمان الأخير كنت أقول أن جبهة الأنقاذ في الجزائر قد وصلت إلى الحكم، ولكن الوصول كان عاجلاً جداً.. حيث أنه ما كانت بعد قد تنزلت بسياسات ومناهج وبرامج مفصلة بتوجهات ومبادئ . وأنا تحدثت لإخواننا الجزائريين قبل الإنتخابات وقلت لهم إستعدوا بمنهج متكامل، ولذلك قلت هذه الكلمة حتى في مصر وقلت ذلك خير لأن مصر فيها أعداد هائلة من المثقفين والأطباء وفي كل رسالات الحياة الحديثة، وإذا دخلوا للسلطة الآن سينزل الفكر الأسلامي في مصر ايضاً الى معضلات الحياة الحديثة كلها وتحدياتها، أما الأمر الثاني فهو دائماً الحركات الإسلامية كلها كانت في حالة من الاضطهاد كما تعلم. ومنذ العهد القديم وعهد الخلفاء وخلافة الله من الرشد اصبحت تضطهد أي حركة جديدة، فالحركة إذا قالت الولاية ليست لقريش ولكن لكل صالح سميت بالخوارج وطردت.. الذين كانوا يريدون علياً بن أبي طالب إنتخبوا بعض أهل المدينة لذلك أوغلوا في نفسهم كما تعلم. الغرب يرى أنه لابد من القضاء على هؤلاء. ولكن العسكر دائماً في حال صراع مع المفكرين في كل الأرض، ودائماً ما يكون بين اصحاب السلطة الذين يتمكنون بالقوة والنظام ثواراً كانوا او عساكراً، ثواراً في الثورة الفرنسية، وعساكراً كانوا بينهم وأصحاب الفكر.. قضايا قادت الثورة الفرنسية أيّها ثورة حتى لا يظن الناس أني أصوب على التي هنا او على تلك التي سألتني عنها. ** الترابي خرج على حركة الأخوان المسلمين لماذا؟.. وحركة الأخوان المسلمين الموجودة في السودان الآن بقيادة صادق عبدالله عبد الماجد هل هي حركة موجودة في الشارع؟. ـ أولاً منبع الحركة الأسلامية هنا كان شقين، شق في الخارج خرج من حركة إتحادية تحت قيادة واحدة ومعه أتباع قلة بأثر من حركة الأخوان المسلمين في مصر حيث جاءت بوفد إلى هنا.. ثم حدثت حركة طلابية في جامعة كرد فعل للحركة اليسارية، سمت نفسها حركة التحرير الوطني، فأسميناها حركة التحرير الإسلامي، نحن دخلناها هكذا، عندما ضُرب الأخوان في مصر كنا قد تخرجنا وحتى نثبت أن مد الإسلام هذا وعضويته هنا يمكن ان ينهض في بلد آخر، أسميناها إسماً لمؤتمر (حركة الأخوان المسلمين) ولسنا فرعاً تنظيمياً منه، ولكن مثل الحركة الأشتراكية تسمى بأسماء للتجاوب وبعد ذلك صحيح أن الأخوان المسلمين ظن بعضهم إننا طرف منهم ولكن قلنا لهم كلا يعني نحن ننسق مع بعض ولو قامت دولتان تنسقان حتى تتحدا في دولة كونفدرالية واحدة للمستقبل كما تحلم أوربا الآن، وحصل خلاف حول هذه القضية، خلاف هم الآن فيه.. كانت عندهم بعض حركات الأخوان في البلاد العربية الأخرى هي منهم، ولكن هنا أصلاً ما كانت عضواً معهم، ننسق معهم ونقرأ كتبهم وكتب باكستانية وكتب أخرى. أصلاً الأسم بالنسبة لنا سمي لمناسبة؛ لأن الأخوان هنا حوكموا محاكمات كما تعلم كانت بشعة، ومظاهرات عملناها هنا ودفعنا البرلمان لاتخاذ مواقف نحن لم نكن فيه قوة أصلاً، ولذلك نحن سمينا نفسنا الأخوان المسلمين.. دخل علينا متصوفة وسلفيون ومثقفون. لما إنتهى عهد نميري سميت الجبهة الإسلامية القومية، وبعد ذلك دخلت في ما يسمى المؤتمر الوطني وهكذا.. نحن لا نتعصب للإسم القديم ونتجدد مع كل مرحلة ومع التحديات المتقدمة. فالذين إختلفوا معنا أحياناً اختلفوا في قضايا شخصية وأحياناً قضايا داخلية ورأوا أن يسموا أنفسهم الأخوان المسلمين وهم ماكانوا جزءاً من أولئك في واقع الأمر، لكن الآن هم ليس لهم قواعد لا في الغرب ولا في الشرق ولا الجنوب. لكن نحن عادة لانتكلم عنهم لأنهم فئة قليلة بدأوا يتكملون عنّاً كثيرا ونحن نؤثر ألا نرد كثيراً حتى لاتتمزق الشرائح وكل طاقتها تصرفها على بعض. ** د. حسن الترابي من صناع اكتوبر ولكن جاءت مرحلة من المراحل تعامل فيها مع نظام مايو ثم مع الانقاذ .. انا اريد ان اصل لحاجة محددة .. هل الدكتور حسن الترابي مع القناعات الديمقراطية أم الشمولية؟؟. ـ أولاً اكتوبر كانت بدفعة داخلية في واقع الأمر من الحركة الاسلامية.. ولكن الحركة الاسلامية كانت صغيرة لايمكن ان تثير ثورة في البلد.. ولذلك تحركت مع عامة الموظفين و الطلاب في الجامعات ثم مع الشارع السوداني.. ولذلك لما ظهرت فيها لم يكن يعرف الناس ما هو انتمائي في واقع الامر ، كثير من الناس ظنوا انني يساري ، ولذلك في انتخابات الخريجين جئت في رأس القائمة حيث صوّت لي آلاف من اليساريين لايعلم الناس من انا.. في تلك السنوات كتبت آرائي كلها.. والآراء ليست آرائي ولكنها آراء الحركة الاسلامية في السودان عموماً بأنها تؤمن بالحريات لنا وللناس كافة، وللناقمين على الدين مش على السياسة، حتى ولو كانوا قريبين من الله أو من الشيطان في تقدير بعض الناس«من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر».. فالأحزاب حرة والحكم شورى.. كنا نختلف مع كثير من الحركات الاسلامية حيث كنا أول حركة شورية على نطاق الحركات الاسلامية.. الآن كلها اصبحت شورية ديمقراطية. بعد ذلك فإن ثورة اكتوبر كان جوهرها جبهة الميثاق وميثاقها نفسه هو كان كذلك، وكتبت انا كتب مستقلة كاستاذ قانون دستوري اوكداعية. وجاءت مرحلة ثانية متمثلة في عهد عبود حيث كنا أصغر من أن يصوب علينا ولي الأمر.. وبعد حين دخلنا في ثورة اكتوبر. بعد ذلك قامت مايو كما هو معروف ، ثم جاءت المصالحة الوطنية حيث اردنا ان نفتح لنفسنا فسحة ، لأنه طبعاً اختلفت الجبهة الوطنية اختلافاً شديداً في حركة يوليو.. فتقدم واحد منهم وترك اخوانه، وفي المصالحة تقدم واحد وترك اخوانه ، وبعد ذلك المصالحات كانت ثنائية مع النظام. والرئيس نميري والذي أعرفه منذ أن كان معي في الثانوي.. كان احياناً يغضب واحياناً يرضى حتى في نهاية الامر صعب عليه الاحتمال ان نتكلم كما نشاء ونحن وزراء، وهو لايدخلنا طبعا في القضايا الأساسية.. نحن وزراء هوامش..ثم بعد ذلك الجميع يعلم ماذا جرى لنا .. مع نميري جاءت قوة خارجية عندما ظهر نميري بالنزعة نحو الاسلام في أواخر عمره ، جاءت قوة خارجية وقالت له إن هذه النزعة الاسلامية من هؤلاء ولابد ان تقضي عليهم.. بوش الأب كان نائباً لرئيس الجمهورية الأمريكية.. دخل لهذه البلاد فودعناه وانا مساعد لرئيس الجمهورية.. فلما سافر بعد ايام ووجدت نفسي بعده في آخر طرف السودان غرباً في السجون.. ** جاءت الإنتفاضة.. ثم استوليتم أنتم على السلطة في 30 يونيو.. لماذا وأدتم الديمقراطية؟!. جاء العسكر وقالوا للصادق المهدي إما ان تخرج هؤلاء أو لنخرجنك انت.. فجاءنا وقال لي والله يا أخي ما اختلفنا وانا دعوتكم.. دعوتكم رغم انه كان هناك في الانتخابات عداءاً شديداً بيننا وبينكم.. وهو صادق في ذلك حيث كان يضربوننا بالحجارة في الغرب والشرق.. وطردونا.. وكسرونا كسراً.. وحزب الامة خاصة أكثر من كل القوى السياسية الاخرى.

جنى