|
|
 اوباما ..... اعصار التغيير الناعم..
|
ا
من القاهرة دشن الرئيس الأمريكي رسميا خطته العالمية للتغيير،وهو امر كما بدأ من خطابة قد خطط له بعناية فائقة بدأت من اختيار المكان، والزمان المناسبين، فأختيار القاهرة لم يتم بصورة عشوائية، انما بتخطيط مدروس بعناية فائقة، فالقاهرة من وجهة نظر امريكا هي نقطة التقاء الحضارت والديانات الثلاث المسببة للتوتر علي المستوي العالمي، هذه الديانات التي تلتقي في بعض مبادئها، وتتقاطع كثيرا في مصالحها، تتقاتل جميعها علي قطعة ارض واحدة تسمي فلسطين، وتخصيصا ما يسمي القدس (اورشليم) وكل يزعم احقيته بها، ومالم تتوصل هذه الديانات الثلاث الي طريقة تتعايش بها مع بعضها البعض، لن يهنأ العالم باي فترة من الراحة، وسيظل التوتر هو طابع علاقاتها البينية، ففي القاهرة يوجد اكبر مجمع اكاديمي اسلامي سني في العالم(الازهر) واكبر كاتدرائية للأرثوذكس وهما العنصران الرئيسيان من عناصر الصراع الديني ، كما ان مصر هي صاحبة اكبرتجمع للمسيحيين في الشرق الاوسط، والدول الاسلامية والعربية، فهي من هذه الزاوية تصلح نموذجا للتعايش السلمي او الصراع بين الطائفتين، كما ان القاهرة هي اول عاصمة عربية من دول المواجهة تتلقي سفارة اسرائيلية، مما يسهل علي الرئيس اوباما كثيرا ايصال رسالته لجميع الاطراف في وقت واحد، اما الزمان فهو يسبق قيام انتخابات مهمة تشهدها المنطقة، فأيران كبري الدول الاسلامية تشهد سباقا محموما علي الرئاسة، وكان العداء والنفخ في العداء لأمريكا يمثل 50% من الحملات الانتخابية، ولهذا سعي باراك لتجريد احد طرفي السباق من هذه الورقة المهمة، الأمر الذي جعل موضوع المناظرات التي تجري بين المترشحين ، تهتم لأول مرة بأمور كالفساد، والانجازات ، كما ان هناك انتخابات نيابية تتم في لبنان ل، ويهم امريكا جديا الا يفوز حزب الله ، لذا سعت امريكا الي تجريد هذا الفريق من ورقة مناهضة امريكا وحلفاءها ، عبر النبرة الحازمة للرئيس بضرورة وقف الاستيطان ، والتسوية علي اساس الدولتين، لهذه الاسباب مجتمعة اختار اوباما العاصمة المصرية لمخاطبة العالمين العربي والاسلامي، فاذ ااوجد ارضية مشتركة لتعايش هاتين المجموعتين، علي الارض المصرية، فسيحقق نجاحا كبيرا في تحقيق رؤاه للمنطقة.. لكن العنصر الأهم في كل هذا هو طاقم التخطيط الاسترتيجي الخفي الذي يدير سياسة اوباما و الخارجية، هذا الطاقم يحقق يوما بعد يوم نجاحات لم يستطع اسلافه اوباما من الساسة الامريكان تحقيقها، فسياسة التغيير الناعم هو اسلوب جديد يتبع لأول مرة (في السياسة الدولية )الا وهو تجريد خصوم امريكا من اوراق لعب مهمة لأثارة الرأي المحلي او العالمي ضد امريكا مثل مصطلح الشيطان الاكبر، او العدو الأول، او الامبيريالية ، بمعني اصح ان تبتعد امريكا في الظاهر عن كل ما من شأنه ان يكون ورقة رابحة في يد خصومها، فبدلا من الانحياز لأطراف ضد اخري ستظهر بمظهر المحايد الذي يهمه العدل اولا، ثم العمل علي تحييد الراي العام ثانيا، ثم بعد ذلك النفخ في اتجاه الخصم بنسيم بارد (ظاهره الرحمة وباطنة العذاب) بحيث يتجمع هذا النسيم البارد ليؤدي غرضين ، الأول : تخدير الخصم بصورة كاملة بحيث لا يحس بما يحاك له، والثاني : ان يتجمع هذا الهواء البارد ليصبح عاصفة هوجاء تقتلع الخصم من جذوره، وتحدث التغيير المنشود ، ،،، ، ولنري قوة هذا الأعصار فلناخذ الحالة الكوبية نموذجا:
هذه الجزيرة كانت ركنا اساسيا في اشعال الحرب الباردة بين امريكا، والاتحاد السوفييتي (سابقا) فقد كادت ازمة الصواريخ الروسية او ما يسمي بخليج الخنازير ان تشعل فتيل حرب نووية (اممية) جديدة، ولولا موقف كيندي الحاسم لما انتهت تلك الازمة بسلام، وسحب الصواريخ الروسية، منذ ذلك الزمن وكوبا تتعرض لحصار امريكي وابعاد سياسي عن التجمعات القارية لأمريكا، ،،، الأن انتهج الطاقم سياسية جديدة تجاه كوبا ، فقد اعيدت الي منظمة الدول الامريكية، وهو امر سيحدث تغييرا في البنية الاساسية للنظام الكوبي، ولدول امريكا اللاتينية مجتمعة، فكوبا بعودتها للمجموعة سيكون امامها خيارات محدودة، فأما ان ترفض هي الانضمام للمنظمة، او ان تفتح ابوابها واسواقها امام اكبر اقتصاديات العالم، فعندها سيبدأ الجدل السياسي والاجتماعي داخل كوبا، وستكون هي المتلقي ، وعادة المتلقي لا يكون فاعلا الا في الاستهلاك، وهذه الموجة العاتية لن تستطيع كوبا مواجهتها، سياسيا واجتماعيا، والتسهيلات التي تميز علاقات هذه الدول من حرية السفر والاقامة والعمل، ستجعل نظام (كاسترو اخوان) اقل صمودا ، فقبلا كانت كوبا مغلقة امام الوجود الامريكي، والان بعد العودة (ان هي وافقت) جل ما تستطيع ان تفعله، هو ان تتعامل مع امريكا كما يتعامل شافيز (فنزويلا) فهو يشتم امريكا بالشمال، ويقدم لها النفط (رشوة) مجانا باليمين، فراؤول كاسترو عليه اذا اراد الاستمرار في الحكم، ان يقدم لأمريكا ما تريده من كوبا، علي طبق من ذهب، والا الشعب الذي ستتيح له هذه الاتفاقية الاطلاع علي مستوي الحريات في القارة الام، لن يكون هو نفسه الشعب الكوبي قبل الاتفاقية، ولكوبا عبرة في النظام الصيني، والروسي بعد التعديلات الامريكية ..
هذا الأسلوب علي ما اعتقد سعتمد كأسلوب رسمي للتغير القادم، فكل دولة لها خصوصية تختلف عن الاخري في قاموس المصالح الامريكية وبناءا عليه سيكون التعامل معها علي اساس تلك الفروق، ولكن......... يبقي الاسلوب ناعما..
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
جمال المنصوري
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست