السقوط المدوي للدبلوماسية السودانية في نيويورك اليوم (فيديو)!!

Quote: مجرد سؤال .. ما بين أوكامبو وعبدالمحمود بقلم : حامد إبراهيم حامد ..يبدو أن السجال بين مدعي المحكمة الجنائية الدولية والحكومة السودانية لم ينته إلا بنهاية أحد الطرفين، فأوكامبو مُصّر علي السير في طريقه الشائك بالمطالبة بتوقيف الرئيس البشير شخصيا بتهم جرائم بالحرب بدارفور بل ويصر علي ان ملاحقة البشير بتهمة الابادة والتي اسقطتها المحكمة، ومن جانبها لا تري الخرطوم في اوكامبو الا عدوها الاول الذي يسعي بكل جهد لهدم السلام وعرقلة جهود الحل السلمي لدارفور وتري انه ينفذ اجندة غربية وصهيونية مدفوعة بدوافع سياسية. هذا السجال تحول من سجال قانوني مثلما رسم له اوكامبو الي سجال سياسي تقوده الخرطوم التي فشلت في مواجهته بحجج قانونية خاصة انه كما قال جمع اغلب أدلته التي ورطت الحكومة من الحكومة نفسها التي قدم مسؤولوها التقارير والوثائق له مثلما استفاد من 80 دولة في جمع ادلته، التي قادت الي هذا الوضع الذي يعيش فيه الجميع. فعلي الرغم من ان أوكامبو وباعتراف الجميع يعمل وفقا لقرار من مجلس الامن الذي حول قضية دارفور للجنائية الدولية الا ان الحكومة السودانية تصر علي ان الصراع ليس بينها وبين المؤسسة الدولية وانما بينها وبين أوكامبو الذي هو مجرد موظف دولي يؤدي مهامه، فكل دفوعات الخرطوم تقوم علي ذم اوكامبو والتقليل منه وشتمه ولم يتحدث المسؤولون عندما يتناولون القضية الا عن اوكامبو. حتي المحكمة المعروفة والمعترف بها دوليا تعرف بما يسمي المحكمة الجنائية الدولية كناية عن استصغارها والتقليل من شأنها رغم انها تشكل معضلة حقيقية للسودان مواجتها تتطلب حزما قانونيا لا تهريجا سياسيا مثلما حدث في مجلس الامن عندما قدم اوكامبو تقريره الاخير. فلا يفهم ماذا يعني مندوب السودان السفير عبدالمحود عبد الحليم بقوله ان اوكامبو مطالب للعدالة السودانية بجرائم ولكن لم يحدد لنا هذه الجرائم. فكان المطلوب من السفير ان يقول قولا منطقيا اويصمت بدلا من محاولات اتهام اوكامبو او اعلان انه مطلوب للعدالة السودانية، فمثل هذا القول غير معقول ولا مقبول من مسؤول مطلوب منه ان يدافع عن رئيس دولة مطالب دوليا. فهل سعادته يريد ارهاب اوكامبو بالعدالة السودانية الغائبة والتي بسبب عجزها دخل اوكامبو في الشأن السوداني، فلا اظن ان مثل هذه الاقوال تثير او تضر اوكامبو بل علي العكس تضر بقضية السودان، فالمجتمع الدولي يدرك تماما ان اوكامبو يمثلها وانه مخول من مجلس الامن الذي يرفع اليه تقاريره الدورية ويدرك تماما انه لولا عجز القضاء السوداني لما حول قضية دارفور لاوكامبو ولذلك فعلي السفير ان يعمل وفقا لهذه القاعدة خاصة ان الخرطوم اعلنت موقفها من اوكامبو وبالتالي فلا داعي لمثل ما اعلنه السفير من ان المدعي الدولي مطلوب للعدالة السودانية. من الواضح ان هناك هلعا سودانيا بسبب اوكامبو الذي اصبح القاسم المشترك لكل من يريد التودد للحكومة ولكن الجميع نسوا في غمرة ذلك ان اوكامبو ليس المحكمة الجنائية الدولية وانه مجرد موظف دولي يؤدي مهامه وانه قد يقال او يستقيل، ولكن ما تفعل الخرطوم اذا تنحي اوكامبومن منصبه مثلا؟ هل تعترف ان القضية انتهت؟ التعامل مع الحالة الاوكامبوية يتطلب حزما قانونيا واجراءات مؤلمة لحماية الرئيس ولكن من الواضح ان الخرطوم حتي الآن في المربع الاول ومن هنا جاءت مطالبة السفير عبد المحمود لمحاكمته كمجرم في السودان.

(عدل بواسطة Wasil Ali on 06-09-2009, 04:55 AM)