|
Re: .. نرفانا .. سيدة الحزن السودانى المتفوق.. قراءة خاصة ل (سيدة.. اصدق النائحات) (Re: EL fahal Abdelatif)
|
ما بين محلية نبرة القرية ومحلية نبرة المدينة ومحاولات الافلات من العربية الفصحى , مسافة
تبددت فيها روعة الحوار بزوال نكهة الريف فى عدد من المفردات , الا ان ذلك لا يشكل قيمة نبحث من
خلالها عن مفهوم استراتيجى او نص محورى , وهذا ما يهم , ذكرت ذلك لان بعض المدلولات , كرموز
معنوية تشتغل بشكل مؤثر فى الريف السودانى .
سياق القصة مناسبة ملائمة لتكثيف الرمز الداخلى للذات السودانية , وبرغم ذلك كانت لحظات القمة
هى نقطة جذب تتحرك كل قواعد القصة باتجاهها لتركز فيها شخصيات القصة الاساسية .
..
الراوية - سيدة - وست البنات .
البداية " كنا ثلاث نخلات ابتعد عنهن البنطون" .
ود الشايقى حميم الطفولة محور تشكــل بيئة الصبا, على قدر هام فى تجذير الذاكرة لدى الراوية
وسيدة , حيث يشتغل المكبوت الخاص ليشكل عصبا لاربطة الانتماء فى بيئة القرية بكامل معالمها .
من ريعان الصبا الى الممات , مسافة تفرهد فيها الاحلام ,تتلبك, ثم تنطفىء.
الذهنية لدى الراوية تتعايش مع رموز بل هى اقرب الى طلاسم خاصة , توجد هذه الذهنية لدى الكثير من
الشعوب والامم بتفاوت, الا انها عندنا مع طبيعة البيئة والوجدان الاجتماعى وفق خريطة البؤس
الباقية عبر امتدادات التاريخ , تأخذ هذه الطلاسم عمقا نوعيا بقدر اتفاق شريحة هامة من الناس
على بعض تفاسيرها .
فهى فى لحظة الاشتغال , تعبر عن مدلول ما ورائى محدد يتكشف على المدى البعيد , وفق تداعى
سايكولوجى له محركاته .
تقول الراوية :-
"كان اناء الماء قد سقط وانكسر منى , بينما وضعت – اشارة لسيدة- اناءها بعناية وهى تضحك , سال الماء فى اتجاه الحائط الذى اختبأ وراءه ود الشايقى , وبركت الملم قطع الاناء المكسرة علنى استطيع استعادة الماء , وكانت سيدة قد اختفت خلف الحائط الذى اختبأ وراءه ود الشايقى ."
الخزف المهشم واندلاق الماء رمزية تسرب المرتجى بلارجعة.
حوار الراوية مع سيدة لحظة ترددها فى متابعة المسير لرؤية ود الشايقى وهو يحتضر رمزية
نفسية لانتباش تابو العلاقات المتحفظ عليها , بعد موت احد عناصر المشهد و تجلى محوريته فى احتلال
الذاكرة .
التابو يعمل كمرجعية لمقدس شكل العرف والعادات , يتم توظيفه اجتماعيا لتصفية حسابات الغيرة
المعنوية بين الراوية وسيدة لحظة انطفاء القاسم المشترك " ود الشايقى".
" عندما اطبقنا ايادينا بانتهاء قراءة الفاتحة , على روح ود الشايقى احسست اننى انتزع سيدة من رغبة عنيدة فى الذهاب مع ود الشايقى الى تلك الخرابة"
..
|
|
|
|
|
|