|
Re: تبيدي كسبه «الوطن» الكبير ولن تخسره الصحافة السودانية (Re: عبدالرحمن عبدالله أبوشيبة)
|
عسل مختوم مزيج مُحبِط !
محمد حامد الحُمْرِي كُتب في: 2009-04-29 [email protected]
(1) إذا ما قُدِّر لك السفر في مأمورية عامة أو خاصة من كوستي أو ربك أو الجبلين أو القطينة أو تندلتي أو الكوة أو الدويم إلى مدينة بورتسودان، فستعود بأرتال وكميات من مزيج الدهشة والغبطة والإحباط! أما الغبطة فمردها مستوى التطوير والتحديث والتجميل والتذويق الذي شهدته مدينة بورتسودان، مربعاتها، طرقاتها، شواطئها، أسواقها، ساحاتها، مداخلها ومخارجها وصولاً لمستوى الخدمات والنظافة، جهد لا يُنكر ولا يخفى بُذل من حكومة الولاية بقيادة السيد محمد طاهر إيلا. فكانت المحصِّلة ، تلك الروعة الساحرة وذلك التطور والنهوض البائن. (2) وأمّا الإحباط فيدهمك ويفترسك عندما تسترجع بعض مشاهد التحطم والتقهقر والتردي الذي يعشعش في كوستي وتندلتي والقطينة والدويم وغيرها من المدن الكبيرة والصغيرة والقرى والفرقان بولاية النيل الأبيض ، ولاية الوسط والتمازج والتعايش والتماسك، ولاية البسطاء والقنوعين و(القنعانين)! شبه توقف وانعدام لجهود ولمسات التطوير والنهوض بالبيئة والخدمات الأساسية والمظهر العام! موات سياسي وعُزلة مطبقة! وزراء ومعتمدون (غرقانين في شبر موية) ومحنطون في روتين مرسوم أو محتوم (لستُ أدري)! وذلك للأسف مجرد موجز والتفاصيل يعلمها أهل بحر أبيض! (3) وأما الدهشة فمردها تفرج المركز على هذا التردي والفشل الذي يكاد يصل مرحلة الإنهيار والخروج التام عن الشبكة! تُرى هل يسأل المركز عن حقيقة مستوى الخدمات الأساسية بالولاية؟ هل يسأل عن الزراعة وكمية المشاريع والأراضي الخصبة التي تنتظر لسنوات توفير الري لها دون جدوى؟ هل يسأل المركز عن مستوى صحة البيئة والخدمات الصحية؟ هل يسأل المركز عن خدمات مياه الشرب (حتى بعد تضمين مجموعة الآبار المنحة)؟ هل يسأل المركز عن البرامج والأنشطة السياسية الجادة؟ هل يسأل المركز عن مجهودات الإستثمار الحقيقية وليست (الشوفونية)؟ هل وهل ؟! (4) إذا كان أهل المركز الدستوري والسياسي يسألون حكومة ولاية النيل الأبيض ويُسائلونها ويتابعونها ويحاسبونها، هلا تكرموا علينا بنشر ملخص للإجابات؟! أليس من حقنا كأبناء لولاية النيل الأبيض الفتية أن نطلع على إجابات(وكيلنا) وما تتضمنه مرافعاته حتى نمارس حقنا الدستوري والسياسي والأخلاقي في تجلية الحقيقة وفصل الخيوط البيضاء عن السوداء؟! وإذا كان لحكومة ولايتنا منطق قوي تسنده إحصاءات وإنجازات.. فلماذا يبقى ذلك طي الكتمان وأسير الأضابير والتقارير المنمقة؟! أليس سيف الحقيقة الساطعة المعاشة أصدق أنباءً من الكُتُب؟ مَن يخدع مَن؟ وحتى متى؟! (5) يشهد الله ويعلم أننا لا نبتغي بما نكتب إلا مرضاة الله سبحانه وتعالى، ثم مصلحة بحر أبيض ونهضتها، والنجاح في ذلك إنما يمثل نجاحاً لحكومة الوحدة الوطنية وللمؤتمر الوطني الذي من حقه أن يفخر بالكثير من الإنجازات السياسية والإقتصادية والبنيوية والتعليمية التي تحققت وشهدتها بلادنا خلال العقدين الأخيرين، إن ما يؤلم ويحزن ويحز في النفس، أن تبقى ولاية بحر أبيض، في سنوات النمو والنهوض العام، تبقى معزولة معطوبة، لا تنظر إلا تحت رجليها، إن كانت قد بقيت لها أرجل!(القُراب والبُعاد) يتفرجون بل وبعضهم يصفق فرحاً بالنهضة التي لا يلمسها لامس على أرض الواقع المرير على إمتداد بحر أبيض المكلومة! لماذا؟! (6) أينما ذهبنا وحيثما حللنا، فستبقى بحر أبيض بآلامها وفجائعها وأوجاعها تشغل بالنا وتجد اهتمامنا، إن شاء الله. فهي أولى بالمعروف. وأخيراً(يا أهل الفيلة: الرواكيب جَنَّكم)!
|
|
|
|
|
|
|
|
|