الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
Re: احبـك جـدا سيـدي الامـام الصـادق المهـدي (Re: عمر عبد الله فضل المولى)
|
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من بـه صممُ
أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهـر الخلق جرّاها ويختصمُ
حقّاً ذاك هو الإمام الذي سيظلّ كبيراً في حلّه وترحاله، ولو كره صاحب حديث المدينة، ومن على شاكلته، وإنّي لأزجي لكما خبراً يسرّك، ويسوؤه، وهو ذاك القبول العظيم الذي لقيه السيد الإمام من الجالية السودانية، في زيارته الأخيرة للملكة العربية السعوديّة، وهي كبرى دول المهجر كما نعلم، فأيّم الله لقد أبكى مقل الشباب والشيوخ عصية الدمع،وهو يحدّثهم عن وطنهم ووضعه الراهن حديثاً مرهفاً،من قلب مفعم بحبّ الوطن وأهله، حبّاً خالصاً، ليس تشوبه مزايدة سياسيّة، ولا مكابرة أهل السياسة اليوم، وهكذا أبوكِ الذي سيخلّده التاريخ حتماً، واحداً من عظماء عصره، وليس ذلك ـ والله شاهد على أمره ـ لأنّه ابن المهديّ، فابناء المهديّ هم كثرٌ، فكم منهم من أخطأ الطريق، ولكنّ:
نفس عصامٌ سوّدت عصاماً فعلّمته الكرّ والإقداما
فلذا دعك ـ يا أختاه ـ من حديث قلم جميعنا يعرف ما الذي يدفعه، وما أدراك ما الدفع والتدافع؟ ،((ولا تحسبوه شرّاً لكم، بل هو خير لكم...)):
وإذا أراد الله نشـر فضيلــةٍ طُويتْ أتاح لها لســانَ حسودِ
لولا اشتعالُ النارِ فيما جاورتْ ما كان يُعرفُ طيبُ عرْفِ العُودِ
وأمّا أهل الإنقاذ الذين تذود عنهم أقلام صاحب حديث المدينة ومن معه، فالتاريخ الذي سيسطّر سيرة أبيك بمدادٍ مادته ماء اللّجين، فإنّه سيكتبهم بدماء أهلنا الأبرياء في دارفور، ويومها سيقول الجنجويد : ((ربّنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ...))، وحقّاً لقد أضلوهم السبيل، وهكذا شأن أهل الإنقاذ الذين ليس لهم من سلاحٍ يشهرونه أمام أعدائهم غير الاختراق، (فرّق تسد)، غير أنّ هذا السلاح، لم يعد يُجدي فتيلاً مع قوى شرّ، سخّرها الله لنصرة عباده الضُّعفاء.
أيريد صاحب حديث المدينة من الإمام الذي أرجعه إلى السودان نداء ضمير حيّ للوطن، عندما كان أحباب اليوم ثلّة عرمان ـ وما أدراك ما عرمان ـ في أوج أذاهم للوطن، فعاد أبوكِ، يحمل غصن الزيتون، لأهل الإنقاذ الذين لم يجدوا شيئاً يكافئونه به غير الاختراق، الذي لم يزده الله به إلا قوّة ومنعةً، حيث تبيّن له عدوّ في ثياب صديق، وذلك حديث يطول، وليس هذا المقام لذكره...؟! أيريد أهل الإنقاذ ممّن كان ذاك شأنه، أن يبيع ذمّةً ـ الله شرّفه بها حكماً ومعارضة ـ ليلوي عنق الحقيقة في دارفور التي لم تزل تدمي جراحها مقل أهل العروبة والإسلام على حدّ سواءٍ...؟!
فالحقّ ليس ثمّة فرقٌ ـ قط ـ بين عودة نداء الوطن ومباركة قرار مجلس الأمن ، فذاك نداء الوطن، وهذا نداء الضمير ـ (الأولى ليك والثانية عليك)ـ المنصف للضعفاء الذين دأب الإمام على نصرتهم، والوقوف بجانبهم، ولذلك أحبّوه، وصفّقوا له اليوم وهلّلوا وكبّروا في عاصمة خادم الحرمين الشريفين، وهو لم يرفع لهم عصا،ولم يخدّرهم بإسقاط الضرائب أو تخفيضها ( أحلام ظلّوط )، ولم يكن برفقه مطرب ولا دفوف و لاغناء؛ ليشغلهم به عن حقيقة همومهم، وإنّما أحبّوه لصدق حديثه، ولحمله همومهم، ولأنّه صاحب مبادئ لم تدنّسها محاولات الإنقاذ اليائسة، وهي قد حاولت مراراً سبلاً عديدة لإثنائه عنها، رغبة ورهبةً، ولكنّه ظلّ متأفّفاً متعفّفاً صابراً محتسباً مجاهداً جهاداً مدنيّاً سبق الناس طرّاً إليه، ولم يستجب لقسمة الكعكة، لأنّه يرى أنّ في ذلك عطاء من لا يملك لصاحب الحقّ المغتصب، وهم مافتئوا يخاطبونه بلغة أهل الفنّ : ( بقليبك تقول تعال وتعال، وبعيونك تقول لي ما في مجال ).
سيظلّ هكذا الإمام كبيراً حيثما حلّ، فهو لم يتنقّل في العواصم ـ أخي صاحب حديث المدينة ـ للرفاهية،أو لجلب أثاث فاخرٍ، يحلّي به قصراً مشيداً في ضاحية من ضواحي الخرطوم الفاخرة التي صارت تفوق باريس آيةً وجمالاً، وأنت أعرف بها مني جيداً في بلاد عزّ فيها الخبز، وأعجزت المرضى قيمة روشتة الدواء، وإنّما يجوب الإمام هاتيك العواصم، ليحقن الدماء التي أريقت، ويحفظ الأعراض التي هتكت، وينقذ الوطن (إنقاذاً حقيقيّاً ) من شرّ قد اقترب، ولقد صدقتِ يا أختاه ـ رباح ـ ليس ما أورده الكاتب من حديث المدينة في شيء، فالمدينة في شغلٍ بسكّرٍ ـ وهو آخر ما بقي من حلاوة في السودان ـ و هي في يأسٍ وهمٍّ يتجدّد كلّ صباحٍ، فهلا نصدق المدينة حديثاً ـ أخي الأستاذ عثمان ميرغني ـ ونشاركها همومها، أو نتركها لتتحّدث عن نفسها .
لكما التحية وللحديث بقية
عبدالرحمن إسماعيل
المحاضر بجامعة الملك سعود
المملكة العربية السعودية
الثلاثاء 17/5/2005م
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
احبـك جـدا سيـدي الامـام الصـادق المهـدي | عمر عبد الله فضل المولى | 04-27-09, 06:51 PM |
Re: احبـك جـدا سيـدي الامـام الصـادق المهـدي | Zakaria Joseph | 04-27-09, 07:02 PM |
Re: احبـك جـدا سيـدي الامـام الصـادق المهـدي | الصادق ضرار | 04-27-09, 07:09 PM |
Re: احبـك جـدا سيـدي الامـام الصـادق المهـدي | محمد حسن العمدة | 04-27-09, 07:15 PM |
Re: احبـك جـدا سيـدي الامـام الصـادق المهـدي | Zakaria Joseph | 04-27-09, 07:38 PM |
Re: احبـك جـدا سيـدي الامـام الصـادق المهـدي | عمر عبد الله فضل المولى | 04-27-09, 07:19 PM |
Re: احبـك جـدا سيـدي الامـام الصـادق المهـدي | الصادق ضرار | 04-27-09, 07:42 PM |
Re: احبـك جـدا سيـدي الامـام الصـادق المهـدي | عزام حسن فرح | 04-27-09, 07:18 PM |
Re: احبـك جـدا سيـدي الامـام الصـادق المهـدي | عوض محمد احمد | 04-27-09, 09:16 PM |
Re: احبـك جـدا سيـدي الامـام الصـادق المهـدي | عمر عبد الله فضل المولى | 06-04-09, 07:51 AM |
Re: احبـك جـدا سيـدي الامـام الصـادق المهـدي | عمر عبد الله فضل المولى | 06-04-09, 07:55 AM |
Re: احبـك جـدا سيـدي الامـام الصـادق المهـدي | عمر عبد الله فضل المولى | 06-04-09, 08:12 AM |
Re: احبـك جـدا سيـدي الامـام الصـادق المهـدي | حمزاوي | 06-04-09, 08:23 AM |
Re: احبـك جـدا سيـدي الامـام الصـادق المهـدي | عمر عبد الله فضل المولى | 06-09-09, 10:22 PM |
|
|
|