تضامنوا مع وزير الطاقة ...

Quote: ألم يكن بمقدور وزارة الطاقة.. أن تكاشف المواطنين بأسباب الانقطاع المستمر للكهرباء في عموم العاصمة القومية التي ذكرها الوزير الزبير أحمد الحسن في تقريره أو بيانه أمام مجلس الوزراء أمس الأول بدلاً.. من ترك العنان للخيال الشعبي أن يقول مايقول عن أسباب انقطاع التيار الكهربائي.. حتى أن البعض حاول التقليل من ذلك الإنجاز التاريخي العظيم سد مروي. ولو أصدرت وزارة الطاقة بيان الأمس منذ بدء الأزمة.. لما سرح الخيال الشعبي وشطح في التحليلات التي لم يخل بعضها من أجندات خفية أرادت أن تخدم أهدافاً خاصة بها تصب في خانة العداء للحكومة والتقليل من القيمة الكبرى لذلك الإنجاز الإعجاز. دائماً نؤكد ضرورة التعامل بكل الشفافية مع الجماهير.. خاصة في القضايا التي تمس متطلباتها الحياتية اليومية.. وعدم الصمت.. حتى لا تمنح أولئك.. وهؤلاء فرصة أن يشطحوا في خلق أسباب لا علاقة لها بالحقيقة. لقد ظلت كل الأجهزة المسؤولة عن الكهرباء في بلادنا صامتة طوال هذه الفترة.. وكان لغياب الباشمهندس مكاوي مدير الكهرباء في مهمة في روسيا أثر في ذلك.. حتى أن خبر سفره لم ينشر إلا في أخبار المجتمع في «الرأي العام».. وواضح أنه ذاهب لمهمة تبدو أنها كبيرة ومتعلقة بالكهرباء. والدول المتحضرة دائماً تحترم شعوبها وتبلغهم عبر بيانات رسمية عن أي عطل يمكن أن يسبب لهم ضرراً سواء انقطاعات الكهرباء والمياه.. أو إغلاق الجسور والطرق الرئيسية.. حتى يتدبروا أمرهم.. ولا تكون هناك مفاجآت. المزعج في الأمر.. أن بيان وزير الطاقة أكد أن التيار الكهربائي لن يستقر إلا منتصف يوليو المقبل.. وهي فترة زمنية.. حافلة بمناخ حار للغاية.. ومع تزايد الطلب على الكهرباء.. سيصيب الناس ضرر كبير وسيصيب أهل الصناعة ضرر كبير.. ونأمل أن يكثف المسؤولون في وزارة الطاقة وإدارة الكهرباء جهودهما في تقصير المدة.. ويجب أن لاتزيد عن المدة التي حددها وزير الطاقة في بيانه أمام مجلس الوزراء. لقد بادر السيد رئيس الجمهورية في كلمته في افتتاح السد العظيم سد مروي حيث أعلن أن تخفيض سعر الكهرباء سيبدأ في شهر يونيو.. وكانت إشارة واضحة وذكية من السيد الرئيس التقطها الذين يصل الفهم الى عقولهم سريعاً.. وهي فرصة للمسؤولين في التخصصات كافة لإكمال كل المعدات التي تسهم في توصيل كهرباء السد الى ماكينات الكهرباء بالخرطوم لتروي عطش كل الخطوط من التيار الكهربائي. وعند افتتاح السد تم الإعلان عن وجود كميات وفيرة من المياه تم حجزها أمام وخلف السد.. وأن المشروعات الزراعية التي أُقيمت لتروى من السد.. جاهزة لاستقبال المياه. وبالفعل وصلت المياه الى كل المشاريع الزراعية المعنية، لكن وصول الكهرباء مباشرة من السودان لم يذكر في ذلك الاحتفال المهيب.. كنا نتوقع.. أن يعلن للمواطنين.. الموعد المحدد لدخول التوربينات للخدمة.. ووصول التيار الكهربائي لها حتى تضئ مدن وقرى السودان ومن ثم الخرطوم. إن إنجاز السد.. لم يسبقه أي إنجاز في تاريخ السودان وعبر كل الحقب السياسية إلا أن انقطاع التيار الكهربائي في الفترة السابقة ولفترات طويلة.. حاول البعض أن يغتال هذا الحلم الجميل من أحلام جماهير شعبنا.. بالقول إن الكهرباء طشت من السد الى بورتسودان.. كيف هذا ..وهل من عاقل يقول هذا الكلام أو من عاقل يصدق. ونفهم أن هناك ترتيبات تجرى على قدم وساق لوصول أجهزة تقنية متقدمة تدخل كهرباء السد الى الشبكة القومية وهو أمر لم يكن قد اكتمل أثناء افتتاح السد.. لذا جاء وعد الرئيس بتخفيض سعر الكهرباء في نهاية شهر يونيو.. وهو موعد ستدخل فيه توربيات السد الى الشبكة القومية.. وهو موعد ستتوفر فيه الكهرباء بشكل كامل.. ومن ثم يتم تخفيض سعرها للمواطنين. الرئيس كان أكثر شفافية.. بل كان أكثر بعداً في نظره.، ولكن لم يلتقط إشارته الذكية إلا قليلون، والذين يصل الفهم الى عقولهم متأخراً ظلوا يطلقون الشائعات.. وما أفرحهم أن عدم الشفافية قي هذا الأمر هو الذي دعا أهل الغرض والمرض للحديث عن طششان الكهرباء الى بورتسودان والى مدن أخرى.. وكأنها تعاني من مرض النوم الذي يجعل صاحبه يمشي دون أن يدري الى أين هو ذاهب ويطش كمايقول أهلنا. إننا نأمل من كل الجهات المسؤولة أن تعمل على تقصير المدة.. وبالعمل الدؤوب حتى لا نعطي فرصة للأعداء بسرقة فرحتنا الكبرى. والله الموفق وهو المستعان،،