|
Re: الرد ... الرد (Re: wadalzain)
|
Quote: قطوعات الكهرباء
خالد ساتي كُتب في: 2009-04-23
ما زالت هيئة الكهرباء تواصل قطوعاتها «غير المبرمجة» دون أن تكلف نفسها بإعلان المواطنين بمواقيت هذه القطوعات ودون وضع جدولة زمنية محددة وواضحة تجعل المواطن يشعر بأن هذه الهيئة تحترم آدميته وتلتزم بالعقد الذي أبرمته معه والقاضي بالدفع المقدم مقابل الخدمة، وكأن «المواطن» لا يعنيها في كثير أو قليل وكأن الهيئة تمتلك حصانة عدم المساءلة أو المحاسبة، وهذه الطريقة في التعامل مع الزبائن للأسف لا يوجد ما يقنن لها ويضبط حدودها في ظل احتكار الهيئة لمصادر الكهرباء وعدم وجود بديل آخر يمكن أنْ يلجأ اليه المواطنون ويكفيهم شر القطوعات التي تزامنت مع فصل صيفي حار جداً ومع إجازات المدارس علاوة على الخسائر الفادحة التي تسببها هذه القطوعات العشوائية للمصانع وجهات الإنتاج والعمل المختلفة، وهي خسائر تشمل المواطنين ايضاً داخل بيوتهم حين تتعطل اجهزتهم الكهربائية بسبب هذه القطوعات المفاجئة التي كثيراً ما خربت واضرت وعصفت بالثلاجات والتلفزيونات والحواسيب والمكيفات وغيرها من مقتنيات منزلية لم ينجح حتى الآن للأسف مواطن واحد في انتزاع تعويض عادل ومشروع من هذه الهيئة التي تتحصل على نسبة إيرادات خرافية وكادت أن تصبح إمبراطورية مالية ضخمة في مقابل تراجع وإنحسار خدماتها..! إِنَّ المبررات التي ظلت تسوقها الهيئة والجهات الأخرى المعنية بالإمداد الكهربائي والمتصلة بالجوانب الفنية حيناً وتداخل كهرباء سد مروي حيناً آخر لا يمكن أبداً قبولها وإعتمادها لأن التصريحات الداوية التي سبقت تدشين كهرباء سد مروي قدمت للمواطن صورة وردية جداً وظلت تتحدث عن نهاية جذرية وحاسمة لمشاكل الامداد الكهربائي فإذا بالوقائع تثبت لاحقاً أن هذه الصورة الوردية كانت من نسج الخيال وأنه وبدلاً من تحسن الأداء في هذا القطاع كان التراجع والتدهور، مما أحدث صدمة بالغة في نفوس المواطنين انتفت معها المصداقية في «ناس الكهرباء» هنا في الخرطوم وهناك في مروي!! المواطن يتساءل الآن لماذا كل تلك التصريحات المعسولة وتلك الوعود المفخخة ولماذا لم يتحسب القائمون على أمر الكهرباء لأسوأ الإحتمالات بدلاً من التسرع وإثارة الضجيج والضوضاء ويدهم ليست مملؤة تماماً من النتائج وحساباتهم غير مكتملة بالنسبة للإحتمالات الأخرى والتي كشفت عن معاناة حقيقية يبدو أنها ستستمر طويلاً رغم الوعود بأنها مسألة مؤقتة ورغم الكلام الفلسفي والغامض الذي لا يفهمه البسطاء عن جوانب تقنية لن تعيد اليهم الضوء ولن تخرجهم من عتمة القطوعات..!. وفي هذا الظلام الدامس الذي يلف المدينة وأطرافها وصولاً إلى الولايات يعلو صوت الاسئلة الحائرة وتتفشى عدوى الشائعات ويسود الترقب والحذر وتلف الحياة اليومية سموم الطقس الحار الذي هو خصم على أداء وانتاج الدولة بكاملها في ظل عدم وجود مناخات مؤاتية للعمل والعطاء وغياب عنصر حيوي ومهم كالكهرباء عن المشهد الحضاري الذي لا يمكن أن يكون أنيقاً ونابضاً في أجواء العتمة هذه والتي صبر عليها المواطنون سنوات عدداً في انتظار انفراج الازمة فإذا بها تتعقد أكثر وتسير من سيء إلى أسوأ..!. إِنَّ الشفافية الغائبة وعدم وضوح المعالجات وربما الإهمال كلها أمور يمكن أَنْ تساق ضمن شكاوى المواطن السوداني في مواجهة من اوصلوا قضية الإمداد الكهربائي لهذه الطرق المسدودة وكان يمكن أنْ يتفهم الناس مأزق القائمين على الكهرباء لو أنهم على الأقل كاشفوهم وصارحوهم بالحقائق وتنازلوا قليلاً عن أبراج الكهرباء العالية وتبرعوا بمجرد الإعلان المبكر عن هذه القطوعات ومددها الزمنية، ثم التزموا بمبدأ التعويضات لكل المتضررين وبقلب مفتوح بدلاً عن استمرار مسلسل القطوعات الطويل والممل والذي يبث بهذا الشكل العشوائي والفجائي وعلى أوسع نطاق..!.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|