|
Re: نبذة تعريفية عن الأنصار في السودان (Re: عمر عبد الله فضل المولى)
|
في الطور الثاني للمهدية:
بعد زوال دولة المهدية واجه الأنصار بطشا شديدا من المستعمر الذي كان يرى في المهدية الخطر الأول عليه. منعت عليهم التجمعات وحظرت حتى صلواتهم وأنشطتهم الدينية، وتفرقوا شذر مذر.
قام الإمام عبد الرحمن بلم شتات الأنصار مرتكزا على مقولة: زوال الدولة لا ينسخ بيعة الدين. لذلك سعى في إحياء العلاقة الدينية بالأنصار مجددا البيعة عاملا على تأسيس المساجد وخلاوى القرآن وحلقات الراتب.
أقام الإمام عبد الرحمن للأنصار تنظيما محكما يقوم على الوكلاء (وهم يمثلون قبائلهم ومناطقهم)، والمناديب (وهم يبعثون لقبائلهم ومناطقهم دوريا)، وشيوخ الأنصار (وهم يمثلون أحياء العاصمة المثلثة)، وشباب الأنصار (وهو تنظيم للشباب حاول تكوينه الإمام في 1942 ولكن السلطات أمرت بحله في عام 1950م، ثم سمح بتكوينه من جديد في 1952م)، وهيئة الملازمية (وهي تنظيم يجمع الأشخاص المحيطين بالإمام مباشرة يساعدونه في أنشطته المختلفة).
كان عمل الأنصار ذلك يتبع للإمام شخصيا، ويخضع لمكتبه الخاص إذ يشرف عليه قسم منه يسمى مكتب شئون الأنصار.
لقد جعل الإمام عبد الرحمن كيان الأنصار التكوين الشعبي السوداني الأول يظهر ذلك في مقدرته المتفوقة على حشد جماهيره في المناسبات والأعياد المختلفة. وهي خاصية احتفظ بها الكيان رغم أن الأنظمة الديكتاتورية المتعاقبة على السودان بذلت كل ما تستطيع من وسائل وإمكانات لتقويض كيان الأنصار بلا جدوى.
لقد اتخذ الإمام عبد الرحمن موقفا واضحا ضد أسلوب الثورة المسلحة ونأى بالكيان منه تماما شارحا مفهوما للجهاد في الإسلام أوسع من الجهاد القتالي وحسب، هذا مع الاحتفاظ بالروح الفدائية وبدرجة عالية من التدريب البدني والانضباط. كما أنه في التعامل مع الآخر الملي والوطني نقل الكيان نقلة نوعية من موقف العداء والمواجهة إلى التسامح والتعايش، هذا بدون التخلي عن العقيدة المهدية قيد أنملة.. لقد كانت اجتهادات الإمام في أقلمة المهدية لزمانه ونقل كيان ثائر مقاتل رافض للآخر، إلى وضع الجهاد المدني والتعايش مع الآخرين بدون فقدان الحماسة ولا التشويش على نقاء العقيدة أو المساس بالعبادات، كلها انجازات استحق معها أن تسمى فترته بالمهدية الثانية.
العلاقة بين الكيان وحزب الأمة:
وفي مرحلة لاحقة من العمل الوطني أنشأ الإمام حزب الأمة بوصفه مؤسسة سياسية حديثة لحشد الدعم للدعوة الاستقلالية تستوعب في صفوفها الأنصار، وغيرهم من دعاة الاستقلال.. لم يكن إنشاء حزب الأمة وتخصصه في الجانب السياسي من باب فصل الدين عن السياسة بل كان لإتاحة مزيد من التجويد بقيام هيئات تخصصية في الجوانب المختلفة، علاوة على توسيع مواعين الدعوة الاستقلالية واستيعاب المنادين بالاستقلال في كيان سياسي لا يرتبط بالضرورة بالعقيدة الأنصارية.
هكذا صار عمل الأنصار الدعوي والديني عبر نظام الوكلاء والمناديب، ويتبع للإمام ويخضع لمكتبه الخصوصي ويشرف عليه مكتب يسمى شئون الأنصار، بينما صار عملهم السياسي يتبع لحزب الأمة.. وبهذا صار كل الأنصار أعضاء في حزب الأمة حسب مقولة: كل أنصاري حزب أمة وليس كل حزب أمة أنصاري.
نواصل
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
نبذة تعريفية عن الأنصار في السودان | عمر عبد الله فضل المولى | 04-14-09, 04:47 PM |
Re: نبذة تعريفية عن الأنصار في السودان | عمر عبد الله فضل المولى | 04-14-09, 04:53 PM |
أتباع الإمام المهدي؟؟!!نحن أنصار الله و أحباب الإمام المهدي! | lana mahdi | 04-14-09, 04:56 PM |
Re: أتباع الإمام المهدي؟؟!!نحن أنصار الله و أحباب الإمام المهدي! | عمر عبد الله فضل المولى | 04-14-09, 05:04 PM |
Re: أتباع الإمام المهدي؟؟!!نحن أنصار الله و أحباب الإمام المهدي! | عمر عبد الله فضل المولى | 04-14-09, 05:15 PM |
Re: أتباع الإمام المهدي؟؟!!نحن أنصار الله و أحباب الإمام المهدي! | عمر عبد الله فضل المولى | 04-15-09, 07:40 AM |
نحن أنصار الله .. أحباب الإمام المهدي | نيازي مصطفى | 04-15-09, 08:21 AM |
Re: نحن أنصار الله .. أحباب الإمام المهدي | عمر عبد الله فضل المولى | 04-15-09, 08:28 PM |
Re: أتباع الإمام المهدي؟؟!!نحن أنصار الله و أحباب الإمام المهدي! | عمر عبد الله فضل المولى | 04-15-09, 08:31 PM |
Re: أتباع الإمام المهدي؟؟!!نحن أنصار الله و أحباب الإمام المهدي! | عمر عبد الله فضل المولى | 04-17-09, 05:07 PM |
Re: أتباع الإمام المهدي؟؟!!نحن أنصار الله و أحباب الإمام المهدي! | عمر عبد الله فضل المولى | 04-20-09, 07:35 PM |
|
|
|