|
|
 ..........إستــــقالـــــــة...............
|
قبل ثمانى اعوام من الان إنتسبت وأنا فى قمة تصالحى مع ذاتى إلى حركة القوى الحديثة الديمقراطية(حق) .بعد ان وجدت فى اطروحتها الفكرية ومواقفها السياسية ما يتقاطع مع منطلقاتى وأفكارى ,وطوالى الثمانى سنوات تلك ما وجدت فيها إلا حركة تجيير فى وعى منتسبيها كل قيم الحق والخير والجمال ,وترفد بإستمرار وعيهم بقيم التفكير العقلانى والإستنارة ليس على المستوى النظرى فحسب ,وإنما تحرضهم على على أن يتمثلوا تلك القيم سلوكا ومواقف على أرض الواقع ,ووجدتها تحرض منتسبيها على التفكير والإبداع وترتقى بحساسيتهم الإنسانية ,وفيها تعلمت كيف أن اكون إنسان ديمقراطى ,ومن فكرها وافكارها ومناخها الإجتماعى وطنت قيم إحترام النفس وإحترام الأخر وإحترام المغايرة والإختلاف ونسبية الحقيقة وعقلانية التفكير وإستقلالية الراى وتحصين الوعى ضد الفكر الإقصائى والولوغ فى أحابيل الكهنتة السياسية والدينية ,فيها وجدت مجتمع على مستوى رفيع من الإتساق الأخلاقى والفكرى ,وفيها خبرت أخوات واخوان مناضلين ومنحازين إلى حب هذا الوطن شعبا وارضا وتأريخا بلا هوداة . وطوال فترتى تلك شهدت مواقف سياسية حكيمة تقدم إستقراء عقلانى للمشهد السياسى السودانى ,وتتخذ مواقف سياسية موسومة ببعد النظر وتقديم مصلحة الوطن وصون الكرامة الإنسانية لمواطنيه.
الان وانا أقدم هذه الإستقالة أقول وبكل الفخر الممكن أن تجربتى فى هذه الحركة هى أحدى المراحل التأسيسة فى وعيى وإحدى التجارب التى سأعتز وافاخر بها طالما ظل فى القلب نبض ,أكتب هذه الإستقالة وأصك معها فى ذات الأثناء ميثاق أن أظل على المستوى الشخصى وفيا ما وسعنى جهد فى التنوير للقيم التى رفدتنى بها الحركة إن كانت ديقراطية أو علمانية أو عدالة إجتماعية أو وحدة وطنية أو حكم راشد ,وان أسعى لنشر القيم والمفاهيم الداعية لتصالح الإنسان السودانى مع قيم عصره ومنجزاته الفكرية والمادية فى ان واحد ,وان اقف موقف حازم تجاه كل من يحاول تغبيش وعى المواطن السودانى .
وانا إذ اقدم هذه الإستقالة نتيجة لظروف خاصة أتمنى لحركة القوى الحديثة الديمقراطية(حق) أن توفق فى إنجاز مشروعها الفكرى والسياسى والإجتماعى كإحدى حلقات التغيير الإجتماعى فى السودان.
خالد خليل بحر
|
|
 
|
|
|
|
خالد خليل محمد بحر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست