|
هاك دي !
|
هاك دي عبد الله الشيخ خط الاستواء حميد شيوعي قديم، وحمدان ختمي قاطع، وحمد انصاري على السكين، وحامد عضو نشط بالمؤتمر الشعبي (المعارض)! ، وحودة الذي انضم مؤخراً الى الحركة الشعبية، أما حمادة فهو سيد الاسم.. وسيد الشغلة كلها ..
هؤلاء الأصدقاء أبناء حلة واحدة، يلتقون في فسحة الحي عند العشيات ،وهذه عادتهم قبل وبعد الإنقاذ .. يتحدثون كلام الليل الذي يمحوه النهار، وموضوعهم الأساسي هو الوضع السياسي الراهن ..من عادة هؤلاء الأصدقاء أنهم يسلقون بألسنتهم كل من ينسحب باكراً من المجلس .. كلهم يشاركون في القطيعة وراء ظهر من يغادر ويترك وراءه الباقين في سكون الليل (كمرجعيات) تسعى جاهدة لإيجاد حلول لظاهرة احتقان السودان المتنامية من سنة(أسكُت)! .
.كثيراً ما اتفقوا، وكثيراً ما حددوا موجهات الحوار، كثيراً ما أدانوا سلوكهم واتفقوا على نبذ القطيعة والنميمة في بعضهم .. لكنهم فشلوا في ذلك، وربطوا اتفاقهم حول الأمر بانتظار عقد مؤتمر قومي يناقش كل القضايا العالقة .. ولكنهم تجاوزوا الموضوع حين انبرى حماده؛ سيد الاسم؛ مقترِحاً رعاية المؤتمر.. وكما يقول المثل
(من خلى عادتو قلت سعادتو)..
في عشية من عشيات الإنقاذ التى أجازت قانون الانتخابات، وأعلنت مؤخراً تأجيل فصولها ..في تلك العشية اجتمع الأصدقاء فى الفسحة .. وبدأ الحوار بعيداً عن القضايا الوطنية العالقة، الشائكة ..كان اللقاء سانحة للحديث عن القمة العربية، وتوبة القيادة القَطَرية من دعوة إيران وحماس لهكذا اجتماع، وعن مصالحة القذافي مع خادم الحرمين، وعن صواريخ كوريا، ومظاهرات قمة العشرين، وجاذبية أوباما، وعودة نتنياهو .. الخ .. لم يكن بالإمكان أفضل مما كان، ولايمكن تناول القضايا الداخلية بالطريقة
(المستحبة) انطلاقاً من المواقف المعلنة .. وهم يشعرون بأن (حمادة جا) ..بالتالي لابد من دبلوماسية وِفاقية عند الحديث عن أشراط الساعة، وعن ضرورة الطرق على الثوابت الوطنية في هذه المرحلة المصيرية..
رأى حمد الأنصاري أن حوار تلك العشية قد بدا حامضاً.. فاستأذن للحاق صلاة الجماعة، وما إن غاب عن العيون حتى بدأ المجلس في جلد الأنصار.. وحزب الأمة .. وصفوا حزب الأمة بأنه "يمسك العصاية من النص"، وكان حمادة هو الأعلى صوتاً؛ حيث قال: إن الأمة يخاف الانتخابات؛ لأنه يعرف نتيجتها .. ونتيجتها طبعاً محسومة! ..
وقبل أن تكتمل الدائرة على الأنصار وقف حمدان، ذلك الختمي القاطع مستأذناً، فأقبل الجمع في قطيعة حارة عن الاتحاديين، وتم الاتفاق على إن الاتحاديين(حزب فته)!.. وتداول الحضور القول المأثور بأن السيد علي أوصى الختمية ألا يأكلوا الفتة بعد أن يبرد لهيبها..
ولما تنتهي القطيعة بعد حول ظاهرة اسمها الاتحاديين بقفاطينهم التي يلبسونها صيفاً وشتاء، حتى هب حميد الشيوعي واقفاً منصرفاً.. وحميد كما تعلمون يحب(الرحيل في الليل).. ما إن غاب حميد في العتمة حتى بدأ السلج والرَّدحي في الحزب الشيوعي ..تم الاتفاق على أن الشيوعي هو أفضل من يعرض خارج الزفة، وأن الشيوعية انتهت في بلادها فكيف تحيا في بلادنا؟ .. الخ .. الخ ..
وعندها وقف حودة، ليس فقط لأن مسار الحديث لم يعجبه، ولكن لارتباطه بإحدى فعاليات الحركة الشعبية، واجتماعاته الليلية ، وما إن خرج حودة حتى فتح حامد وحمادة النار على الشريك. وتحدثوا عن ضخامة نصيب الجنوب من عائدات البترول ، وعن نفوذ اليسارييبن داخل الحركة، وعن الانفصاليين وعن علاقة الحركة بامريكا، وعن نفوذ اسرائيل في مطار عنتيبى .. الخ .. الخ..
.. في النهاية بقي حامد وحمادة وجهاً لوجه .. ظن حامد أن حمادة لن يستطيع أن(يجر النم) وراء ظهره إذا(تمفصل) عن الجلسة؛ وترك له الجمل بما حمل .. فمع من يمكن لحمادة ممارسة القطيعة ؟ ..لا أحد في الساحة معه .. بهذا الفهم الساذج للواقع.. هب حامد واقفاً وألقى السلام على حمادة وانصرف ..لكنه حامد الذي يعرف صديقه ظاهراً وباطناً .. وبعد أن أدار ظهره إليه حانت منه التفاتة .. فقد أراد حامد أن يرى مسارات الطريق بعد التمفصل من المجلس.. في تلك اللمحة السريعة وجد حامد صديقه حمادة يدنقر في التراب، ويكشح على ظهره قائلاً:ـ ( دي في خشمك)!..
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
هاك دي ! | عبد الله الشيخ | 04-07-09, 11:36 AM |
Re: هاك دي ! | عزام حسن فرح | 04-07-09, 11:57 AM |
Re: هاك دي ! | عبد الله الشيخ | 04-07-09, 03:48 PM |
Re: هاك دي ! | almulaomar | 04-07-09, 12:07 PM |
Re: هاك دي ! | SHIBKA | 04-07-09, 12:13 PM |
Re: هاك دي ! | عبد الله الشيخ | 04-07-09, 05:54 PM |
Re: هاك دي ! | حسن بركية | 04-07-09, 12:37 PM |
Re: هاك دي ! | عبد الله الشيخ | 04-07-09, 05:58 PM |
Re: هاك دي ! | عبد الله الشيخ | 04-07-09, 04:34 PM |
Re: هاك دي ! | عبد الله الشيخ | 04-08-09, 08:30 AM |
Re: هاك دي ! | حسن بركية | 04-09-09, 12:09 PM |
Re: هاك دي ! | عبد الله الشيخ | 04-13-09, 11:48 AM |
|
|
|