اسماء ... بدون مسمي (1)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-11-2024, 10:10 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-29-2009, 01:35 PM

Shihab Karrar
<aShihab Karrar
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اسماء ... بدون مسمي (1)

    1- الروح


    الروح ... كلمة غريبة لما تحمله من معاني لها علاقة بالاسئلة الوجودية الكبري التي ما فتئ الانسان يرددها منذ ظهوره علي كوكب الارض، وهي الاجابة التلقائية لسؤال مالذي يجعلنا احياء؟ وما هو ذلك الشيء الذي يفرق الكائنات الحية عن الجمادات؟ وفي طريق الاجابة علي هذين السؤالين برزت فكرة الروح، فالكائن الحي يملك (روحا) هي المحرك الخفي خلف الظواهر البايولوجية المختلفة التي تبدو علي الكائنات الحية، ولكن هنا يبرز سؤال اخر، هل هذه الاجابة صحيحة؟ وكيف نتأكد من صحتها؟ ولكي نجيب علي هذين السؤالين الاخيرين لابد ان نخضع مفهوم الروح لتحليل دقيق ولنري بعد ذلك هل يوجد حقا شيء ما يسمي الروح؟.

    من المعلوم ان اي كلمة لغوية في الدنيا لها دلالة معينة نقصدها حين ننطق بالكلمة او حين نكتبها، فعندما اقول كلمة قلم، تتداعي الي ذهن السامع مجموعة من الصفات المرتبطة بالقلم – أداة كتابة – وحين اذكر كلمة زهرة تتداعي الي ذهن السامع صورة لزهرة ما كانت مختزنة في الذاكرة، وهذه الصورة تعبر عن صفات معينة تحملها الزهرة. وفي بعض الاحيان قد تكون هذه الصورة لشيء متخيل – غير حقيقي – مثل جبل الذهب مثلا، فحين اذكر كلمة جبل الذهب يقوم ذهني بدمج صفات مأخوذة من شيئين حقيقين لينتج شيء متخيل لا وجود له في الطبيعة. ولكن في النهاية توجد دلالة معينة لتلك الكلمة.
    اي كلمة لغوية ما، تكتسب دلالتها من الخبرات التي يمر بها المجتمع البشري، والكلمات نفسها هي عبارة عن اتفاق بين مجموعة ما من البشر سكنت مكان واحد لفترة طويلة، بحيث تعبر الكلمة الواحدة عن مجموعة من الصفات اجتمعت في شيء واحد، بحيث يمكن حذف هذه الكلمة من الجملة والاستعاضة عنها بمجموعة الصفات التي تعبر عنها، فالذي يجعل كلمة كرة تعبر عن مفهوم الكرة المعلوم هو اتفاق متحدثي العربية بشكل تلقائي علي استخدام هذا المصطلح للسطح الذي يكون في ثلالثة ابعاد وتبعد اي نقطة فيه مقدار ثابت عن نقطة ثابتة، فلا يوجد شيء مميز اخر يربط الدال بالمدلول سوي الاتفاق، لذا كانت هناك كلمات عدة تعبر عن شيء واحد بإختلاف اللغات واللهجات . ولذا نجد كلمات جديدة تدخل مختلف اللغات كل يوم.

    ولكي يكون بحثنا هذا مضبوطا، لابد من تحديد المصطلح بشكل قاطع، تحديد نتفق عليه ثم نتحاور حول دلالته،، لان اللغة احيانا تجرفنا خلفها، فنظل نتحدث عن الكلمة لا عن دلالتها، فماهي مجموعة الخبرات التي نستدعيها من الذاكرة حين تذكر كلمة روح بحيث نتعرف علي دلالتها؟ حقيقة لقد بحثت كثيرا ولم اجد خبرات معينة يمكن نسبتها لشيء معين اسمه الروح، فالروح من حيث هي ظاهرة غير واقعة في نطاق الخبرة المباشرة للكائن البشري، مما يضعنا امام طريق مسدود ان حاولنا تفكيك الدلالة بهذه الطريقة، فكلمة روح لا تدل علي شيء معين يمكن قياسه او الاحساس به بواسطة احدي الحواس، اذا فالنتبع طريق اخر للتفكير بحيث نحاول استخراج المعاني المختبئة في الكلمة المندرجة في طياتها. ولكي نقوم بهذه المهمة لابد ان نتوقف قليلا مع معني الدلالة، فحينما نقول ان الكلمة المعينة تدل علي الشيئ المعين، فهذا يعني انه من الممكن حذف الكلمة من الجملة التي وردت فيها واستبدالها بتعريفها والذي هو مجموعة الصفات المرتبطة بالشيء المعين الذي وردت فيه الكلمة. مثلا حين اقول انني اكتب علي برنامج الوورد، وهنا اعني ببرنامج الوورد البرنامج الذي انتجته شركة مايكرسوفت لمعالجة النصوص، لذا يممكني اعادة صياغة جملتي بحيث اقول انني اكتب علي البرنامج الذي انتجته مايكرسوفت لمعالجة النصوص، وهكذا، اي كلمة في لغة ما يمكن تحليلها بحيث ترد الي تعريف اساسي نابع من احساسات اولية مباشرة، بحيث تكون هذه الاحساسات هي المصطبة التي تبني عليها كل تعبيراتنا اللغوية.

    والان لنطبق منهجنا هذا علي كلمة روح، توجد تعريفات عدة للروح – مرتبطة بكل ثقافة وكل شعب علي حدى – ولكنها كلها تتفق علي ان الروح هي الجوهر الكامن خلف الحياة، فالصفة التي تميز الكائن الحي من الجماد هي ان الاول يمتلك روحا بينما الثاني لا يمتلكه، إذا الروح هي ما يفرق بين الجماد والكائن الحي بحسب الفهم الديني للروح، فهل نستطيع ايجاد مرادف للكلمة – ما يفرق بين الكائن الحي والجماد – من واقع معارفنا الحديثة؟

    نعم نستطيع ذلك، فأي طفل اكمل دراسته الابتدائية يعرف ان الكائنات الحية لها صفات مشتركة معينة – مثل القدرة علي الاستقلاب والقدرة علي النمو والتكاثر – بحيث نصف اي مادة تحمل تلك الصفات بأنها مادة حية، وبشكل تقليدي توصف الروح علي انها هي السبب الكامن وراء اكتساب المادة لتلك الصفات. إذا هنا نكون قد وصلنا لنقطة جيدة للغاية، وتعريف واضح وصريح للروح – وهي انها السبب الكامن وراء اكتساب المادة الصفات التي تجعلها توصف بإنها حية – ونكون قد ادخلناها لمظلة علاقة السببية، حيث انها سبب الحياة، ولحسن الحظ، فإن علاقات السببية هي علاقات يسهل التحقق منها بالملاحظة المباشرة والتحليل المنطقي الصارم.

    إذا وجود الروح يعبر عن نفسه في عدد من الصفات المرتبطة بالمادة التي توصف بإنها حية، وهذه الروح غير قابلة للملاحظة والقياس والتجريب في كنهها، وكل ما لدينا هو مجموعة الصفات التي تعبر عنها، سواء ان كانت تلك المادة الحية بكتريا او انسان. لذا فهذه الصفات هي كل ما لدينا لدراسته حتي نري هل ستقودنا الي وجود الروح ام لا.

    اي مادة في الدنيا، تمتلك مجموعة من الصفات تميزها عن غيرها – سواء ان كانت حية ام غير حية – وهذه الصفات تنقسم الي نوعين، صفات مرتبطة بالكم مثل الوزن والطول والحجم وصفات مرتبطة بالكيف مثل اللون و الشكل والتنظيم. فمروحة السقف مثلا، مكونة بشكل اساسي من الحديد والنحاس و البلاستيك بكميات معلومة لكل مادة من المواد الداخلة في تكوينها، فهل يكفي ان احضر نفس الكميات من المواد الداخلة في تكوين مروحة السقف ثم اضعها في مكان واحد لاقول انني اصبحت امتلك مروحة سقف؟ ماهي الخاصية الجوهرية التي تجعل مروحة السقف هي مروحة سقف وليست ملعقة او مفاعل نووي مثلا؟ فمروحة السقف من الناحية الكمية هي عدد من الكيلوجرامات من الحديد وعدد اخر من النحاس وشوية بلاستيك واشياء اخري يمكن حصرها، فهل يدخل الكيف في تمييز الاشياء؟ الاجابة هي نعم بالطبع، فالمروحة هي المكونات المادية الداخلة في تكوينها زائدا تنظيم خاص لهذه المواد يجعلها مروحة، وإذا اختلف هذا التنظيم فهي ستصبح شيئا اخر. وهذا التنظيم الخاص لابد له من وظيفة معينة يؤديها – بغض النظر عن فائدتها او الهدف من وراء هذه الوظيفة – وبدون هذه الوظيفة تصبح مجرد كتلة من الحديد والنحاس والاشياء الاخري.

    ولكي لا ندخل في جدال لغوي لا طائل من ورائه‘ فكلمة وظيفة هنا مقصود بها تأثير معين يمكن ملاحظته لمادة ما في حال وجودها في ترتيب معين، فالجبال مثلا هي كومة من الصخور، ويمكن لجبلين متساويين في الكتلة ومختلفان في الارتفاع – نتيجة لاختلاف القاعدة مثلا – ان يكون لكل منهما تأثير مختلف علي الرياح والسحب، رغم انهما متفقان في كمية المادة في كل منهما، والثلاجة مثلا لها القدرة علي التبريد نتيجة لوجود مادتها في تنظيم معين وليس لاي سبب اخر.

    فالثلاجة عندما تتعطل لا نقول ان الروح الثلاجية- السبب الذي جعلها تكتسب صفة التبريد المميزة لها – قد خرجت، ولكن نبحث عن سبب الخلل في تنظيم اجزاءها المادية الذي جعلها تكتسب خاصية التبريد، وكذلك جهاز الكمبيوتر الذي اكتب عليه الان لا يوجد اي لغز كامن خلف الاشياء المدهشة التي يقوم بها، هو مجرد تنظيم خاص لعدد كبير من رقاقات السيلكون والبلاستيك والمواد الاخري يتيح له القيام بعدد كبير من الوظائف الرائعة، وعندما يتعطل جهاز كبميوتري فلا ابحث عن شيء سوي الاسباب المادية المرتبطة بتركيبه ولا يوجد شخص يستطيع ادعاء شيء غير هذا.

    وعموما كل الاشياء تكمن روحها ان جاز لنا التعبير خلف وظيفتها التي تؤديها، سواء ان كان هذا الشيء ببساطة الملعقة او بتعقيد جهاز الكمبيوتر، والكائنات الحية ليست استثناء، فروحها هي ببساطة التنظيم الخاص الذي توجد به مادتها بحيث يكسبها ذلك التنظيم تلك الصفات الخاصة بالكائنات الحية، ويمكن اثبات ذلك ببساطة‘ فعند قطع رأس انسان ما، يختل التنظيم الخاص الذي يجعل مادته تحمل الصفات الحية، مما يفقده القدرة علي اداء وظيفته نتيجة لفقدانه للسمات العامة التي تميز المادة الحية، وهذا هو الموت الذي لا يوجد اي لغز خاص يحيط به.

    هل معني كلامي هذا ان الروح هي مجرد تنظيم خاص لذرات المادة؟ الاجابة هي نعم، ولا يوجد شيء اخر يدعونا للإعتقاد في وجود شيء منفصل اسمه الروح، يخرج بخروج الحياة من الجسد، فالحياة ليست الا تنظيم خاص لذرات المادة اكسبها تلك الصفات المدهشة بالنسبة لنا، بينما هي لا تعني اي شيء بالنسبة للكون الكبير الذي نعيش فيه. وقد ثبتت هذه النظرة الوظيفية تجريبيا، حيث تمكن العلماء من ترتيب عدد من حلقات احماض امينية وقواعد نايتروجينية في المعمل منذ فترة طويلة – من العام 2002 – وتمكنوا من تخليق عدد كبير من ابسط اشكال الحياة في المعمل، وقد اكتسبت تلك المادة الفيروسية الميتة، فجأة صفات الحياة وبدأت في التكاثر والاستقلاب مثلها مثل نظيراتها الطبيعية تماما، وهذا دليل تجريبي علي صحة النظر الوظيفية للحياة. فكل ما في الامر هو التنظيم الخاص لذرات المادة الذي يكسبها صفات معينة، سواء ان كانت تلك الذرات ذرتين مثل الماء او مليارات مثل الكائن البشري، فالحياة هي تنظيم معين والموت هو ((خلل تنظيمي)).

    تحياتي
    http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/sci_tech/newsid_2123000/2123881.stm
                  

العنوان الكاتب Date
اسماء ... بدون مسمي (1) Shihab Karrar03-29-09, 01:35 PM
  Re: اسماء ... بدون مسمي (1) Shihab Karrar03-30-09, 11:49 AM
    Re: اسماء ... بدون مسمي (1) Shihab Karrar04-02-09, 09:47 AM
      Re: اسماء ... بدون مسمي (1) Abdel Aati04-23-09, 09:50 AM
        Re: اسماء ... بدون مسمي (1) هشام آدم04-23-09, 10:23 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de