|
قصة : زوما
|
غادر حسين مكتبه علي عجل ليلحق بآخر الحافلات المتجهة لجنوب الخرطوم ، لم يجد سوي باب الحافلة مكاناً له ، ركب كشخصية بارزة ، سرح خياله بعيداً مع لعبة سبايدر سوليتير ، مع إحساس بالسعادة والإنتشاء ، فقد نجح اليوم نجاح كبير ، كانت آخر إحصائية قبل أن يحفظ ً(القيم) الأخير تتجاوز 70% نجاح وهو معدل عالي إعتاد عليه في الأيام الأخيرة بعد شهور طويلة من الفشل . (القيم) الأخير كان ما يشغله و الإحتمالات التي يجب أن يبدأ بها ، ولا بد من تجاهل دامة الأسود لأن تحريكها يعني (قفل القيم مبكراً) ، ويجب المواصلة في خيط (سبعة الشيرية) فهي أفضل الإحتمالات حتي الأن ، الكمساري قام بتنبيهه للكرسي الشاغر ، وبعد فترة وبنهرة قوية : - يا خينا خلاص دي آخر محطة . أضطر حسين لركوب ركشة فقد تجاوز محطته بإثنتين ، وقفت الركشة أمام الدكان المجاور للمنزل الذي يستأجره منذ سنوات عديدة ، قبل أن يطلب من الطيب صاحب الدكان (فكة) ليحاسب الركشه بادره هذا الأخير بفضول أصحاب دكاكين الأحياء وبلهجة لا تخلو من سخرية : - إنشاء الله خير يا أستاذ ، شايف ليك فترة تجي متأخر ، خلي بالك المحاكم بقت تشتغل بالليل . لم يرد عليه حسين ، فهو يعرف عداء الطيب له منذ أن داهمه في ظهيرة أحد الأيام ووجده في وضع حميم مع ستنا جارته اللعوب في منزله ، ومنذ ذلك اليوم قرر الا يترك له مفتاح المنزل . - تعرف يا عبد الرحيم صاحبك الأستاذ دا الظاهر عليهو عنده علاقة بالسكرتيرة بتاعتو . مواصلاً الحديث مع عبد الرحيم جارهما في الحي . - ياخي دا ليهو ستة شهور يجي بعد أنصاص الليالي ، معقولة في محامي بيشتغل لغاية الوقت دا . أكيد عنده علاقة بالسكرتيرة بتاعتو وعاملين لينا فيها الشريف الرضي . - عليك الله يا الطيب خلي الناس في حالها ، إنت قايلنا نحن ما عارفين حركاتك البتعملها في الحلة دي ، خليها مستورة يا خي . - عليك أمان الله يا عبد الرحيم انا ما خايف من زول ، والحلة كلها عارفاني ، لكنك صاحبك المحامي دا عامل لينا فيها مكمل الأدب وهو تلقاهو كاتل الجدادة وخامي بيضها ، يمين بالله تلقاهو كل شهرين يغير السكرتيرة ، ممكن تقول لي زول عمره فات الأربعين سنة وما إزوج لغاية حسع ليه ، ولا يكون صاحبك دا من الجماعة . وأطلق ضحكة عالية سمعها حسين داخل منزله ، عرف أن الطيب قد لاك سيرته كعادته منذ الحادثة . يخرج حسين حسين عادة باكراً من المنزل ليقضي أعماله في المحاكم والدواوين الحكومية المختلفة ، فهو مستشار لعدد لا بأس به من الشركات متوسطة الحجم ، تؤمن له دخل يكفيه وإلتزاماته وما يفيض يرسله لاسرته ، رفض الزواج رغم إلحاح أصدقاءه وأهله ، لسبب بسيط : - الشغل دا ما بيفتح بيت ويكون أسره مخاطباً عثمان صديقه في إحدي نقاشاتهم ، ولأن عثمان يعرف صديقه جيداً وخوفه من المسئولية والإلتزام ، آثر إيقاف النقاش عند هذا الحد ، وأيقن أن حسين لن يتزوج قط ، - خلاص يا حسين عليك الله عرس الكمبيوتر بتاعك دا ، معقولة يا حسين من تلاتة ظهر تقعد تصاقر الجهاز دا لغاية حداشر بليل . ياخي نفسك دي ما عليها حق عليك . ************
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
قصة : زوما | زهير الزناتي | 06-27-09, 01:04 PM |
Re: قصة : زوما | زهير الزناتي | 06-27-09, 02:15 PM |
Re: قصة : زوما | زهير الزناتي | 06-27-09, 02:36 PM |
Re: قصة : زوما | سيف النصر محي الدين محمد أحمد | 06-27-09, 03:27 PM |
Re: قصة : زوما | زهير الزناتي | 06-28-09, 09:28 AM |
Re: قصة : زوما | زهير الزناتي | 06-28-09, 11:23 AM |
Re: قصة : زوما | زهير الزناتي | 06-28-09, 11:42 AM |
Re: قصة : زوما | زهير الزناتي | 06-28-09, 01:19 PM |
Re: قصة : زوما | زهير الزناتي | 06-29-09, 01:30 PM |
Re: قصة : زوما | عمر صديق | 06-29-09, 06:56 PM |
Re: قصة : زوما | زهير الزناتي | 06-30-09, 10:06 AM |
|
|
|