|
الانتخابات السودانية : وحدة في ظل التنوع أم تشظي وتمزق؟
|
الانتخابات السودانية : تنوع ووحدة أم تشظي وتمزق؟
تابعت في الفترة الماضية الأحزاب السودانية وهي تسارع نحو التسجيل تمهيداً لخوض الانتخابات القادمة (في علم الغيب) وآخر الأخبار التي أوردتها الصحف السودانية كانت قبل إسبوعين ومفادها بأن هنالك تسع وستون (69) حزباً سودانيا أكمل إجراءات التسجيل وله الحق في خوض الإنتخابات ...
ليس ذلك فحسب بل أن هنالك خمسون حزباً (50) لم يتم تسجيلهم لعدم استيفاءهم لشروط الأهلية في الفترة التي منحن للأحزاب وهي تسعون يوماً علي ما أذكر ...
وبذلك يصل عدد الأحزاب السودانية اليوم والتي قدمت أوراقها للتسجيل حوالي 119 حزباً ما يجعل الحديث عن السيناريو المقبل لخوض الانتخابات أيضاً في علم الغيب تماماً مثل مواعيد الانتخابات ومثل مشاركة السودانيين بالخارج ومثل نتيجة التعداد السكاني ..
لا شك بأن الجبهة الإسلامية لن تذهب في اتجاه إقامة الانتخابات ما لم تضمن مقاعدها وفقاً لحساباتها الخاصة فهي من يملك مقاليد الأمور الاقتصادية والسياسية والعسكرية .. وهي من يحدد ميدان المعركة وهي أيضاً من يحدد وقت المعركة والسلاح الذي يجب أن يستخدمه الخصم .. لذا فهي في هذه الفترة متيقنة بأن الفوز سيكون حليفها .. بمساعدة أفضل خبراءها الذين في فن التزوير والتزييف والخداع .. فعضويتها تمرست في مثل هذا العمل جيداً في الجامعات السودانية ... والجبهة الإسلامية حتي اليوم لم تتطور عقليتها لإدارة دولة فقد ظلت خلال تاريخها تستخدم عقلية طلاب المدارس التي لم يرتقي ولم ينضح مستوي تفكيرها لتجاوز هذه المرحلة لذا فستكون الانتخابات القادمة من قبل الجبهة الإسلامية هي سيناريو مصغر لما دار ويدور في المدارس السودانية والجامعات ... لا شك في ذلك ..
ولنا أن نتساءل هل فازت الجبهة الإسلامية أو الحركة الإسلامية في أية انتخابات منذ 30 يونيو وحتي الان دون السيناريو المتعارف عليه ... لم تفعل؟
وليس لها القدرة علي الفوز في أية انتخابات. وهزيمتها لا تعتمد علي ما تفعله هي بل يعتمد علي يفعله خصومها.
لنا أن ننظر إلي وضع السودان الآن وحال الحركة الإسلامية ومشروعها المزعوم وما قادت اليه السودان ونفسها من مآزق داخلية وخارجية .. لندرك بأنه برغم كل الامكانيات المتاحة والمتوفرة لها من قوة عسكرية وسياسية وإقتصادية إلا انها فعلياً لا تمتلك من الكوادر ما يؤهلها لإدارة دولة بحجم السودان ولا الفوز في أية انتخابات لا علي مستوي السودان ولا علي مستوي أية جامعة .... فكوادرها مضافاً إليهم الكوادر المدفوعة الثمن من الأحزاب والتنظيمات الأخري المتخالفين والذائبين والمستشارين ... لو كانوا قادرين علي إدارة دولة لكان الأحري بهم وقف قرار المحكمة الجنائية ...
إن الانتخابات ليست هبة من الجبهة الإسلامية بل حق تم بقوة السلاح وبقوة المعارضة .... وبرغم أن الجبهة الإسلامية هي التي سعت لمزيق النسيج السياسي السوداني بهذا الكم الهائل من الاحزاب لم يسلم منه حتي الحركة الشعبية والجبهة الإسلامية ... إلا أن هزيمتها ومن معها تعتمد كلياً علي الوحدة في ظل التنوع ... مهما اتسع نطاقه ... وكشف ووقف العبث والتلاعب الذي تمارسه الجبهة الإسلامية بدءاً بالإجراءات التمهيدية وقوانين الانتخابات وحقوق جميع السودانيين في الإنتخابات مروراً بكل الإجراءات التي تأتي خلال العملية الإنتخابية ....
ولنتذكر كم من حدث بدأته الجبهة الإسلامية وانقلب السحر علي الساحر ... فمن تنوعنا الذي يبلغ المائة وتسعة عشر بدعم الجبهة الإسلامية يمكننا أن نخلق وحدة لهزيمة الجبهة الإسلامية هزيمة ساحقة مثلما فعلنا من قبل في الاتحادات الطلابية ...
ثم وماذا يتبقي لنا حينما تأخذ الجبهة الإسلامية الدولة قوة السلاح وبقوة الانتخابات؟ لا شيئ سوي التمزق ..
|
|
|
|
|
|
|
|
|