تري هل ينفصل الذاتي عن الموضوعي في بلد كالسودان ؟ هل تحل المشكلات ذات البعد الاقتصادي ، السياسي ، الاجتماعي بل والوجودي بمجرد ان يلوذ المرء بحائط صد تقيه عوادي الزمن ؟!! واخوانه واخواته في حالة انكشاف للفقر حتي وان كانوا من ابناء الطبقة الوسطي التي اخذت في التعافي بعد شلل دام لما يقرب العقدين من الزمان .
ليت القضية كانت من النوع الذي يحل علي المستوي الفردي ، اذن لهانت الامور ولإنشغل كل شخص بهمه الذاتي ، ولتفرغ لما ينتوي فعله في تخطيط مستقبله علي المستويات كلها قصيرها ، متوسطها وبعيدها . إن الامر اكبر من ان ينظر له من منظور ذاتي ، واعمق من ان تقبل علي حله فئة محدودة من الناس . إنها في المقام الاول مسالة ضمير واخلاق . ثم إنها قضية تضامن اجتماعي يتصل بحق الانسان في الحياة الكريمة . انه حق يفوق العهود المدنية والسياسية في الاولوية انه الحق في العمل.
عندما تصل نسبة البطالة في اي دولة الي حوالي العشرين بالمائة تثور المجتمعات المدنية بها ، ويتملك الجميع الفزع من ذلك الوضع المأزوم ، وترفع درجات الخطر الي اقصي غاياتها . ولكن الحال في السودان ليس كذلك اطلاقا ، فأبواب العمل موصدة لأسباب ليست خافية تماما، ونسبة البطالة الحقيقية يتهامس بها في الدوائر الاكاديمية فقط علي انها تفوق الخمسين في المائة، وما يؤكد ذلك انه لم يعد هنالك بيت خال من عاطل او معطل من العمل ، فكيف يمكن الحديث عن انتخابات و الحالة هكذا، بل كيف يمكن الحديث عن مجتمع مدني ليس به سوق عمل بمعني الاستيعاب السلس لكل قادر عليه ، وادق من ذلك كيف يمكن الحديث عن مواطن لم تتحقق هويته وجودا بالإنتماء الي وظيفة او مهنة معينة ؟؟!!.
لذا فإنه من الشرف لنا بمكان ان ننظم حملة تجبر الساسة علي تقويم هذا الوضع الشائه الآن الآن وليس غدا.هلا تضامنتم ؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة