|
عزوف الطلاب عن التقديم لكليات التربية: دراسة وسط طلاب كليات التربية بالسودان
|
هذه الرسالة القيمة وجدتها بموقع مجلة العلوم الاجتماعية على هذا الرابط http://swmsa.net/modules.php?name=News&file=article&sid=2326
وقد قام بها الدكاترة المحترمون د. عبد الباقي دفع الله أحمد أ. د. عوض السيد الكر سني
وانتهز هذه الفرصة لأرسل تحايا خاصة للبروف / عوض السيد الكرسني وأسرته الكريمة
تمهيد: لا يختلف اثنان عن أهمية مهنة التعليم، وأن المعلم صاحب مهنة متميزة ومكانة لقيامه بتوجيه العملية التعليمية نحو تحقيق أهدافها. وهذا يقود إلى السعي الجاد لإعلاء مهنة التعليم وتطويرها لصالح المعلم ولصالح المهنة ذاتها، ومن ثم لصالح الطالب والمجتمع عموماً.
ولذلك فإن دراسة آراء الطلاب حول أسباب عزوفهم عن التقديم لكليات التربية ربما تظهر كثيرا من جوانب المشكلة التي تحول دون انخراطهم في هذه المهنة، وبالتالي إيجاد الحلول العملية لمساعدة القائمين على أمر التعليم لتدارك ما يمكن تداركه حتى يتم دعم هذه الكليات بطاقات متميزة تسهم في دفعها واستمرارية تطورها وتطور مهنة التعليم . من المعلوم أن السياق النفسي الإجتماعي السائد في المجتمع يؤثر سلبا أو إيجاباـ تأثيرا ً بالغا ً على تطلعات الطلاب وطموحاتهم وتوجهاتهم ومن ثم اختياراتهم المهنية . وقد أدى قرار ضم معهد المعلمين العالي عام 1974 إلى جامعة الخرطوم، وسحب كل ميزاته التفضيلية في ظل المناخ التنافسي لكليات الجامعة الأخرى التي توفر تقديراً اجتماعيا وميزات اقتصادية أفضل، نتج عن تفاعل هذه المتغيرات وغيرها عزوف الطلاب عن التقديم لكلية التربية كتخصص أكاديمي أو مهنة مستقبلية، صاحبتها كثير من المفارقات الاجتماعية والاقتصادية. فبجانب الجوانب السلبية المرتبطة بمهنة التعليم، تدنت نسب القبول لبعض كليات التربية لتصبح 50% فقط بينما بعض الكليات لا يقبل بها من قلت نسبته عن 90% في امتحان الشهادة السودانية. ربما زادت الكارثة بهجرة الأساتذة خريجي كلية التربية المؤهلين لدول الخليج، وتبعتهم مجموعة كبيرة من المعلمين المؤهلين فى مراحل التعليم العام المختلفة، وكانت قاصمة الظهر ظهور المدارس الخاصة التى جذبت الكثير من المعلمين القادمين من المهجر وكثير من المعلمين المتميزين، وأصبحت المدارس الحكومية ينقصها كثير من مقومات العملية التعليمية، فقد أكد الاحصاء التربوي لسنة 2004 أن من بين كل (140) معلم أساس، يوجد فقط (10) معلمين يحملون درجة البكالريوس، وأن من بين (22) الف معلما بالمرحلة الثانوية (30%) فقط منهم يحملون درجة بكالريوس التربية. لم يعثر الباحثان على دراسات سابقة أجريت فى موضوع الدراسة، وربما نجم ذلك عن خصوصية الوضع بالنسبة للمشكل السوداني، إذ أن تجربة إعداد المعلمين شهدت تغيرات عدة وآلت الأمور أخيرا إلى إنشاء كليات التربية، وإسناد مهمة إعداد معلمي المدارس الثانوية ومرحلة الأساس إليها. وعلى المستوى الإقليمي العربي يمكن الإشارة إلي عدة دراسات تناولت موضوع الدراسة، وعلى سبيل المثال هنالك دراسة المحبوب عن " العوامل المؤثرة في قرار الطلاب الالتحاق بالجامعة من وجهة نظر طلاب المستوى الأولى في كليات جامعة الملك فيصل " (عبد الرحمن المحبوب ، 1998)، ودراسة جربو " قبول الطلبة في الجامعات بين الرغبة و المؤهلات " (داخل جربو ، 1410هـ) ، والعيسوى "دراسة ميدانية للميول الأكاديمية لدى طلاب الجامعات "(عبد الرحمن العيسوى ، 1409 هـ)، والحواري "تكييف مقياس هولاند في التفضل المهني وتطبيقه على عينة من طلبة الثالث الثانوي في مدينة أربد" (عيسى الحواري ، 1982).
|
|
|
|
|
|
|
|
|