|
حسنة بت محمود .. الشاهد الأخير / للكاتبة تماضر شيخ الدين
|
تقف حسنه بت محمود فى شارع مظلم خارج الرواية
ماذا تريدون منى ايها القضاة والمحلفون؟؟؟
ها انذى اقف...وسط بركة الدم المفاجئة لصمتكم
وانا احمل مدية الانتقام الناعم
ولا آبه بشهيقكم المرتعب
نعم...قتلت ود الريس...وقطعت موطن شهوته وافتخاره الزائف
انتقاما لانسانيتى المكلومة
وثورة
ضارية ضدكم وضد صمتكم الريفى الطويل
اعرف انه لايعنيكم من جريمتى غير النميمة...فالدهشة التى ابديتموها مفتعلة...وصراخكم مفتعل...واندهاشكم غير صادق
لماذا قتلته؟؟؟
وهل يهمكم الامر الآن كثيرا؟؟؟
هل توقعتم غير ذلك؟؟؟...
ياللسذاجة...واللؤم
انا اعرف دورى بدقة
وانتم تعرفون دوركم
واعرف انكم حين تجمعتم فى الدار...تتصايحون
كنتم
تريدون سبر اغوارى المحتضرة لانكم تنشدون فيها ريحا لبحر آخر خلف سواحلى؟؟؟
فأنتم
عندما تعتلون هضابى فأنكم تنشدون ضباب افق آخر
اعرف اننى لم اكن يوما مبتغاكم ولا مبتغى الراوى ولا جده ولابت مجذوب ولا حتى ود الريس
ها انا ذى اقف فى حد سيف المنية معه...وامامنا يقف ملك موت واحد
فى فوهة غرفة واحدة
غرفة واحدة ضمتنا سويا.. قبل سويعات..حرقت نساء الحى فيها بخور الصندل ... اسمينها، ياللسخرية... بيت عرس.
ود الريس تفوق عليهم جميعا بالوصول الى هذه الغرفة...كبشا لفداء القبيلة
هل تعرفون لماذا كان رجال الحى يلهثون للارتباط بى والزواج منى؟؟؟
حتى الراوى ارتجف قلبه...فهو غير معصوم من جرثومة العدوى التى يتنزى بها جسم الكون
لم يرد احدهم الارتباط بحسنة بت محمود...بل ارادوا الزواج من ارملة مصطفى سعيد
كانوا رجالا ببعد واحد...افق واحد
وكان رجلا بالف
جميلة انا.؟؟؟..اعرف كم انا جميلة...ولكن جمالى لايلفت انظار هذه القبيلة....
مصطفى سعيد هو الرجل الذى استطاع ان يتذوق شموخى واباى
قامتى الفارعة...ويداى النظيفتان...
ملامحى الغامضة
كلها تفاصيل
كانت تباعد بيني وبين الزواج من احدكم... بينما جاءت به الى بابى
تظنون اننى لا اعرف نساءه البيضاوات ؟؟؟
لا...يا ايها المحلفون الجالسون على منصة الغيب
اعرف حقيقة واحدة
....مصطفى سعيد كان يبحث عنى و عندما
قتل آن همند وشيلا غرينود وايزابيلا سيموروجين موريس... بغموضه الافريقى الساحر..
كنت انا فى غياهب الآتى و المستحيل....ادرى انه كان يبحث عنى
اعرف اننى لا اعنى لكم الا مدفنا اللغز الكبير وحارسا من حراس الجن فى مملكة الصمت والفجيعة...مصطفى سعيد
مصطفى سعيد هو حسنه....هو الآخر الذى ولدته امرأة صامته
دموعها صامته ...وفجيعتها صامتة
جاءنى ...ليفك طلاسم اللغة الانثوية التى منحته الوجود
هل قلت جاءنى.. لا بالطبع...انا التى تبدت له
كشراع يتبدى تحت لجة القمر
انا التى تمظهرت له بالسكون الصاخب
ولوحت له بمفتاح الطلسم السرمدى...
انا التى تعرفت على نصف تفاحتى ...الضائع...واغلقت عليه شرفات الشوق والمتاهة
مصطفى سعيد كان جنوبا يحن الى الشمال ....ولكنى كنت امرأة من كل الاتجاهات
رياحى شرقية وامطارى شمالية غاباتى جنوبية ...ورعودى من اقصى الغرب
تريدون ان تعرفون اين ذهب مصطفى...ولماذا تركنى والولدين والغرفة المسقوفة فى متاريس السؤال؟؟؟
وماذا ننتظر نحن انصاف الابطال فى مجاهل الروايات...واواخر فصولها غير تبنى التسآول واحتمالات الاجابة؟؟؟
انا افضل الصمت يا سادتى....
فلنمت انا وود الريس والسر والفضول فى غرفة...سقفها صندل
وارضها بركة من دم
|
|
|
|
|
|
|
|
|