|
وللإنقاذ عيون عسلية ايضاً !.
|
وللإنقاذ عيون عسلية خط الاستواء عبد الله الشيخ رمت الإنقاذ أمس بسهم جديد من كنانتها، بعد أن ردحت فينا لعشرين سنة وهي مستمسكة بخطبة الحجاج بن يوسف في أهل العراق والتي قال فيها: (أنا ابن جلا وطلاّع الثنايا.. متى أضع العمامة تعرفوني).. وقال فيها أيضاً: (والله لئن بقيت لكم لأؤدبنكم أدباً.. ولتستقيمن لي ولأجعلن لكل امرئ منكم في جسده ومن نفسه شغلاً).. انتهى..
السهم الإنقاذي الجديد خرج من القوس في سياقين، سياق المناسبة التي هي مؤتمر الإعلاميين السودانيين العاملين بالخارج، والسياق الآخر، وهو سياق (تاريخي) يتمثل في تقليد ثورة الإنقاذ الظافرة لثورة مايو المنتصرة أبداً بإذن الله!.. ولولا أن الأستاذ كمال عبد اللطيف نسي أو تناسى الإشارة إلى بدلة منصور خالد و(تباينها) مع الجلاليب والعمائم والصديريات! ولولا أنه أهمل في خطابه الضافي ذكر قهوة بت أم الحسن ووحل اللوري في القبولاب والباحا، وبيت الشعر الذي يقول (الأرض تنبت ألف ثائر), لولا هذا النسيان، المتعمد أو غير المتعمد لقلنا إن خطاب الأستاذ كمال هو نسخة معدلة من خطاب شهير للدكتور عمر الحاج موسى قاله امام لجنة مايو الكبرى بحضور اب عاج الذى صفق وابتسم كيفما اتفق!.
وعلى الإعلاميين السودانيين العاملين بالخارج الذين لبوا النداء ملاحظة فروق الوقت أيضاً..فقد استمعت اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي للنسخة الأصلية من هذا الخطاب على لسان الدكتور عمر الحاج موسى في بواكير سنوات مايو، مما يعني أن الإنقاذ بدأت بمؤتمرهم الجامع هذا استهلالية عهد جديد.. عهد آخر، ترك وراءه التمكين وخطبة الحجاج فى اهل العراق واستبشر عهداً ليس فيه تجيير أو تحبير للآخرين.
ذهب الأستاذ كمال عبد اللطيف إلى (إحصاء أو تعداد) محاسن السودان وجماله.. وذكر بالاسم بت مسيمس وتاجوج وحواء الطقطاقة والرقابة القبلية وقانون الأمن ونزاهة الانتخابات, والهندي عز الدين وعثمان ميرغني وأكد أن الإنقاذ- في وضعها الراهن- تؤمن بـ(كلام الببكيك أحسن من كلام البضحكك) ودخل رويداً رويداً في عهد الإنقاذ الجديد قائلاً للإعلاميين العاملين بالخارج: (لا تبخلوا علينا بأية نصيحة ولو كانت رأياً مخالفاً)..
وقال أيضاً: (نريد أن نجند عقولكم وأقلامكم وكاميراتكم لترسموا لوحات مشرقات لوطنكم المشرق.. يا أحفاد الكنداكة).. وأضاف متوغلاً في شريعة الإنقاذ الجديدة: (ليست هذه محاولة من الحكومة لتجييركم لخدمة مصالحها، ولا لتقوم باستقطابكم لمصلحة أحزابها.. ولا نريد منكم أن تكونوا هتيفة للإنقاذ أو المؤتمر الوطني).. ثم خلص الأستاذ كمال إلى ما يلي: (هدفنا من هذا الملتقى هو أن نتيح لكم الفرصة لتشاهدوا وطنكم عن قرب وتقرأوه بعيون عسلية)..
ما يهمني في هذه التغييرات (الجوهرية) فى سيرة الانقاذ الطويلة ، والتى ستحتفل بعيدها العشرين بعدشهر ونصف يهمنى أمر واحد.. هو أن الإنقاذ بعد التجربة صارت تعرف الفرق بين العيون العسلية، وبين (العيون السود كاحلات، يجرحنك وما سائلات.. ويا حلاتن! هن أساس الريد والجنون)!!
كيف نتصرف مع هذه الإنقاذ؟... بتنا هياماً في العيون السود، ويا حلاتن !.. فإذا بالانقاذ في ليلة واحدة تقوم بتركيب عدسات لاصقة من نوع العسللي!.. وهذا حقاً زمان العسل!..
|
|
|
|
|
|
|
|
|