|
انفلونزا الاتحاد الاشتراكي العظيم!
|
انفلونزا الاتحاد الاشتراكي العظيم عبد الله الشيخ خط الاستواء ليس في السودان خنازير بكميات تجارية حتى نخشى من تفشي انفلونزا الخنازير بيننا، اللهم إلا إذا كان المقصود بانفلونزا الخنازير (حاجة تانية)! وشيئاً آخر، لا تريد هيئة الصحة العالمية الإفصاح عنه.
ففي بلدنا الحبيب يتفشى نوع آخر من الانفلونزا هو انفلونزا الانتخابات..
أعراض هذه الانفلونزا تتمثل في أن الأحزاب بين مصدق وغير مصدق لشيوعها بين الجماهير كإحدى حقائق الوضع السياسي في المرحلة القادمة، التي تمتد من ساعتنا هذه وحتى نهاية الشتاء القادم.. وبينما الأحزاب ذات الوجعة والآمال العراض في تداول السلطة بهذه الطريقة الحضارية- الانتخابات- تلتزم الصمت، أو ما هو أقرب, حول هذا الموضوع فإن مجلس الأحزاب قد شرع فعلاً في الآونة الأخيرة في نشر أسماء أحزاب جديدة بقوائم وأسماء الأعضاء.
ووافق مجلس الأحزاب كذلك على أن إضافة كلمة (الأصل) إلى اسم الحزب الاتحادي الديمقراطي كحل لتنازع الاتحاديين بأجنحتهم المختلفة على الاسم.. قد يحظى اتحاديو الدار العامرة في بحري بهذا التمييز (الأصلي).. ولكن هذا لا يعني أن الطريق مفتوح أمام أحزاب أصيلة أخرى بعد أن عاد الاتحاد الاشتراكي السوداني مرة أخرى إلى الظهور بعد أن أضيف إلى اسمه عبارة (المايوي) بدلاً من (العظيم)!.. وأنا كنت من الشاهدين على أن الاتحاد الاشتراكي أطلق على كل سلوكه السياسي اسم العظمة.. هم من كانوا يهتفون باسم الاتحاد الاشتراكي العظيم، وهم من أطلقوا على عودة أب عاج في يوليو (يوم العودة العظيم).. الخ.
لكن حزب الاتحاد الاشتراكي لم يعد إلى ساحة العمل الجماهيري حزباً واحداً، أو تحالفاً كما كان يطلق عليه، بل عاد بأكثر من لافتة، وربما تتعدد لافتاته بعدد أعضاء اللجنة المركزية (الموقرة )!.. وما يشجينا في الموضوع أن العظماء نسوا اسم العظيم، واستبدلوا العظمة باسم الشهر الذي يغيب ويأتي من الحول إلى الحول.. وتمسكوا بلفظ الاشتراكي بالرغم من أن حلفاءهم الحاليين قالوا في كل المنابر إن الاشتراكية شبعت موتاً!..
من الآن وصاعداً سنسمع عن أسماء أحزاب كثيرة، ولا تسأل عن تمويلها، ومؤسسها، وداعيها ومستدعيها، والمحزوبة إليه!.. لكن عليك أن تقطع الشك بهذا اليقين، فإنك لن تسمع أبداً بحزب اسمه المؤتمر الوطني (الأصل).. لأن المؤتمر الوطني، أي الحزب الحاكم لم يأخذ الاسم عنوة من آخرين، ولم ينتزع داره التي هو فيها من آخرين، ولم يستلف أعضاءً في أحزاب أخرى..
وليت الشاعر حميد كان معي الآن لنعرف منه ما إذا كان قد وجد إجابة عن سؤاله في بداية العهد حيث قال:
(وعاد لمتين في هبابة)!..
انفلونزا الخنازير ليست هي الخطر القادم من الشرق، أو الغرب، الانفلونزا التي تتمخطر فينا هي شيء آخر.. وأحسب أنكم تعرفونها.. فقد قال السيد المسيح:
احذروا الأنبياء الكذبة..
قالوا: كيف نعرفهم؟
قال: بثمارهم تعرفونهم..
فإذا كان الشعب السوداني قد اكتشف انفلونزا الطيور قبل الحرب العالمية الأولى، ولم يتلعثم في تسميتها بـ(سمير).. لماذا يستعصي على هذا الشعب الآن تسمية انفلونزا الخنازير باسمها (العِلمي)؟..
ولا تسأل جماعة الاتحاد الاشتراكي عن اشتراكيتهم، بل الواجب أن تسألهم عن اشتراكاتهم!.. ولا تسأل عن حزب (الأصل) بعد أن تم تشييد طريق شريان الشمال، الذي يربط بين نقزو وبحر الغزال! كما ربط الترس ناكوسي بين سنكات وبركات!
|
|
|
|
|
|
|
|
|