بلال!! (الفيلم الفائز بالميدالية الذهبية في مهرجان الجزيرة الدولي الخامس للافلام الوثائقية)!!..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2024, 03:53 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-28-2009, 11:21 AM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بلال!! (الفيلم الفائز بالميدالية الذهبية في مهرجان الجزيرة الدولي الخامس للافلام الوثائقية)!!..

    ...

    فيلم "بلال"
    الفائز بالميدالية الذهبية للأفلام الطويلة
    مهرجان الجزيرة الدولي الخامس للأفلام التسجيلية الأربعاء 15/4/2009

    (جريدة الأحداث السودانية)




    بلال:بين الظلمة وأضواء الجوائز!!

    بقلم: عبدالغني كرم الله


    إلى: أماني بشير الكندو، بنت أختي، التي تحب الأفلام حد الثمالة!!

    (1)

    هههه ها...
    هاهاهاها... هاي..
    هي هي هيهي...


    كل الصالة المعتمة، غرقت في ضحك اصيل، فطري، عتقها ببساطة، ومهارة من قبضة الطبع، وقيد الخواطر، ألف متفرج، ضحكوا على الحزن، أم منه، صدور أهتزت بصدق، سواء تحمل هما، أم نهدا، أم عشقا، أو غرور، شعور عميق بطفولة حقيقية، عم الصالة المظلمة، فرح مختلس من براثن شاشة تحكي وتتلون، وتغني، بلا فم (عن الألم والبؤس!!)!!.

    مسكين، بلال أكبر!!..
    ألف قلب، يضمر ايماناً، أو إلحاداً، أو لاشئ، ضحكت منه، بإلفة عميقة، هي الأخرى دين، أقدم، وأكثر جوهرية..

    ولم يكن في الشاشة مستر بين، أو محمد موسى، أو حتى عادل أمام، أيام زمان، بل البطل لا يعرف إنه يمثل، ولا يعرف هل خلق الله هوليود، أم لا.. (وفي مشهد، حقيقي)، كان ينظر للكاميرا، كما ينظر كلب لطالبة جميلة تمر قربه، "ماطبيعة وعيه بها"، أي الكلب، حتما لا تحرك فيه أي حس بالجمال، سوى انها لم تنحني، وتلتقط حصى، وترشقه بها..، وللحق لم تعجبه الفتاة، أي الكلب، فلا ذيل لها، وسخر من سيرها على رجلين فقط، "هوهوهو"، وفمها شبه ملصق على وجهها، ولا ينسحب للإمام، لذيذا، بفكين طويلين، كحسان الكلاب "ولم تسير على قدمين فقط؟؟"، أهي في سيرك"، هكذا أحتارت خواطره، ورائحة جسدها في أنفه المغرور، الله وحده يعرف تأثيرها، مثل نظرة البطل للكاميرا حين عثر عليها أثناء بحثه الفضولي، الدائب في غرفتهم الصغيرة، المعتمة، ووجد آله غريبة، لا يدري لم خلقت..

    ومن ثمالة الضحكة، أحسسست بالمتفرجين، أجمعين، قبيل الفيلم، وفي الردهات، او نحن في الطريق لصالة العرض، كان هناك برزخ ما، خواطري قيمت فريقي، وثاني لا بأس، وثالث نفرت منه، "لا أدري كيف تختارهم"، هي دوما لا إرادية، وتحرج عقلي "والإتزان الذي يدعيه"، ولكن حين عمت الضحكة، شعرت بحميمية، وبإنسان عظيم داخلهم جميعا، يستحق المحبة، "كم كنت قاسياً"، وجاهلا، الافلام الاصيلة تعيد أواصر خفية، وإنسانية، بين بني آدم، مثل الشعر، أو نسيم طيب، يهدهد الجميع، ويجعلهم إخوة، كالشعراء العظام!!..

    أبطال الفيلم أسرة صغيرة، فيلم حقيقي، واقع معاش،.
    وإليكم سبب ضحك هؤلاء القوم (أكثر من خمسين جنسية)..
    إنها مجرد صلاة، امام وخلفة أكثر من 20 ألف مصلي، عين الكاميرا لم تستطع أن تحصيهم، إنها صلاة عيد الفطر المبارك، في مدينة هندية فقيرة، امتد سجاد الصلاة لتشمل الشوارع القريبة، والحدائق، وامام البقالات، فوق سطوح المنازل، تحت حبال الغسيل، أكثر من كيلو ونصف تفصل بين أحد المصلين والأمام الهندي، الذي يرتل، بطلاوة، وصوت شجي، معتق!!..

    ليس هذا سبب الضحك، حتماً..
    ولكن هناك مصلي، لم يتقيد بمحاكاة الأمام، على الإطلاق، يبسمل الامام، ويكبر، ثم يشرع في قراءة الفاتحة، بصوت جميل نقله المكبر لآخر مصلى، خلفه بعده شوارع، فيما ظل المصلي المتمرد، وسط الصفوف يبحلق في الصفوف، يمد رأسه خارج الصف ثم ينظر لليمين، ثم اليسار، وحين سجد الجميع، وجدها فرصة ذهبية، ظل الوحيد الواقف، بل سولت له نفسه ان يستدير عكس اتجاه الامام، عكس اتجاه "القبلة"، اينما تولوا ثمة وجه الله"، لقد بلغ الأصالة..

    بل حدثته نفسه بأكثر من ذلك، ان يتسلق رقبة احد المصلين، وحين هوى أرضاً حين رفع المصلى رأسه لتكبيرة القيام، لم يجد بأسا من رفسه، (آآآه، كم تعجب من عدم رد الرجل، كان مشغولا بالصلاة،وجد فرصته)، وصار يركل الرجل، ويركله، والرجل يواصل صلاته، مشتتا، بين طاعة الإمام، وإتقاء شر هذا المصلي الغريب، ظل يتمتم ويقرأ في سره سور القرآن بعقله الباطن، وحواسه تركز على صديقنا الشقي!!..

    ضحك الجميع على "بلال"، الطفل الصغير ذو الثلاث سنوات، الشقي، الذكي..

    بدأ الفيلم بظلمة مطبقة، في غرفة متواضعة، الشاشة سوداء، ولكنك تحس بالحياة، تسمع اصوات، كركبة كراتين، حركة، طبخ، ظلمة لا ترى ارنبة انفك، "أهي مسابقة لتلي ماتش، الطبخ في الظلمة وتقشير البصل، والمكوة،"، ولكن المسابقة لا سقف لها، شهور استمرت، بل سنين..

    الواقع اغرب من الخيال، سينما عرضها السموات والأرض، لا نهاية لشاشتها، رغم انف العيون المسكينة، تقف في حد معين، ويستمر عرض الواقع الكرنفالي، نجوم، ومجرات، وزمن!! ونفس، وتذكر!! وغرائز، وموت!! يستفزنا الواقع، بطلاسمه حينا، وحينا تلمع معانيه في الذهن، فيثمل العقل لحين، ينبض قلب سلمى، وضمير المسيح، وترنو عين ليلى، ويشق بحر، وينفجر زلال، ما أغربك أيها الواقع العظيم، حتى الخيال جنين صغير في رحمك المطلق.. ويظل عصي الفهم، وتلد العقول والقلوب، كل يوم فهما جديدا، وتلميحا مليحا، له...
    ما اغرب قصة حياة بلال وأسرته، الواقعية

    (2)

    إنها حياة، أسرة كفيفة الاب والام، وطفلين صغيرين، حمزة وبلال، في حي بائس في مدينة هندية، مسلمة، يصور الفليم حياة، وكبد الاسرة، بصورة شاعرية، مسربلة بالحزن، والبؤس، والكوميديا السوداء، حيث ينفث الطفل بلال، بشقاوته الضحكات، ولتخرج من ذلك البؤس كخيوط دخان، تحنن المشهد ببراءة عظيمة،..

    (الشمس، الشمس)، صرخ الطفل، ذو الثلاث ومعه اخيه الاصغر حمزه، حين ركب المخرج لمبة في البيت من أجل تصوريهم، كانوا في عتمة مطلقة، (مثل ابويهم)، ركب المخرج كاميرا خفية في البيت، لمتابعة الاسرة، في غيابه..

    ومجرد أن خرج، تشعلق حمزة،ووصل لزر "الشمس"، أغرب شروق وغروب، كانت الشمس تحت تصرفه، فصار (يشرقها، ويغيبها)، في يوم يكاد يكون لحظات (مثل يوم الجراثيم،!!)، التي لا ترى، وتعيش عمرا مديدا، بالنسبة لها (سبع او ثمان دقائق من المهد إلى اللحد)، .. كانت الشمس تحت تصرفه، مثل اساطير اليونان، وآلهتهم وهي تجوب بالشمس الكون، تجرها وراء ظهرها بحبل ليف طويل، (والحبل لا يحترق، كعادة الأساطير)!!.

    مصري، يجلس أخر الصالة، فرض ضحكته على الصالة، غبطته، على حرية التعبير، (نجد صعوبة في التعبير عن ذواتنا"، يبدو صعيديا قحا، ثم تشتعل الصالة ضاحكة، على ضحكته الفريدة (تذكرت صياح ديك، أو نباح كلب في القرية، ثم تجاوب عشرات الديوك، متفرقة المواقع عليه، بحوار مُلغز)، أنحن مثلهم؟ ولكن بلاشك نحن ورثة حيوات قديمة؟!، لم نحب التقليد؟، حتى على مستوى الشكل، والجينات، ولم نشتكي منه؟، وننزع للتفرد!!..

    يلعب الصبية، بيد كل منهم علبة قديمة، وينفخون قصب مثقوب، فتتكور فقاقيع الصابون، في مؤخرتها، ثم تنفصل كرات تحلق بخفتها، في ذلك الزقاق الضيق، (داخلها ثاني اكسيد الكربون، صنعته رئات صغار)، زفير الأطفال، وتعكس الفقاقيع على صفحتها الملساء، بعذوبة وجوه الأطفال، والحوائط، سوى سخرية بسيطة، بمط الجضوم أكثر مما ينبغي، على تكورها الشاعري، ولا أدري كيف أمسكت هذه الفقاقيع الضوء العادي، وبسكين نعومتها شققته لسبع ألوان ثمان، ما أكرمها، تبدو كقوس قزح مكور، حتى الكاميرا، صارت كعيون الأطفال، تراقب بفضول الفقاقيع وهي تعلو مزخرفة بوجوه وألوان، وهي تتعالى كمنطاد، يحمل أحلام الأطفال، ما أشجعها!!.
    ولكن أبت نفس بلال، إلا ان يقذفها بالحجارة، والحجارة "ليست لها عيون"، فأدمت احدى الاطفال الاكبر منه سنا، وتجلت نخوة الاطفال الكبار في حماية بلال، ثم تداعت المشكلة للأمهات عند الابواب، كلهن يصرخن معا، كأنني في حي شعبي سوداني، ذات التعابير، والانفالات، والتهديدات، التي لا تتجاوز ارنبة الانف، ولا تتجاوز خمس دقائق، تعود المياه لمجاريها بينهن،..

    (92 دقيقة، نسيت خواطري العجولة هم الصحو مبكرا للعمل، ، "ومحوت كل لبانة من خاطري، ونسيت كل تعاتب وتشاكي"

    ومما كرس الإلفة، أن الفيلم كله يجري في بيت أسرة هندية فقيرة، سوى مناظر قليلة صورت خارج البيت، مما خلق إلفه، كأنك معهم، تسمع شخير الأب، وترى انزلاق الملاءة عن عضو حمزه الصغير، وترى نهر تبوله يسعى على الارضية الحجرية القديمة للبيت، يشئ الفليم بالحياة المعيشية اليومية لبني آدم، قبل أن يتزين للخارج، ويتهندم، ويغمره بعض غرور، بعد أن دس حيوانيته، في ملابس معطرة، زاهية، (تعبر عن بحثه لجوهره المدخر)، فغمرت روح الفيلم الجميع، بواقعية وصدق الانسكار للحاجات البيولوجية، التي تهمس في اذن الإنسان : تواضع، تواضع "كان بدري عليك"، لا تزال كائن أرضي، يتبول بلال ويتغوط أمام الكل، وليس متواريا في بين جدران المرحاض، فتحس النفس، رغم أنفها بتواضع حقيقي، يمس حقيقتها، المتواريه، (هكذا أنت الآن) وهي في طريقها، للكمال، (ليس فيني عفن الدنيا،ولا عسل الآخر)، كي يحاصرني الذباب، كما قال الجيلاني، عن الإنسان، الكامل، فيه،..

    الاطفال في الصالة، بضحكون مجرد ان يظهر بلال عاري، كما ولدته امه "غيرة منه"، من لبوس حرمتهم دغدغة النسيم، والضوء، وملمس التراب..

    (3)

    لم ننكر الوحشية الحيوانية؟، ليت دارون لم يطلق لحيته، ويتأمل ما جمعه من رحلته التاريخية، مولدا نتائج وبراهين، على حقيقتنا، وترك هؤلاء الصبية، في ذلك الزقاق الضيق برهنة نظريته، بلا سهر، أو تعقيد، وبما لا يدع مجالاً للشك، الإيزاء، الأنانية، والعنف، المبرر، وغيره، غير منقسمين، تحكمهم الانانية السفلى، وكفى الله رفوف المكتبات، المجلد الضخم "أصل الأنواع"،..

    بمكتبة الاسكندرية، عرض فليم عن (الجنين في الرحم)، شكلنا، شكل الإنسان من اللقاح وحتى الثلاثة شهور الأولى، عبارة عن (شرنقة، ويرقة)، بلا هوية، (كم يستر الرحم الطيب بدء هويتنا)، ليته كان زجاجي الشكل، لرأينا كيف كانت هويتنا في الشهور الأولى، علقة، و مضغة ،تجر ذيلها الطويل، وتسبح في ماء المشيمة، ولأعترفنا بتلك الإخوة الانسانية، وكففنا عن الغرور المصطنع، لكائن بدأت هويته، (كصارقيل!!)..

    لقد أذن بلال، بطفولته، للجميع، اليهودي، والمسيحي، والمسلم، واللاديني.

    كنت استرق البصر لوجوه الناس، تبدو غارقة، لا شي يدور بذهنهم، من أسى ماض، أو رهبه غد، سوى انفعال فطري بالاحداث الملتهبة، العفوية للأبطال البسطاء، ام عمياء، وأب أعمى، وطفل صغير، وآخر شقي، جدا، جداً، أغرقنا في كوميديا سوداء، حد الثمالة، حين لا تحس بالزمن، فقد فهمت جوهر الزمن..

    الزقاق ضيق، الجيران يسمعون كلام بعض، بل همس بعض، الابواب والشابيك تفتح على بعضها، وشاشة التلفزيون تعرض فحش ما، مقارنة بتلك المدينة البسيطة، المسلمة، البطون عارية، والإغاني مغرقة في الغنج، والاطفال يحدقون في التلفزيون، سواء ناس البيت، أو جيرانهم عبر الباب، تسري في اساريرهم خجل ما، من بطلة الفيلم وهي تقرص خد حبيبها، فتاة أثقل الخجل كاهلها، فزاقت من شاشة التفلزيون وحدقت في الأرض، ما أجمل أسارير الخجل على الوجه!!..

    (4)

    جارتي في الكرسي، يميني مصرية، مع زوجها، لا تكف عن التعليق، عن اشياء في الفيلم لا يراها سواها، "فريجة"، ترى أشياء في الشاشة، أكاد اقسم حتى الكاميرا لم تراها، (ياخي شوف الستارة معلقنها ازاي)، "هي اللحمة بختو فيها الشمار قبل الطبيخ"، "حبل الغسيل مربوط في أضان التلاجة الأديمة"، وعاملنها دولاب ملابس"، وزوجها لم يرد عليها، أتحدث نفسها، أعلى خواطر اسمعها في حياتي، ولكنها جميلة، إضافت لمتعة الفرجة، حياة، أحسست بانها ربة منزل مخضرمة، "وهي تحب الطبيخ"، كل يغني على ليلاه (قال التلاميذ عن جيفة الكلب، ما انتن رائحته، فرد المعلم: وما أنصع بياض اسنانه)!!..

    الام تتحسس احد الرفوف بحثا عن الشاي، يصيح بلال من تحت السرير، نائم على بطنه، ويضع رأسه على يديه معا، عما تبحثي؟ " الرف التحت، التحت"،
    راديو ترانسيتر قديم، تلفزيون ملون صار طربيزة،

    أحيانا، أخون الفيلم، مثل جارتي المصرية، وأراقب اشياء في الشاشة، لا علاقه لها بالاسرة، فما اوسع الشاشة، عينها كبيرة، اراقب حركة الناس في الشوارع، المترو المزدحم، ازياء النساء المزخرفة، ومكتظة، حركة الناس الدائبة، كل على حده، رغم الاكتظاظ العجيب، بوستر ضخم لفيلم هندي، أي الحياة الهندية كماهي، وليست كما تظهر في الافلام!! ما أصدقها، ما أروعها، ما أحزنها، ما أشقاها..

    في ليل متأخر، حلق القمر، حنونا، ومد أنامله الرقيقة، للمدينة المسكينة، وفرش ملاءة على سرير تنام فيه الأم مع الابن، عاري في حضنها، تغني له، (حين تتألم، أحس بأني زجاج متشظي، كل قطعة على حدة، من الصعب جمعها) أسى تسرب كضوء غروب في الصالة،، تغني بصوت أشتر، طيب، لسان ساذج، وقلب حاذق، فسرى صوتها الفيروزي، ولثم كنه خواطرنا، ما أجمل الصدق، حتى في الصوت، بدأ المنظر شاعريا، غرقنا في الحزن المشتعل، كأننا في جنة، في حلم حقيقي، بعد أن ثملنا بخمر الأمومة العظيمة...

    خرجنا من الصالة كأخوة، اضيئت الصالة، الحزن والبشر مرتسم، وإخاء عام، شكلته تجربه وجدانية مشتركة، وذكرى واحدة، لاسرة سكنت القلب، وأوحت باهمية الأشتراكية، بلى الاشتراكية هي الحس الإنساني النبيل، هي تفجير طاقات بلال، وأخيه، هي بيت طيب، وسيع، ومبارك، للكل، فالنفس الإنسانية، واحدة، تتلامس النفوس في الباطن، ولن نسعد، وهناك من يئن، أو يتلوى من الجوع، والجهل، على الإطلاق، ولو فرد واحد، وحيد، لإنه غاية في ذاته، لن يسلم قلب المجرة، كلها، وهذا الفرد يئن، ويتألم،..

    من مفارقات الفليم، هي البؤس والفقر، وشقاوة الطفل، وبراءته، زهرة بين حطام روحي، وموجة بسمة في بحر حزن عميق!!..
    حين خرجت، وفي طريقي للبيت، ليلا، كنت اتساءل..(أن ينزلق رجل أعمى ويقع في الأرض على ظهره، لم ضحكنا عليه، صالة كاملة، بما فيهم أنا؟..(غصن شجرة ضرب الاب الاعمى وهو يحمل طفله في جبهته، جعل الصالة كلها تضع يديها على جبهتها)..وتعجبت من مضي 92 دقيقة، هي عمر الفيلم، ولم أحس بها على الإطلاق، كم يتوارى المخلوق المملل ا لزمن، حين تشرق الأصالة في الإبداع، والصدق، والمشاعر الإنسانية..

    (5)

    كتمت الصالة أنفاسها في اليوم الأخير للمهرجان، والمذيعة الجميلة فيروز تحمل ورقة مطبقة بأسم الفيلم الفائز، الذي اختارته لجنة تحكيم دولية، من 15 دولة، وبدأت فتح الورقة بأناملها (تذكرت الجلاد والحكم والخفاض، والحرامي)، ..

    (بلااااااااال... )

    هكذا صاحت، فرحة هي الأخرى، لأنه وللحق فاز بإعجاب الجمهور قبيل اختيار اللجنة، ومن بين الحضور في الصالة، والفضول يسكن الجميع، برز شاب بسيط، نحيف، يلبس قميص عادي، ومضى نحو المسرح، (أهو!!)..

    هذا اللين، البسيط، الساذج الملبس..
    وحين صعد الدرج، اشتعلت عاصفة من التصفيق المتواصل، حتى بعد تسلمه جائزة الجزيرة للافلام الوثقائقية..
    وأسدل الستار عن مهرجان الجزيرة الدولي الخامس للأفلام التسجيلية. وفاز المخرج الهندي سوراف سارانجي عن فيلمه "بلال" بالميدالية الذهبية،. ويروي الفيلم حكاية طفل في الثالثة من عمره غريب الأطوار يعيش مع أبوين فاقدين لبصر في حي شعبي غاية في البؤس، وقد جمع بإتقان عجيب، بين البراءة، والبؤس، والحلم، والشاعرية، والحميمية، والحرمان، طبيعة الحياة.

    وكالعادة، لم يشارك السودان.. بأي فليم وثائقي، رغم الاحداث والوقائع، والحياة، التي تستحق ألف فيلم وفليم، هناك أسباب نعرفها، وتحديات، ومنع، ولكن الفيلم الوثائقي، لا يكلف كثيرا، وفي بعض الأحيان، مجرد كاميرا بسيطة، وحيدة، كافية، جدا، في وطن يحتاج لعين عبقرية تتصيد حزنه، وفرحه، وتجليه؟؟؟ ..!!!!....

    عزيزي سوراف سارانجي، شكرا جزيلا، كانت عينك، محبة، وصادقة، وعبقرية.. ورأينا، بقلوبنا، ماتريد بوحه، لنا،..


    وهناك الكثير، الذي يحكى عنه، لمن حضره...

    ...
                  

العنوان الكاتب Date
بلال!! (الفيلم الفائز بالميدالية الذهبية في مهرجان الجزيرة الدولي الخامس للافلام الوثائقية)!!.. عبدالغني كرم الله04-28-09, 11:21 AM
  Re: بلال!! (الفيلم الفائز بالميدالية الذهبية في مهرجان الجزيرة الدولي الخامس للافلام الوثائقية) مامون أحمد إبراهيم04-28-09, 10:06 PM
    Re: بلال!! (الفيلم الفائز بالميدالية الذهبية في مهرجان الجزيرة الدولي الخامس للافلام الوثائقية) بدر الدين الأمير04-28-09, 10:26 PM
      Re: بلال!! (الفيلم الفائز بالميدالية الذهبية في مهرجان الجزيرة الدولي الخامس للافلام الوثائقية) عبدالغني كرم الله04-29-09, 05:08 AM
        Re: بلال!! (الفيلم الفائز بالميدالية الذهبية في مهرجان الجزيرة الدولي الخامس للافلام الوثائقية) عبدالغني كرم الله04-29-09, 06:09 AM
          Re: بلال!! (الفيلم الفائز بالميدالية الذهبية في مهرجان الجزيرة الدولي الخامس للافلام الوثائقية) عبدالغني كرم الله04-29-09, 06:39 AM
            Re: بلال!! (الفيلم الفائز بالميدالية الذهبية في مهرجان الجزيرة الدولي الخامس للافلام الوثائقية) tarig almakki04-29-09, 09:17 AM
              Re: بلال!! (الفيلم الفائز بالميدالية الذهبية في مهرجان الجزيرة الدولي الخامس للافلام الوثائقية) عبدالرحمن الحلاوي04-29-09, 10:04 AM
                Re: بلال!! (الفيلم الفائز بالميدالية الذهبية في مهرجان الجزيرة الدولي الخامس للافلام الوثائقية) عبدالغني كرم الله04-29-09, 10:31 AM
                Re: بلال!! (الفيلم الفائز بالميدالية الذهبية في مهرجان الجزيرة الدولي الخامس للافلام الوثائقية) عبدالغني كرم الله04-30-09, 05:36 AM
                  Re: بلال!! (الفيلم الفائز بالميدالية الذهبية في مهرجان الجزيرة الدولي الخامس للافلام الوثائقية) هويدا شرف الدين04-30-09, 06:05 AM
                    Re: بلال!! (الفيلم الفائز بالميدالية الذهبية في مهرجان الجزيرة الدولي الخامس للافلام الوثائقية) عبدالغني كرم الله05-02-09, 07:33 AM
                      Re: بلال!! (الفيلم الفائز بالميدالية الذهبية في مهرجان الجزيرة الدولي الخامس للافلام الوثائقية) tarig almakki05-03-09, 08:08 AM
                        Re: بلال!! (الفيلم الفائز بالميدالية الذهبية في مهرجان الجزيرة الدولي الخامس للافلام الوثائقية) عبدالغني كرم الله05-03-09, 08:36 AM
                          Re: بلال!! (الفيلم الفائز بالميدالية الذهبية في مهرجان الجزيرة الدولي الخامس للافلام الوثائقية) tarig almakki05-03-09, 09:09 AM
                            Re: بلال!! (الفيلم الفائز بالميدالية الذهبية في مهرجان الجزيرة الدولي الخامس للافلام الوثائقية) عبدالغني كرم الله05-06-09, 07:12 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de