صراعات الاتحاديين... العرض مستمر مزدلفة محمد عثمان
الخرطوم: لم يكن مفاجئا لكثيرين تعيين رئيس الحزب الاتحادي محمد عثمان الميرغني أربعة من أنجاله فى المكتب السياسي للحزب، لكن ما أشعل موجة من الغضب وسط الفئات المختلفة كان قراره رفد المكتب بما يزيد عن عشرة كوادر أغلبها شبابية، فضلا عن استحداثه هيئة قيادية اعتبرتها قيادات نافذة مسألة “شكلية” لاتغير من واقع تحكم الميرغني فى مفاصل الحزب أمرا ونهيا. ومنذ صدور قرارات التعيين تلك اشتعلت حرب المذكرات التي تُعد الوسيلة التعبيرية الأولى وسط الاتحاديين قابلتها حالة من التململ فى الاقاليم خاصة البحر الأحمر وجنوب دارفور، بينما كانت خلافات الاتحاديين فى كسلا متمحورة على معضلة الوحدة التي يصعب فصلها عن حالة التوتر التي يعيشها الحزب الاتحادي بزعامة الميرغني لسنوات متوالية، وبرغم الاستياء الذي أظهرته قيادات عليا مقربة من الميرغني حيال قرارته الاخيرة باعتبارها اتُخذت دون مشورة، إلا ان كل من هاتفته اعتذر عن الخوض فى التفاصيل.. لأسباب كما يقولون تتعلق بعدم الرغبة فى تصعيد الخلاف الاتحادي إعلاميا.. لكن المؤكد أن الجميع لم يكن يحرص على صورة الحزب فى الاعلام بقدر حرصه على إبقاء حبل الود مع “السيد”... وبحسب تقارير صحفية نُشرت الايام الماضية فإن كوادر الحزب فى الخرطوم اعترضت على تعيين الميرغني لمستشاره تاج السر محمد صالح مشرفا سياسيا على المنطقة خلفا لفتح الرحمن شيلا الذي انضم للمؤتمر الوطني. وبحسب معلومات حصلت عليها “الأحداث” فإن مجموعة الحزب فى الخرطوم اجتمعت قبل أيام وقررت ترشيح ثلاث شخصيات ليختار منها الميرغني مشرفا محل قبول وتوافق من الجميع، غير أن مصادر متطابقة نوهت الى عدم التراجع عن تعيين تاج السر برغم إعلانه الزهد فى المنصب، وقالت إن مثيري تلك الاحتجاجات استخدموا فى معركة ليسو طرفا فيها فضلا عن كونهم ليسو أصحاب القرار برفض أو قبول من يولى عليهم مشرفا، خاصة وأن الترشيح أُجيز من اللجنة المفوضة والتي تُعد السلطة الاعلى قبل المكتب السياسي بما يعني عدم الالتفات لأي احتجاجات، لكن اصوات الاعتراضات التي تعالت بقوة كانت تلك الرافضة لتعيين أكثر من عشرة كوادر فى المكتب السياسي باعتبار أن بعضهم غير جدير بنيل ذاك الشرف فى وجود من يتمتعون بأفضلية وقدرات عالية مقارنة بالوافدين، وبرغم التفسيرات التي جنحت الى تبرير تلك الزيادة بمتطلبات تسجيل الحزب فى مجلس الاحزاب وضرورة استكمال أوراقه إلا أنها بدت غير مقنعة لكثيرين استنادا على أن الخطوة كان يفترض أن تكتمل على نحو أكثر جدية وبتمحيص أقوى بإضافة كوادر قادرة على العمل المسؤول خلال الفترة المقبلة والتي ستشهد انتخابات فى كل المستويات، والاسماء التي أثارت جدلا بدخولها المكتب إضافة لأبناء الميرغني الأربعة هم عادل محمد حسن، أنعام حسن عبد الحفيظ، صفية حاج الامين، كمال أبو نائب، مواهب مجذوب، سهام طه، بكري الخليفة، خالد ميرغني، علي أحمد الميرغني، ميرغني مساعد، الطيب العباسي، عثمان الشايقي، يوسف محمد عثمان.. ويفسر مسؤول اتحادي كبير الضجة التي أُثيرت حول تعيين الوجوه الجديدة بالصراع داخل الحزب رغبة كل مجموعة فى خلق تكتلات لصالحها داخل المكتب السياسي، ويشير الى أن المجموعة التي فشلت فى إلحاق من ترغب سربت الى الصحف أن آخرين عرقلوا الخطوة بتدخلاتهم لتمتص غضب المجموعة المتعثر انضمامها، ويتفق المسؤول بالتالي مع ان معايير الاختيار كانت شخصية أكثر من كونها موضوعية. ولا ينفصل قرار الميرغني بتشكيل هيئة قيادية عن تكملة إجراءات تسجيل الحزب ليمارس نشاطه وفقا للقانون، غير أن المقترح الاصلي كان تعيين سبعة نواب للميرغني، وتعدل لاحقا بتقليصهم الى خمسة لتتشكل الهيئة من خمسة يمثل فيها كل من الامين العام للحزب سيد أحمد الحسين ونائب الرئيس علي محمود حسنين بحكم مناصبهم، الى جانب السيد الحسن الميرغني وأحمد علي أبوبكر، مع ترجيحات بدخول القيادي ميرغني عبد الرحمن مع كونه قياديا فى تيار الاتحادي “الموحد”، لكنه بدا فى الفترة الاخيرة مقربا أكثر من الميرغني، لكن الواضح أن اهتزازات الاتحادي ليست محصورة على اعتراضات المركز، فالأزمة عصفت بالحزب فى البحر الأحمر لثلاثة أعوام وبرغم ما أعلن عن لملمتها الاسبوع الماضي بإيفاد رئيس الحزب ليسن عمر حمزة مبعوثا مزودا بخارطة طريق للحل، إلا أن الامر لم يُحتوَ تماما، ولوّحت مجموعة كبيرة من كوادر الحزب بتجميد عضويتها فى الحزب ما لم تتراجع القيادة عن قراراها بتجميد منصب الرئيس وحصر العمل فى أيدي 15 من عضوية الحزب يرأسهم الامين العام. أما فى جنوب دارفور فالوضع لا يختلف عن الشرق مع فارق ان القيادات فى نيالا جمدت عضويتها فعليا احتجاجا على إقالة الامين العام للحزب من منصبه الرسمي بحكومة الولاية. وثمة صراع مكتوما يدور أيضا بين جناحي الختمية والاتحاديين ترتكز معظم تفاصيله على تجاذب كل طرف بشأن المؤتمر العام، فالختمية الذين يسيطرون على المفاصل المالية للحزب لا يظهرون ميلا لانعقاده، مع أن المؤشرات تذهب فى اتجاه سيطرة الختمية على الحزب ومحاصرتهم للاتحاديين، على الاقل فيما يخص تمويل الحزب وتصريف شؤونه المالية. والاستنتاج الأكثر شيوعا تجاه الحالة التي يعيشها الحزب الاتحادي من خلافات وصدامات لا تنتهي كما يقول مصدر مقرب من الميرغني إن عودة زعيم الحزب أوجدت مرجعية واحدة وكبلت آخرين كانوا “يسرحون ويمرحون” باسم الحزب، وفى وجود الميرغنى شعروا بأن “شمسهم غربت”، وليس أمامهم سوى خلق معارك فى عدة اتجاهات والترويج لحالة من الارتباك يعيشها الحزب الاتحادي، وبالتالي الضغط على الميرغني ليلبّي ما يبتغون. ويؤكد المصدر أن للميرغني الحق فى اتخاذ مايراه مناسبا، متجاوزا من يتهمه بالدكتاتورية والتسلط، لأن الرجل على قدر من الوعي والإدراك السياسي المكتسَب على مدى أكثر من 20 عاما ولايمكنه اتخاذ قرار يضر بالحزب وإن رأى الآخرون غير ذلك

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]