|
تسالي فى أكياس انتخابية !
|
تسالي فى اكياس انتخابية ! خط الاستواء عبد الله الشيخ إذا افترضنا ان احزابنا العريقة بدأت منذ اليوم إستعداداتها للانتخابات المفترضة ،فهل تستطيع هذه الاحزاب العريقة الوصول الى جماهيرها المفترضة فى المدى الزمنى الفاصل بيننا وبين الانتخابات ، والتى يقال انها ستأتى فى فبراير القادم؟ هل ستتمكن الاحزاب ــ إذا بدأت استعدادتها اليوم ــ من حصر العضوية ومعرفة عدد المقترعين لصالحها . .زهذه الاحزاب لن تستطيع ان تفعل ما هو ادنى من ذلك ، لا لعسر فى الزمن ، ولكن لعسر فى ( الهضم) ايضاً .. والاسوأ من هذ ان الاحزاب لم تبدأ بعد الاستعداد للانتخابات ، ولا تلوح فى الافق بوارق الاستعداد أو تصديق الحدث !.. ولكن الانتخابات التى يتحدث عنها المؤتمر الوطنى ستكون ، وستقوم ، وسيتم الاقتراع فيها ، وبمزاج !.. وما هو اسوأ من كل ذلك أن اى من الاحزاب العريقة لا يستطيع تقديم اعلان افتراضى لاسم مرشح فى دائرة ، لان المرشحين من كل زاوية حزبية سيكونون متعددين ، (فى شكل قوائم ) .زدائرة تاريخية مثل دائرة بيت المال وود نوباوى ، من هو مرشحها اللامع ؟ أهو الامام الصادق ، أم ابن عمه السيد مبارك الفاضل ؟ وهل فى الحزب الشيوعى من هو فى قامة عبد الخالق محجوب ليجنى ثمار الدائرة ؟.. الاجابة هى انه لا يوجد فى افق الاحزاب مرشح لامع ،أو متوهج يمكن ان يتقدم الصفوف ، لذلك لن يصيب المؤتمر نصباً فى الفوز بالدائرة ، حتى إذا قدم مرشحاً لها من عضويته فى (وكالة طلاب الشئون)!.. دائرة تاريخية مثل دائرة بحرى وهى مركز المراغنة ، حيث كان سعودى دراج ينازل مهدى ابراهيم ، هل ترى بين الاتحاديين من هو فى قامة احمد السيد حمد أو على عبد الرحمن ،أو محمد نور الدين ليخطف الانوار ؟ ام ان الحزب يمكن ان يجازف بترشيح نجل من الانجال ؟.. هنا ايضاً ، تجد المؤتمر الوطنى لن يعانى وهو يرفع الكأس ولوقدم مرشحاً من قادة متحركات الدفاع الشعبى أو الشرطة الشعبية ! لان الانتخابات ستجرى (كما يريد)!.. ودائرة نمرة 2 بالخرطوم عموم من هو مرشحها بعد رحيل عز الدين على عامر ، ودائرة الديوم هل سيترشح لها الاستاذ نقد؟ ودائرة بورتسودان المقفولة لبامكار من صاحبها الآن؟ودائرة الابيض ، ودائرة بارا لصاحبها الشيخ يوسف التهامى الذى فاز ب 6 الف صوت .. ودائرة عطبرة .. وآه من عطبرة التى نراها مثل زهرة ، لكنها فى صدر من ؟ فى صدر الجسر أم فى صدر عباس الخضر؟.. ومن يحدثنا عن دوائر اخرى ،الحوش ، مدنى ، ودنقلا ، وبقية الدوائر المقفولة .. من صاحبها فى عهد انتخابات الانقاذ؟. احزابنا العريقة لا تعرف صرفاً ولا عدلاًفى هذا الموضوع ، ولذلك هي تلوذ بالصمت وتتسلى مع التسالى الذى تغدقه الانقاذ على بعض قياداتها ، وهذا حقاً زمان القزقزة ..الاحزاب لا تستطيع ان تحزم امرها حول مرشح فى دائرة مثل القطينة أو شندى أو سنار ، ولا تعرف مصير دائرة منصور يوسف العجب فى الصعيد .. الاحزاب كلها تحتاج الى جرأة لتعلن انها زاهدة فى الانتخابات إن كانت لا تريد ان يحسب التاريخ لها سقوطاً آخر فى طريق اكساب الانقلاب شرعيته.. و(أحسَبُ )! والعبارة التى بين قوسين من منتوجات المشروع الحضارى !.. أحسب ان الاحزاب ــ بدراية وبعناية ــ تسهم فى توطيد دعائم هذه الشرعية وقد خطت خطوات (جادة) فى هذا الاتجاه بعد ان رضيت ان تكون تروساً فى العجلة الحكومية البرلمانية وتم اجلاسها فى كل لجان البحث والتقصى !، وما حرمتهم الانقاذ جزاها الله الف خير من فوائد السفر الى مروى لمشاهدة الصرح العملاق !.. لتأخد قيادات الاحزاب (راحتها) إتساقاً مع نصوص اتفاق السلام .. لكن الانتخابات شيئ آخر فى هذه الهيالة السياسية .. الانقاذ التى جاءت بالشباك ستدخل بالانتخابات بالباب ، وتكتسب الشرعية ..وستكون الانقاذ هى النظام الوحيد فى هذه الدنيا الذي دخل عليك من أى باب ، لتحكمكم عن طريق الانتخابات كما حكمتكم عن طريق الانقلاب .. ولتتشرعن .. نقول هذا حتى لا يظن الناس أن جينس وحده هو من يحصى الارقام القياسية ( فى ضروب الفن)!.. وما هى قيمه وجود الاحزاب إذن؟
|
|
|
|
|
|