|
Re: دولة دارفور الفيدرالية ...بقيادة السلطان على دينار (Re: د. بشار صقر)
|
هنا المقطع الذي اشرت فيه الى البنية الفيدرالية لسلطنة دارفور في مقالة منشورة من ارشيف
2004
"
مفهوم الدولة في التراث الافريقي ارتبطت بالجغرافيا او الشعب , وهذه ظاهرة مشهودة فالممالك الافريقية حتي الاسلامية ذات الارتباط الوثيق بالتراث الشرقي لم تشذ كثيرا من هذه القاعدة.
مثل امبراطورية "غانة" و "مالي" و"سونجي والمملكة التي تكونت من اتحاد كونفدرالي بين مجموعة من قبائل افريقية في غرب افريقيا والتي سميت "مملكة كانم" التي تحولت فيما بعد الي مملكة اسلامية علي يد ماي دوناما ديباليمي Mai Dunama Dibbalemi (1221-1259)
وفي التاريخ السوداني قامت ممالك افريقية عريقة ارتبطت اسمها بالشعب او الجغرافيا مثل "الكوش" ومملكة "العلوة" و "سلطنة دارفور.
ففي سلطنة دارفور علي سبيل المثال كانت نسق العلاقة التي تربط مركز السلطنة بالممالك التابعة لها علاقة شبه فيدرالية حيث تتمتع تلك الممالك بشكل من اشكال الحكم ذاتي .
معظم الممالك الافريقية قامت علي مفهوم الدولة "الارض" او الشعب" وليست الدولة "النظام الحاكم" او "الجزء" الذي يختزل "الكل".
كما سجلت التراث الافريقي انماط من الديمقراطية تجلت في المقدرة علي محاسبة الحاكم "الجزء" من قبل الشعب "الكل" مما يؤكد فرضية قيام الدولة بمعناها (state).
اذ كتب الزعيم الافريقي نلسون مانديلا في كتابه رحلتي الطويلة نحو الحرية عن النمط الديمقراطي في محاسبة سلطان الكوسا في اجتماعات مجلس اعيان السلطنة وهي الشعب الذي ينتمي اليه مانديلا اذ قال :
" يوجه السلطان الدعوة لهذه الاجتماعات وتبدا الحياة تدب في "المكان العظيم" بوصول الوفود القادمين للمشاركة من جميع انحاء بلاد التيمبو. يتجمع الحاضرون في السّاحة الواقعة امام بيت السلطان , فيفتتح السلطان الجلسة بتوجيه الشكر للحاضرين فردا فردا ثم يشرح الاسباب التي دعت الي عقد الاجتماع ثم يلتزم الصمت حتي يشارف الاجتماع الي نهايته. في تلك الاثناء تتاح الفرصة لكل من يرغب في الحديث ان يتكلم ويستمع الحاضرون لما يقوله بدون مقاطعة او تمييز اللهم الا في مراعاة ترتيب المتحدثين حسب مكانتهم في القبيلة.انه ديمقراطية اصيلة تتيح التعبير للرئيس والمرؤوس, وللمحارب والطبيب, وللتاجر والمزارع , وللمالك الارض والعامل سواء بسواء. وكانت الاجتماعات تستمر ساعات طويلة وكان الاساس الذي يقوم عليه ذلك النظام هو حرية الجميع في التعبير عن آرائهم والمساواة بينهم كمواطنين .فيما عدا النساء اللاتي كن ويالاسف يعتبرن مواطنين من الدرجة الثانية.(*)
ثم يقول:
" كم كان تدهشني في الايام الاولي الشدة والصراحة التي يصل اليه الحاضرون في انتقادهم للسلطان. فلم يكن السلطان قط فوق النقد بل انه غالبا ما يكون الهدف الرئيسي له, ومهما بلغت خطورة التهم الموجهة اليه كان ينصت لما يقال دون ان يهب للدفاع عن نفسه او تظهر علي وجهه ملامح الانفعال , وعندما يقترب الاجتماع من نهايته وتميل الشمس الي الغروب, يقوم السلطان ليتحدث فيلخص ما قيل ويحاول التقريب بين ما طرح من آراء مختلفة تمهيدا لبلورة راي يمكن ان يجمع عليه الحاضرون. غير ان الاجتماع لا يفرض رايا معينا ان وجد من يعارضه ,واذا لم يتحقق الاتفاق يؤجل الامر الي اجتماع آخر ويختتم المجلس بقصيدة تمدح امجاد الملوك القدامي فيها مزيج من الشكر والهجاء للزعماء الاحياء فيهتز المجلس بضحك الحاضرين وفي مقدمتهم السلطان نفسه"(*)
ثم يقول منديلا:
"لقد التزمت طوال حياتي بتلك المبادي التي كان السلطان يتبعها في مجالس "المكان العظيم", فاحرص
دائما علي الاستماع الي ما يقوله كل من يشارك في نقاش او اجتماع قبل ان اجازف بالتعبير عن راي الخاص الذي لا يعدو في الغالب ان يكون تلخيصا لراي مشترك من بين ما سمعته من آراء وافكار ولا زالت اذكرالحكمة التي يرددها السلطان من ان القائد كالراعي يسير وراء القطيع فيدع اكثرها رشاقة يتقدم وبقية القطيع تتبع دون ان تدرك انها توجه من الخلف".(*)
اما في قبيلة الاشانتي في الافريقيا الغربية فقد ذكر هرسكوفتش في كتابه اسس انثروبولوجيا الثقافية عن ممارستهم لنوع من الطقوس تسمي طقوس الابو تؤكد قدرة هذه القبائل علي محاسبة الحاكم علي طريقتها :
" ففي احتفالات الآبو، لا يسمح فقط، بل يجب، أن يسمع أصحاب السلطة، السخرية واللوم واللعنات من رعاياهم بسبب المظالم التي ارتكبوها. ويعتقد رجال الآشانتي أنّ في هذا ضمانة لكي لا تتعذّب أرواح الحكام بسبب كبت استياء الغاضبين. ولولا ذلك، لأفضى تراكم الاستياء وتعاظم قوّته، إلى إضعاف سلطة الحكام، بل وإلى قتلهم. ولا تتطلّب فعالية هذه الآلية (الفرويدية الجوهر) في التنفيس عن الكبت أي إيضاح. فهي تلقي ضوءاً أكبر على ما تقوم به من أشكال السلوك المنظّمة في نظم اجتماعية، من تصحيح لاختلال التوازن في نمو شخصيات الأفراد الذين تشملهم".
ما بين المفهوم الافريقي للدولة والتي تجب ان تكون وعاءا جامعا للكل المجتمعي ومستودعا ومتنفسا للثقافات كلها من خلال خلق نسق وظيفوي فعّال , وبين المفهوم الشرقي الذي يستميت الي اقصي درجة ممكنة من اجل اختزال الدولة داخل "ساحة" او "ثقافة" او "جماعة" ما دون دون الفضاء الكلي او الثقافات او الجماعات الاخري يبقي مآلات الصراع المسمّي المركز – الهامش مفتوحا في كل الاتجاهات ولكل الاحتمالات"
اقرأ النص كاملا هنا من الارشيف
مفهوم الدولة في الخطاب الرئاسي السوداني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دولة دارفور الفيدرالية ...بقيادة السلطان على دينار (Re: د. بشار صقر)
|
كما احب ان انوه الى ان القوة الخاصة والتي تسمى "اولاد قورة " هي قوة اقرب الى قوات الشرطة في الدولة الحديثة كما اشار الى ذلك احمد ارباب) وليس الحرس الجمهوري كما اشرنا الى ذلك في اول البوست وقد كتب احمد عبدالقادر ارباب عن هذه القوة(اولاد قورة) في كتابه تاريخ دارفور عبر العصور : "هي مجموعة تمثل الشرطة في ايام السلطان علي دينار , وكانت تجد منه اهتماما خاصا وعناية كبرى.. مهمة اولاد قورة القبض على المتهمين والمجرمين والقيام بحراستهم في السجون والتحفظ على المعتقلين وتنفيذ العقوبات اعداما او سجنا "
ويضيف "هنالك قبائل معينة اعتاد السلطان ان ياخذ منها شبابها للقيام بهذه الاعباء , وكان من ابرز هذه القبائل الدنقو , البنقة, الرونقة, القولا , القولا , الكارا , البندة , الداجو, والبرتي ومن رؤساء اولا قورة (لاحظ التنوع القبلي لهذه القيادات):
على بخيت حامد الميدوبي جابر نواي فرج الله كارا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دولة دارفور الفيدرالية ...بقيادة السلطان على دينار (Re: د. بشار صقر)
|
بذرة التنوع وملامح الفيدرالية تبدو من لحظة التدشين الاولى انظر الى قائمة رفاق السلطان في رحلة العودة من امدرمان :-
من رسالة السلطان حسين ابو كودة سلطان دارفور الى السلطان على دينار وهو على مشارف الفاشر ناخذ هذا النص والذي يهمنا اكثر هو قائمة الرفاق وما تعكسها من تنوع :-
"الى اخينا المذكور السلطان على دينار ابقاه الله امين بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد بلغنا من اخباركم الجوبة الواردة وغير ذلك خبركم ايها الاحباب ونشرف بالسمع لدينا على صحة سلامكم. لقد حضرتم من ام درمان ونريد خطاب منكم للأجتماع في دار أبائنا واجدادنا وقد حضر معك من رؤوس أهل دارفور فيهم الملك محمود الدادينقاوي وخاطر ابراهيم الفوراوي والدومة صالح البرتاوي والزين صالح دنقوسة الزغاوي وأبكر عمر البيقاوي واحمد رشيد التنجراوي وسعيد فضل - - - وعزالعرب رحمة قومو - - - وقمر الدين عبدالجبار البرتاوي والفكي امين عبدالحميد الفوتاوي ومصطفى بحر الزغاوي "
(تاريخ دارفور عبر العصور - احمد عبدالقادر ارباب
النص يكشف عن تنوع المجتمعي لبنية القوة العائدة بمعية السلطان علي دينار من ام درمان بعد انهيار الدولة المهدية لاعادة تدشين سلطنة دارفور هذا التنوع تبدو اكثر ضوحا في قائمة الحكومة التنفيذية للسلطنة بعد تقلد علي دينار مقاليد الحكم في دارفور وسنعود اليها بالتفصيل والتعليق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دولة دارفور الفيدرالية ...بقيادة السلطان على دينار (Re: د. بشار صقر)
|
الدكتور بشارة
هذا جهد كبير وسلطنة دارفور لها تراث ايجابي كبير فيما يتعلق بنظرية الدولة وتجميع كيانات اجتماعية متفرقة في بناء سياسي واحد ما كان له ان يتم بالقوة وحدها ودون اتخاذ معالجات كانت الفيدرالية كما سميتها انت احد سماتها .
اتمنى ان تواصل في هذا الموضوع فمكتبتنا السياسية فقيرة جدا في هذا الجانب من التأريخ السياسي وان وجد فهو يركز على المركز ويهمل المساهمات الايجابية لسلطنات الفور والمساليت والمسبعات وسلطنات النوير والشلك الخ وتكوينها لدول وسلطات اسهمت كبيرا في تاريخنا الوطني والسياسي وفي افريقيا .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دولة دارفور الفيدرالية ...بقيادة السلطان على دينار (Re: د. بشار صقر)
|
نثبت هنا هذه الوصلة التي تتناول نقديا كتاب احمد ارباب "تاريخ دارفور عبر العصور"
كون البوست يستند الى تحليل الخلفيات المجتمعية لقيادات السلطنة التي وردت في كتاب ارباب ولان "
أهم ما يكشفه الكتاب أن فكرة الدولة بكيانها المقارب للمفهوم الحديث كانت متغلغلة في أبناء دارفور، وأنهم امتلكوا قدرا من الوعي والإدراك جعلهم يؤسسون الهيكل السياسي والإداري للدولة بطريقة تضمن له الاستمرار والتطور بما يلائم طبيعة البيئة التي نشأت فيها دولتهم أو سلطنتهم التي استمرت حوالي 430 عاما دون انقطاع، ولعل تعمق مفهوم الدولة والاستقلال في بنيتهم الثقافية والإدراكية هو ما جعلهم يقومون بكثير من الثورات المتعاقبة ضد الحكم المصري العثماني لبلادهم على مدار تسع سنوات ونصف، ثم يقومون بثورات أخرى ضد سيطرة المهديين على بلادهم حتى تحقق لهم الاستقلال " http://www.marefa.org/index.php/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8...AF.D8.A7.D8.AC.D9.88 المهم .....اقرأ الوصلة يا "عزيزي القارئ"(حقوق محفوظة لبشاشا) لاهميتها وعلاقتها بالموضوع حق البوست
ونواصل.....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دولة دارفور الفيدرالية ...بقيادة السلطان على دينار (Re: د. بشار صقر)
|
اقرأ في هذا الرابط عن الفيدرالية كمفهوم حديث
("الفيدرالية نظام سياسي من شأنه قيام اتحاد مركزي بين مقاطعتين أو إقليمين، أو مجموعة مقاطعات وأقاليم، بحيث لا تكون الشخصية الدولية إلا للحكومة المركزية مع احتفاظ كل وحدة من الوحدات المكونة للاتحاد الفيدرالي ببعض الاستقلال الداخلي، بينما تفقد كل منها مقومات سيادتها الخارجية التي تنفرد بها الحكومة الاتحادية…"[3]
- "الفيدرالية نمط أو شكل من أشكال الأنظمة السياسية المعاصرة وتعني وحدة مجموعة أقاليم أو ولايات في إطار الارتباط بنظام المركزية الاتحادية، مع التمتع بنوع خاص من الاستقلالية الذاتية لكل إقليم.."
- "الدولة الفيدرالية هي دولة واحدة، تتضمن كيانات دستورية متعددة، لكل منها نظامها القانوني الخاص واستقلالها الذاتي، وتخضع في مجموعها للدستور الفيدرالي، باعتباره المنشئ لها والمنظم لبنائها القانوني والسياسي وهي بذلك عبارة عن نظام دستوري وسياسي مركب"[4].
- "الفيدرالية تعني الاتحاد الاختياري، أي التعايش المشترك بين الشعوب والأقليات وحتى بين الشعب الواحد في أقاليم متعددة (ألمانيا)"[5].
- "النظام الفيدرالي أو الفيدرالية هو نظام توزيع الصلاحيات بين حكومتين أو أكثر تمارسان السلطة على مجموعة الناس نفسها وعلى الإقليم الجغرافي ذاته"[6].)
http://amasin.maktoobblog.com/541189/%D8%A7%D9%84%D9%86...8%D9%84%D9%8A%D8%A9/
لاننا سنناقش اوجه الشبه بين هذا المفهوم الحديث وبين نمط علاقات الوحدة التي سادت ونظمت المشهد السياسي بين سلطنة دارفور و الممالك والسلطنات والنظارات والمقاديم ....الخ التي كانت تتبع لها .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دولة دارفور الفيدرالية ...بقيادة السلطان على دينار (Re: د. بشار صقر)
|
يقول ارباب في تاريخ دارفور عبر العصور
"بدأ حكم الفور "كيرا" 448هًٌٌٍََُُُِ - 1445م وكان حكما ولائيا "فيدراليا" " ويضيف "قسمت البلاد الى اربعة ولايات رئيسية تحت قيادة سلطان البلاد , السلطة العليا في قمة البلاد يساعده عدد من الوزراء والقضاة ومجلس استشاري وولاة الولايات ومجموعة من الاداريين. هذه المجموعة تمثل هيكل الدولة وتتولى سياسة البلاد المركزية والولائية ,كل على حسب اختصاصه(73)". ثم يضيف "يتكون مجلس الوزراء من اثني عشرة وزيرا , يضم في مجموعته أربعة وزراء عظام , اي وزراء سيادة ويطلق علي وزير السيادة أمين, وهؤلاء الوزراء يرأسهم كبير الامناء ويعرف "بأباشيخ" وهو بمثابة رئيس الوزراء".
ويشير ارباب الى ان لكل والي من ولاة الولايات الاربع اسما محددا فمثلا "حاكم ولاية شمال دارفور" يسمى " التكناوي". وقد تقلد وظيفة "حاكم ولاية شمال دارفور" في فترات مختلفة كل من زعماء فور كونجينقا و التنجور وكذلك اعيان اولاد مانا. وبهذا المعنى الا تقدم هذا التداول لهذه الوظيفة "الدستورية" في الدولة السلطانية بين هذه المكونات المجتمعية الثلاث اي اشارات عن تجذر مفهوم الدولة كمؤسسة "وطنية" في بنية هذه السلطنة مبكرا؟ لو طلب مني اجابة اقول نعم! يبدو ان مفهوم الدولة في وعي السلطنة الدارفورية اكثر رسوخا مما لدى "الجماعة" التي حكمت السودان منذ الاستقلال. ففي وقت الذي استثمر علي دينار التنوع المجتمعي الدارفوري استثمارا موجبا لبناء سلطنة فيدرالية حقيقية راسخة , "استخدم" الدولة السودانية "الجلابية" العلاقات المجتمعية استخداما سلبيا يرتكز الى قواعد سياسة "فرق تسد" الاستعمارية .
ونواصل في كشف اوجه التنوع في هذه السلطنة الفيدرالية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دولة دارفور الفيدرالية ...بقيادة السلطان على دينار (Re: د. بشار صقر)
|
السلطان دالي هو اول من وضع قانون"دستورط فيدرالي لقيادة السلطنة . وقد تحدث محمد الامين عثمان عن بعض ملامح القانون الذي يسمى قانون دالي سنورد مقتطفات منها اذا سمح الوقت
وهنا اشارة الى تقسيم دارفور الى مناطق ادارية على الطريقة الفيدرالية
" the sultan Dali, a celebrated figure in Darfur histories, was on his mother's side a Fur, and thus brought the dynasty closer to the people it ruled. Dali divided the country into provinces, and established a penal code, which, under the title of Kitab Dali or Dali's Book, is still preserved, and differs in some respects from Quranic law
"
http://74.125.77.132/search?q=cache:daG3wj7qhogJ:en.wik...w&cd=4&hl=en&ct=clnk
اذن ملامح مفهوم "الدولة" في التراث السياسي الدارفوري قديم راجع اشارتنا لارباب في اعلى البوست وقد استند السلطان علي دينار الى هذا الارث القديم الذي له ايضا جذورا عميقا في التراث السياسي الافريقي كما في حالة الامبراطورية الكونفرالية التي اشرنا اليها في اول البوست
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دولة دارفور الفيدرالية ...بقيادة السلطان على دينار (Re: د. بشار صقر)
|
شكرا د. صقر على المعلومات الثرة وبالمناسبة لدي عدة اسئلة لو تكرمت بالاجابة عنها
1/ هل كانت دولة دارفور الفيدرالية تطبق الشريعة الاسلامية في محاكمها وفي مؤسسات الدولة ( مثل بيت المال واعتماد مفهوم الجهاد الديني ومنع العلاقات غير المتفقة مع الشرعية الخ )؟ 2/ هل كان السلطان مضطرا لأعتماد اللغة العربية كلغة رسمية تهيمن على لغة الفور ، في تسمية المناصب الرسمية وتسمية المؤسسات الحكومية الخ أم لماذا قام بتسييد العربية على ألسنة القبائل غير العربية بما فيها قبيلته هو ؟ هل هذا بسبب ثقافته الشخصية كأحد اتباع المهدي والخليفة عبد الله ؟ 3/ ما هو مفهوم الفيدرالية عندك ؟ بمعنى هل يمكن ( علميا ) اعتبار تجميع القبائل على اسس قبلية واخضاعهابالقوة لعرش سلطان واحد هو الاقوى فيهم هو بمثابة تطبيق للفدرالية ؟ اقول ذلك لأن مفهوم الفدرالية يذهب الى ان :
Quote: الفيدرالية هي نظام حكم تتوزع فيه السلطة بين سلطة مركزية وسلطات موزعة على مناطق - ولايات - مستقلة تشكل في وحدتها دولة واحدة. تكون السلطة مطلقة في الولايات - المناطق - و تبقى هذه السلطات المحلية مستقلة عن المركزية.
الفيدرالية لفظة تشير الى شكل الحكومات او تقسيمها الى وحدات تكون الدولة الفيدرالية.
يمكن ان تبنى الفيدراليات على الاعراق والاثنيات والاديان او مشتركات تاريخية غير ذلك بما يكون واضحاً لدى المواطنين فيكون ذلك تكتلات جغرافية. يمكن ان تكون هذه المناطق متجاورة ام متباعدة ولكنها تمثل وحدات حكم ذاتي مستقل.
تبقى الحكومات المحلية لها حصانة على سلطاتها من قرارات السلطة المركزية للدولة ولا يمكن للمكزية ان تتخذ قرارت لا بعد قرار الحكومات المحلية. |
فهل هذه المعايير لمفهوم الفدرالية تنطبق على نموذج الدولة الاوتوقراطية التي اسسها وادارها السلطان؟ بمعنى هل كان بوسع منطقة قبلية معينة ان تقرر مالا يريد على دينار ؟ لك احترامي _______________ رب اشرح لي صدري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دولة دارفور الفيدرالية ...بقيادة السلطان على دينار (Re: محمد عبدالقادر سبيل)
|
عبدالقادر سبيل
سلامات
تصدق وتؤمن بالله انو علي دينار بعد كل هذه السنين كان الوعي السياسي ومفهوم الدولة لديه اكثر تقدما من مفهوم الدولة لديك والذي قلت بانو لازم يقوم على ثقافة الهيمنةعلى قولك. نتحدث عن الفيدرالية كمفهوم في الافق النسبي ولا يمكن طبعامقارنتها بالفيدرالية الحديثة كمنظومة وانما حديثنا عن بذرة المفهوم وهو موجود وان اشتغلت في اطر المؤسسات القائمة
نعم احيانا وبسبب طبيعة البنية السياسية "الفيدرالية" تمر بعد التعيينات السلطانية خارج رغبة السلطان شريطة ان يحدث التسوية بعض ذلك مع المركز مثال على ذلك ان السلطان عبدالرحمن فرتي طرد السلطان الذي عيّنه علي دينار بديلا له ولكن حينما اقر فرتي بانه سوف يعمل في اطار السلطنة لم يرسل قواتا لخلعه هذا النموذج يوضح ان السلطان يحترم النباء الاجتماعي القائم طالماتعارضاتها لا تشكل خطرا على وحدة الدولة المركزية ولهذا حاور الفكي سنين وحاور السلطان اسماعيل ابكر ..الخ وسنعود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: دولة دارفور الفيدرالية ...بقيادة السلطان على دينار (Re: د. بشار صقر)
|
الاخ عبدالقادر سبيل
سلامات تاني
Quote: 1/ هل كانت دولة دارفور الفيدرالية تطبق الشريعة الاسلامية في محاكمها وفي مؤسسات الدولة ( مثل بيت المال واعتماد مفهوم الجهاد الديني ومنع العلاقات غير المتفقة مع الشرعية الخ )؟
|
نعم سلطنة دارفور كانت سلطنة اسلامية ولكنها لم تكن دولة ثيوقراطية على طريقة الدولة المهدية مثلا كما لم تكن الشريعة المصدر القانوني الوحيد فقانون سلطان دالي"كتاب دالي" و الذي يعود اليه فضل التقسيم "الفيدرالي" للسلطنة دارفور الى "ولايات" ليس "قانونا" اسلاميا رغم انها كان يعمل به كقانون في السلطنة السلطنة كانت تحكم عبر خلطة من قوانين الدينية "شريعة الاسلامية" والقوانين الوضعية"كتاب دالي" حيث يفعل الشريعة الاسلامية في المواضيع التي تخص الزواج والطلاق والحج......الخ بينما تطبق قانون دالي فيما يخص الجرائم الجنائية مثلا "
the Dali Law, which used to be interpreted and enforced by the sultanate’s trustee, known back then as Dali's Sheikh. Pursuant to that law, punishments were estimated in numbers of ######### of cattle to be decided according to the degree of the offense. Murder, for example, was redeemed by a number of cows , while adultery was purged by a number of sheep.
The Sultanate's Grand Judge used to observe and enforce the Islamic Shari`ah on matters like marriage, divorce, zakah2, Hajj, jihad, inheritance,
contracts, and other civil affairs. " http://209.85.229.132/search?q=cache:BXMNK7iOZMsJ:www.i...&hl=ar&ct=clnk&gl=sa
النص يشير وبفصل بين حدود الشريعة ومجالات قانون دالي بوضوح
وبما ان الدولة الدينارية كانت امتداد لتلك التصورات السياسية للاسلاف مضافا اليها الخبرات السياسية والدينية الجديدة التي اكتسبتها السلطان علي دينار من سني الثورة على المهدية ومن سنين العمل داخل الدولة المهدية الثيوقراطية فان القانون الديني"الشريعة" والقانون الوضعي "كتاب دالي" قد لعبا جنبا الى الجنب في تحريك المنظومة السياسية في السلطنة الدارفورية
اقرأ هذا النص النص فيه اشارة واضحة الى اختلاف "كتاب دالي" عن الشريعة الاسلامية وكذلك يشير الى دور دالي في تاسيس "نظام الولايات " في السلطنة الدارفورية
" divided the country into provinces, and established a penal code under the title of ‘Kitab Dali’ meaning ‘Dali’s Book’. This code is still preserved and differs in some respects from Quranic law. " http://209.85.229.132/search?q=cache:wO_0Tc-NQ94J:www.a...&hl=ar&ct=clnk&gl=sa
غير ان الفرضية الاساسية التي يناقشه البوست هو فرضية "التنوع" و "التعدد" في بنية الاجتماع الافريقي لا في مستوى الوجودي "ككيانات " التي هي من المعلوم بالضرورة بل في مستوي المنظومة السياسية وقدرتها على استحداث "قوانين" وقيم" ثقافية فاعلة يعود اليها الفضل في قيام ممالك وسلطنات تختلف شكلا ومضمونا عن نمط الممالك التي تحولت الى "اسلامية" فتحولت معها المنظومة السياسية من الافق التعددي المجتمعي " clanic " الى الافق الوراثي الاحادي
"dynastic
فابتعدت فرص تقلد سلم القيادة من مفهوم "الاكتساب" لتقترب اكثر من مفهموم "الانتساب"
بهذا المعنى اعتقد ان الدولة "الاوتقراطية " كما اشرت اليها يا سبيل والتي تستخدم المسار السلفي كانت و ستكون دولة فاشلة في الفضاء الافريقي ولا حظ لها في البقاء الا في افق التسلط والاستبداد والاستفراد
وان قيم التعايش والتعدد وصور "تضامن" و"الاحتواء" التي نقرأها هنا في بنية الدولة الدينارية تعود الى تمظهرات الارث السياسي التداولي في بنية "الاجتماع" السياسي الافريقي اقرأ معي هذا النص من رائعة الاروائي النيجيري المشهور "اشيبا"
" fortunately , among these people a man was judged according to his worth ,and not to the worth of his father ."
" age was respected among his people , but achievment was revered. As the elders said , if achild washed his hands he could eat with kings . okonkwo had clearly washed his hands and so he ate with kings and elders. (things fall apart 8)
"achievment" هذه هي الكلمة المفتاحية في اعتلا سلم القيادة في اوساط ال" clans"
في امبراطورية كانم -برنو حتى تحولت الامبراطورية الى الاسلامية مع دخول بعض ال " MAIS" الى الاسلام
فتحول مفهوم الحكم فيها من النمط التداولي بين clans الي
النمط الوراثي " dynastic one " يقول البروفيسور الالماني
D.lange عن البنية السياسية الداخلية الفاعلة لامبراطورية كانم -برنو
"
How could this modification of Kanem from a petty conquest state to an empire be achieved?
For the answer to this important question, we must take into consideration the bicephalic structure of the polity which the immigrants following the model of the Canaanite suffet organisation had establishing in Kanem. According to the dual magistracy of the Phoenician city-states, the ‘resurrector of the deity’ (mqm ‘lm) was during the annual celebrations responsible for the supervision of the activities in favour of the ‘dying and rising (national) god’, while the second magistrate, the ‘head of the helpers’ (’dr 'zrm), supervised the forces cult-dramatically opposed to the resurrection of the national deity. In Kanem, the first came to be known as the Magumi and the second as the Zaghawi, their people being the Magumi and the Zaghawa. In the first period of Kanem history, the Magumi magistrate was more powerful than the second suffet, because most of the foreign conquerors were united under his authority. Therefore the ruling class as a whole came to be known as Magumi, although a minority from among the immigrants, in particular the iron-workers and other artisans, known later as Duguwa, were affiliated to the Zaghawi magistrate. ثم يضيف شارحا بنية العلاقة التداولية للدولة من "ماقومي ماجستريت"( ويضم بحسب فرضية دي. لانج تحالف مجموعات بعضها من المهاجرين الذين اتجهوا الى افريقيا بعد انهيار الدولة الاشورية)
الى "زغاوي ماجستريت"(وايضا تحالف مجموعات مجتمعية عريضة شملت معظم الكيانات التي تقطن منطقة غرب افريقيا اليوم". وطبعا لتوضيح البنية الداخلية للمنظومة السياسية في امبراطورية كانم- برنو نحب ان نشير الى انها كانت بنية سياسية ثنائية تداولية بين Magumi magistrats وهم:, ( the ‘resurrector of the deity’ (mqm ‘lm) و
Zaghawi magistrats
وهم:
(‘head of the helpers’ (’dr 'zrm),)
The development from a Magumi to a Zaghawa state was not accidental. It depended on the structural ability of the suffet state to integrate (p. 20) foreign people on a relatively equal level with the original carriers of the state
ثم يشير بوضوح الى تحول النمط السياسي للدولة مع تحولها الى الاسلام من منظومة تتبع نظام rotation of power
الى
unitarian dynastic kingship" "
اقرأ النص: " rotation in power was quite in conformity with the earlier Duguwa system, in which the ruling clans were of prime importance, not individual kings and certainly not their descendants. Therefore the shift from two rulers of the Magumi Humewa – father and son – to two kings belonging probably to two different Israelite clans, was quite in conformity with the pre-dynastic system of the Duguwa period. Nevertheless, under Islam the ideological basis for the bicephalic authority within the state eroded : Instead of the ‘dying and rising god’ and his opponents perpetuating the creation combat, from now on the single Islamic creator god let no room for any religiously founded clan opposition within the society. The development towards unitarian dynastic kingship was therefore irreversible . When Dunama II (1203-1242) had succeeded to his father Salmama I, it was however delayed by his radical Islamic reforms culminating in the destruction of the Mune and precipitating great disturbances.
" http://dierklange.com/index.php?option=com_content&task=view&id=216 اذن البوست يناقش "وعي" التعدد " في بنية المنظومة السياسية الافريقية وتختبر قدرتها الذاتية في التطوير بنية هذه المنظومة وكيف تاثرت وتوقفت مع دخول معظم الممالك الافريقية وحل المنظومة الوراثية العائلية التي ارتبطت بشكل كبير بنمط الامارة الوراثية الاسلامية مع تحول بعض هذه الممالك الى الاسلام مثل سونقهي وكانم وبرنو ووووالخ البوست اذن يناقش "اولالية" المنظومة وبنيتها الجنينية وهويتها السياسية والادارية ولا يناقش البنية الداخلية لمنظومة السلطة من الناحية الاخلاقية ولا تنفي عن هذه الكيانات صور الاستبداد ووسائل الانتهاك الكائنة جوّاها اذن القدرة "التمثيلية" وليس "البنية الاخلاقية" هي ما نود كشف الحجب عنها عسى ولعل نعيد تركيب الضائع والمحجوب والمنسي والمهمش في سيرة هذه المجتمعات الافريقية وموروثاتها الثقافية وقيمها الحضارية التي عانت كثيرا لحد التفكك من الصدمة الاستعمارية وعانت من الاستغلال الديني كثيرا
(عدل بواسطة د. بشار صقر on 05-14-2009, 01:07 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
|