|
Re: مرحباً بالشاعر عالم عباس في الشارقــة : الشِعر بُســتان الوجــدان . (Re: عبدالله الشقليني)
|
الاستاذ الشقليني.. بك تباهي المساجد وبقامتك تستويالصفوف..هناك حيث على حذر في غربة الايمان يرفع الاذان ما اسعدني بك متربعا على عرش البهاء مترفعا متمضا عصى الانحناة مقبلا على الحب كناسك مزدحما قلبي بك محبة وامتنانا وفرحا بلقياك انت والغالية الامورة ... وشكرا لك وانت تمنحني فرصة اللقاء بك .. وبالتاكيد كان يوما مشهودا وبيننا العالم والمفكر عالم عباس ... سعيدة انا بك وبابنتك وامنياتي ان نلتقي مرة اخرى في فرصة ارحب ولك محبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرحباً بالشاعر عالم عباس في الشارقــة : الشِعر بُســتان الوجــدان . (Re: نعمات حمود)
|
Quote:
الاستاذ الشقليني.. بك تباهي المساجد وبقامتك تستويالصفوف..هناك حيث على حذر في غربة الايمان يرفع الاذان ما اسعدني بك متربعا على عرش البهاء مترفعا متمضا عصى الانحناة مقبلا على الحب كناسك مزدحما قلبي بك محبة وامتنانا وفرحا بلقياك انت والغالية الامورة ... وشكرا لك وانت تمنحني فرصة اللقاء بك .. وبالتاكيد كان يوما مشهودا وبيننا العالم والمفكر عالم عباس ... سعيدة انا بك وبابنتك وامنياتي ان نلتقي مرة اخرى في فرصة ارحب ولك محبتي |
الأستاذة / نعمات حمود لك منا تحيات زاكيات
كنت أُغمض عيني قبل أن أرى إن كان حسّ القراءة أصدق أنباءً . ثم التقيت بسيدتي : قلتُ لعل هذه النفس الزكية أعرفها . فكانت : الأستاذة / نعمات حمود . أمامنا لحماً و دماً و بِشراً .
من ذا الذي تصفو سجاياه كلها؟ أنا السعيد برؤية كالرؤيا . ألف حمداً بسلامة الوصول من السماء الدُنيا إلى الأرض فأورقت
ليتني بقدر هذا البهاء الذي تصفين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرحباً بالشاعر عالم عباس في الشارقــة : الشِعر بُســتان الوجــدان . (Re: عبدالله الشقليني)
|
مرحباً بالشاعر عالم عباس في الشارقــة : الشِعر بُســتان الوجــدان (7)
غنى لنا الشاعر عالم عباس : وثْباً نحو القمم الألف!!! (1) هذا الجَسَدُ، و هذا الجِسْرُ، وهذا الجوهَرْ. هذا الجَسَدُ، الجِسْرُ،الأرضُ، الأُنْثَى المِرْآةُ، المَرْأةْ. مزرعةُ الله الأولى، قنطَرَةٌ, تعْبُرُ ما قد كان إلى ما سوف يكونْ عَقْدُ قرانِ النشأةِ و الصيْرورَةِ رُوحِ القُدْسِ النُّورانيِّ بصلصالِ الحَمَإ المسنونْ. امتَزَجَا، اخْتَلَجَا، هاجا، ماجا، في جوفِ الصَّدَفِ الكَوْنِيِّ، الحافظِ سِرِّ الله المكنونْ, سِرّ الله الأعظَمِ, هذا النورِ الرّعَّاشِ الطينْ!
(2) يا آدمَ هذا العَصْر، مِنْ عَرْشِكَ يا جبروتَ المخلوقِ الخالِقِ يا جبّارَ النَّشْوَةِ, يا نَزَّاعَ الشَّهْوَةِ, يا وَقَّادَ الجُرْأةِ, يا آدمَ هذا العصْر, مِنْ أضلاعك خَلَقَ اللهُ المرْأةَ.
(3) هذا جسدي قنطرةٌ أخْرَى، شمْسٌ، رِدَّةْ. رِدَّةُ هذا النورِ إلى الأصلِ الطينْ! حُمَّى جسدي يشْعِلُ مِقْبَاسَ الرَّعْشةِ مِنْ حُمَّاكِ و قدْ أخَذَتْكِ الرَّعْدَة, كان العَرَقُ المُتَقَطِّرُ من نهديكِ لآلئَ طَلٍّ، تَتَجَمَّعُ مثلَ الدَّمعِ عَلَى كِمِّ الورْدَةْ. و النَفَسُ اللاَّهِثُ في إيقاعٍ يَتَسارَعُ خَفْقاً, كجناحَيْ رُخٍّ عملاقٍ عجلانْ يهوي بي لقرارٍ مَثْقوبٍ, لا قاعَ لَهُ، لا جدرانَ ولا شُطْآنْ.
(4) يعلو صدرُكِ يرفَعُنِي, نحو القمَمِ العصماءِ الفاتنةِ الوَحْشَةْ، اجْثُمُ في قمتِهَا وَحْدِي, رَبُّ الأربابِ “ زيوسُ “ على جبل الأولمبْ!
(5) نَحْلَةُ وَلَهِي الجامحِ تَشْتَارُ جَنَاكِ تَمْتَصُّ رحيقَكِ, في صَبْرِ النحلِ الظَّامِئِ, و الواثِقِ بالإمكانْ. بالصبرِ المُتَمَكِّنِ، و الممتلِئِ بذاكَ الشيْءِ المُبْهَمِ و الريَّانْ صَبْرِ الحُلُمِ النَّافِذِ و الكامِنِ منذ التكوينِ الأوَّلِ و المُتَجَذِّرِ في أعماقِ النَّحْلِ المخْبُوءِ بأرْدانِ الرَّيْحَانْ.
(6) وعلٌ برّيٌّ ها أنذا أرْعَى مَرْجَكِ أتَمَرَّغُ في أدْغالِكِ, حُرّاً أمْضِي في أحراشِكِ أسْعَى بين النَّحْرِ و بين الصدرْ. أرْكُضُ بين الصدر وبين الخصرْ. أصْعُدُ من حيث الخِصْرِ العاري و إلى حيث النَّحْرِ النادي أقْتاتُ الرمَّانْ, الرمَّان المُتَهَدِّلِ بِكْراً, عنقودَيْنِ رشيقَيْنِ, عصفورَيْنِ حبيسَيْنِ، طليقَيْن, يفِرَّانِ، و يرتعِدانِ، و يرتجِفَانْ. ينتفِضَانِ، يرِفّانِ، يعودانْ, يفرّانِ بلمسَةِ رفْقٍ حانيَةٍ مِنْ شفَتَيْ إنسانْ. أمْتَصُّ رحِيقَك,ِ أرْشُفُ ريقَكِ, أتلَمَّظُ شفتيكِ, لساني ألْفُ لسانٍ و لسانْ. مغمورٌ بالدهشاتِ، و مسحورٌ بالصمْتِ، و منْجَذِبٌ في ملكوتِ الحُسْن، و مُنْبَهِرٌ بالألوانْ!
(7) و أنْتِ ترْفُلينَ نحو مضجَعِي، مليكةً في مِهْرجانْ, على جبينها تاجٌ مُرَصَّعٌ لآلئاً من عَرَقٍ، و ألَقٍ، جُمانْ. و في يمينها يهْتَزُّ صَوْلَجانْ. تأوَّدَتْ قامَتُها، غُصَيْنَ بانْ. بصدرها الباذِخِ و الشامِخِ, و المُهْتزِّ كِبَراً، تَعَالِياً وعنفوانْ. قمقمان، قِمّتانْ. قمَّةٌ من بَهْرَجٍ و عسجَدٍ, و قمّةٌ زَبَرْجَدٌ و كهرمانْ. تَصَنْدَلَ المكانُ من حضورِها الطاغي, و مِنْ أريجِ مِسْكِهَا تَعَتَّقَ الزمانْ. ثَمِلْتُ، ليس من نبيذِ ثغْرِهَا، و ذُقْتُهُ, و مِتُّ و احْتَرَقْتُ، بين خصرها وصدرها ونحرها، علوْتُ, بَلْ هبَطْتُ، بل علوْتُ, ثُمَّ طِرْتُ, صِرْتُ ريشةً، هباءةً، و صخرةً, و حِمَمَاً تفورُ، زَبَداً، حديقَةً صاعِقَةً بُرْكانْ عنادِلاً، عناقداً و "بُرْتُكانْ" !
يا أنَّةَ التوَجُّسِ الراهبِ و التمَنُّعِ الراغبِ و التمزُّقِ الرهيبْ. يا آهَةَ الأسى التوّاقِ و التعلُّقِ الجامحِ و التوازُنِ العجيبْ. يا صرخةَ التمرُّدِ المحرومِ و التوتُّرِ المكظومِ و التولِّهِ الجديبْ. أنْتِ على يَدَيَّ طينةٌ عجينةٌ في مَيْعَةِ الصِّبَا يلْهُو بها الخزّافُ في إسماحَةِ الحبيبْ. في براءة الدَّهشة، صانِعاً دُمْيَتَهُ، و غافلاً، و ليس ثَمَّ من رقيبْ. مُنْتَشِياً بها فلا يحسّ غيرَهَا و غارِقاً جذلانَ في انشغاله الدؤوبْ. حتى إذا دنا، ما كَلَّ أو وَنَى, لكِنَّهُ، إذْ خانَهُ في الوجد برقُهُ الكذوبْ هوى، مُجَرَّحاً، منهزماً, و في الفؤادِ من جراحِهِ نُدُوبْ! و في قميصِهِ مِنْ قُبُلٍ ثُقُوبْ !!
(9) بهرةٌ و ائتِلاقْ صُدْفةٌ و اتِّفاقْ صَوْلةُ الجهرِ في السِّرِّ، و السرُّ في الجهرِ، في نغمٍ مُفْعَمٍ، و اتِّساقْ. حتى إذا ما دنا النحرُ للنحر، و التأَمَ الثَّغْرُ بالثغر، و الْتَحَمَ الصدرُ بالصدرِ، و التصقَ الخصرُ بالخصرِ، و التفَّتِ الساقُ بالساقْ، فيا له مِنْ تلاقٍ, و يا له مِنْ مَساقْ!! ـــــــــــــــ
(10) غاب في وجْدِهِ الضَّارِعِ يغفو، فمالَهُ مِنْ فَوَاقْ. و مضى للسماواتِ روحٌ مُجَنٌَّّح، مشتاقْ. مُمْتَحَنُ الصبْرِ، يكْبُو, مُعَذَّبُ التَّوْقِ، يهفُو سكرانُ، لا يصحو ومدنِفٌ ما أفاق . و انْتَهَى حيثُ مُنْتَهَى كُلِّ روحٍ مُحَرَّراً مِنْ وَثَاقْ. و على الأرضِ بَعْدُ رمادٌ و آهةٌ، و شظايا و بقايا جَسَدٍ واحِدٍ مِنْ حبيبَيْنِ ما يستفيقانِ مِنْ ضرامِ العِناقْ !!
(أكتوبر-97) ــــــــــــــ أستاذنا الشاعر الفخيم : عالم عباس
دخلت الآن معبدك . أرتدي الآن خُفاً من جلد الماعز وإزاراً من الصوف الخَشِن. نظرت أول الكلام ووجدت مفتاحك المُذهب هدية لنا جميعاً ، وقبله تركت الباب مشرعاً بكَرَمك لمن يصبر على مُشاهدة كونك الذي صنعت .. ولا أظنها صِنعة ، بل غفوة ساحر نام ، وفي النوم كتب . كَثَفَّت العصور إلى بُرهة كأننا ننظر نجماً كان قد تفجر منذ مليوني عام ، ثم نقل الضوء الحدث مُتأخراً عنا . خيوطه المُلونة تقول : تلكَ نِصال الحفر والنقش على لوحات الدهشة .
يقولون منذ 3300 عام الميلاد خَلق الإنسان الكتابة ، نهضت هي لولبياً حتى مست أفق الشعر وعوالمه المفتوحة على الكون ، ماضيه و الحاضر والمستقبل . أمسك الشُعراء شُعلة السِباق ، وحَلَّقوا بنا السماوات العُلا .. الصمت حتى نفرغ من لوثة الحدث . هذا وهج القراءة الأولى . شكراً لك سيدي ،لتنعم هانئاً فأنت من مملكة النور . بعيوننا شهدنا البذخ الناعم ، و عند الجلوس لموائد الكِبار تزوغ الأعين في نقش الأطباق قبل أن يسيل اللُعاب مما بها .
ونواصل
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرحباً بالشاعر عالم عباس في الشارقــة : الشِعر بُســتان الوجــدان . (Re: mohmmed said ahmed)
|
وقرأ عالم عباس قصائد مختلفة تمثل تجربته الشعرية نذكر منها “من أسفار الشعر والرفض” من ديوان “شمس المعشوق إلى قمر العاشق” و”وثباً نحو القمم العالية” و”هزرات” و”الباء التي اغفلت” من ديوان “في انتظار الكتابة”.
وبدا واضحاً في تجربة عالم عباس استفادته من النص القرآني واستدعاءه لكثير من ملامح التراث والتاريخ العربي والإسلامي فضلاً عن استدعائه لكثير من الثيمات والعناصر التي تمجد البطولة والفروسية وتعلي شأن القيم العربية.
وفي إحدى قصائده وهي “الباء التي أغفلت” وظف عباس قدراته الشعرية ليستنطق الحرف ومعناه ودلالته كما هو حاصل في حرفي “الحاء والباء” اللذين يكونان كلمة حب بكل دلالاتها الغائرة في أكثر من معنى.
وجاء في قصيدة “الباء التي أغفلت”:
“كتبت:
الف..
لام..
حاء..
ثم أغفلت الباء عمداً
باب: هو الباء باء البهاء وباء البهار وباء البنفسج
باء هو البحر، بوابة، للبكاء وللبوح، والباذخات من الغيم
تهمي على باسقات الشجر!
باء بعيد كما بحة الناي بعد الرحيل إلى بكة الشعر،
حيث البلاغة تزهو بباء البديع وباء البيان
وحاء
يحرك حرية العشق، حاء من الحيرة المستكنة،
حاء هو الحلم حين تحول من حالة الوهم، حاء الحقيقة والحيرة المصطفاة..”
إلى ذلك قرأ خير قصيدة بعنوان “البحث عن معنى كلمة سيرين” حملها الكثير من الإحالات الشعرية واللغوية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرحباً بالشاعر عالم عباس في الشارقــة : الشِعر بُســتان الوجــدان . (Re: عبدالله الشقليني)
|
التقيته وكانت المرة الاولى ... جلست اتأمل هذا الرجل الانيق ..جلباب لم اعرفه من قبل عليه بعض الخطوط التي تعرفت عليها انها (خطوط ثوب السرتي )وكان هو ثوب يلبسه عادة عندنا العريس يوم عرسه او ان صدق تعبيري يوم جرتقه ..غير بعض الشي في تفصيله ولكن بالتاكيد نكتفي نحن بمضمون الجلباب والذي ايضا كان في يوم عرسه في تلك الليلة البهية .. عرفته واحببته شاعرا متفرد الدلالة ..بل فيلسوف ومفكر لا يضاهيه احد منذ ان وعيت على القرأة وكنت اجول دايما بين تلك المطبوعات ويم بعد يوم اكتشف عمق دلالة مضامينه لتلك الكلمات وكلما اتسع افقي اتسع وعي لتلك الدلالات والابعاد ..فعالمنا عالم يصعب ادراكه ..وحقيقة رغم معرفتي لكتاباته كنت اتمنى ان يستمتع كل اصدقائي واحبابي معي في تلك الليلة التي شابتها العديد من الامور ..ولكن !!!!ما علينا اهداني الرجل الانسان كتابه الاخير (في انتظار الكتابة )وهو مجموعة قصائد ..ولكم مني ومنه هذه الابيات
(لعل الحريق الذي شب في جسدي لم يكن جذوة من فؤادي وليس الرماد الذي قد تبقى رمادي لعل اللهب نفحة من غضب ! وهذا الدخان الذي تسامق كالرمح سارت به الريح عارية في السحب منارا ونارا عمودا من الضوء سارية للشهب لعل الجياد الشوسة والتي تركض الان في الافق حقا جيادي وان البلاد ..بلادي! لله درك يا رجل .. لك محبتي وللشقليني مثلها نعمات
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرحباً بالشاعر عالم عباس في الشارقــة : الشِعر بُســتان الوجــدان . (Re: عبدالله الشقليني)
|
Quote: أقاصي الدنيا محمد محمد خير
جين يرى هذا العمود النور أكون حينها قد استقبلت عالم عباس الصديق والشاعر الإنسان ومضيت به (لمقر إقامته) في قلوب السودانيين من عشاق شعره ومن قرائه الذين جاءوا لليلة الشعرية بالشارقة قبل إقامتها بيومين فقد قرأت الترحيب ولمست الفرح في (بوست) فتحه الناقد المسرحي محمد سيداحمد بموقع (سودانيز أونلاين).تأتي زيارة عالم عباس على خليفة تأمل ووجل وعزم، ففي العزاء الكبير الذي أقامه النادي الثقافي العربي بالشارقة لرحيل الطيب صالح تجمع كتاب وشعراء ومثقفون عرب جاءوا للعزاء، ولأن كل الكتاب من ذوي الفقيد فقد كانوا يعزون الدكتور عمر عبد العزيز مدير النادي، وعمر حكاية أخرى هو صيغة ندية خرجت من رحم تحالفات وثقى بين الصفاء والجمال والإشراق والمثاقفة والطهرانية والعرفانية، هو باحث وناقد وإعلامي وتشكيلي ومثقف مديد القامة كوطن وبه مس من السودان أقرب لجنون عذب يجمع بين العقلانية والسوح الميتافيزيقي !سألني د. عمر من ستقدمون لنا بعد الطيب صالح؟ استعدت بهذا السؤال ضراعات امرئي القيس حين قال لها : قتيلك، فسألته أيهم فإنهم كثر ؟1 لم أجب على السؤال لكنني صرت أتأمل صفاً إبداعياً طويلاً يقف في أوله عالم عباس وفضيلي جماع ومحمد محي الدين والصادق الرضي وحسن أب كدوك ومحمد نجيب محمد علي وأسامة الخواض وحميد والقدال ومحي الدين سالم والشاعرة إيمان، وكان الصف يتمدد للخلف ويتموّج وطاف بي إبراهيم اسحق وعيسى الحلو ومحمد المهدي بشرى والجيل الجديد من الشباب النضر، وترحمت على سند ومحي الدين فارس والنور عثمان ومن قبلهم شيخ المجذوب والهادي آدم والعمرابي ويا(أخت من خاض المعارك بالسيوف اللمّع) .وأنا وسط هذا التأمل انتابني إحساس بالوجل فقبل أسبوع كنت أقرأ المجموعة الكاملة لشاعر عربي كبير فاز مؤخراً بجائزة العويس للشعر، غير أني كنت أحس بأنه أقل من عالم عباس بكثير، وبين التأمل والوجل تجمع ثيروكسين الطاقة في حلقي فأفضفى عليّ عزيمة من نوع العزائم التي تقود إلى التحدي فكانت إجابتي على سؤال الدكتور عمر عبد العزيز بالدكتور عبد السلام نور الدين، أليس في هذا ما يشبه (الرد بالسد). كانت أمسية فكرية تطوافة فقد تعرض الدكتور عبد السلام لأزمة الفكر العربي الحديث وقدم نقداً علمياً للعقل البدوي من خلال النص النستولجي الذي يحن للماضي بشكل مرضي وكانت هذه الندوة فاتحة تعاون سيثمر بإذن الله مع إدارة الثقافة التابعة لديوان حاكم الشارقة المعروف بانحيازه لقضايا الفكر والثقافة والأدب.زيارة عالم عباس التي أتشرف بترتيبها والدعو لها وتحديد معالمها تحئ كمحاولة جادة للتعريف الأكثر جدية بالادب السوداني وهذا دأب مثابر للحصول على نتائجه صيتاً وانتشاراً إذا خلصت النواايا وتحددت وجهة السهم لأن واحدة من أهم مشكلاتنا هي مغادرة محطة المحلية لفضاء أعم ومن هنا تتخذ العزيمة شكلها بعد أن حددت الوسائل، قررت إضافة عبء مرهق وجميل لأعبائي الدبلوماسية وذلك بالترويج غير المبتسر للأدب السوداني شعراً وقصة ورواية ودراسات، وما يسند هذا المشروع أن آدابنا تقدم نفسها من خلال نصوصها وهذا ما أثق بأن عالم سيضطلع به وستكون محطتنا القادمة مع الدكتور أحمد محمد البدوي وهكذا سنستمر. * نشرت في صحيفة الأخداث |
النص منقول عن مدونة سودنايل للكاتب والشاعر : الأستاذ / محمد محمد خير ، كتبه ترحيباً بمقدم الشاعر / عالم عباس محمد نور / رئيس اتحاد الكتاب السودانيين/ للشارقة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرحباً بالشاعر عالم عباس في الشارقــة : الشِعر بُســتان الوجــدان . (Re: عبدالله الشقليني)
|
مرحباً بالشاعر عالم عباس في الشارقــة : الشِعر بُســتان الوجــدان (12) ( عَبقْ البقيع ) للشاعر عالم عباس : فتحٌ في المديح النبوي
إنها فتحٌ في شِعر المديح النبوي . يقولون لا نعرف أنفُسنا ، ولا نعرف شُعراءنا وهم يرتقون المَجد في العلا و إلى القمم . بسلاسة يقودون اللغة وقد استعصت على الأعاجم والمُستعربين والمستشرقين من فخامة قاموسها وفتنة جرسها وهو يراوح جوَّالاً بين الأمصار والأرياف والبوادي والحَضر. جَلَستْ اللغة عندهم وتشكلت بساتينها ، وتقاطر الندى يلعق أكمام وردها .كل الذي تعوّد الناس عليه تجده يجاور الغريب بلا نشاز. غطس الحصى في الرمل وتشققت الحجارة و نَبع الينابيع يصيحُ تَفَجُراً :
هُنا السنابل مُذهبة الألوان بقمحها ترقُص من فرحٍ فمنْ يصنعُ لنا اليوم وليمة ؟
دعانا الشاعر ( عالِم عباس ) لرحلة صفاء لفحته نسائمها وهو على راحلةٍ مأمون سرجها ، معروف مآلها . تهتز هيَّ ثم تستقر أنى تشاء . الشهر كان شهر صوم منذ عامٍ مضى . على مزامير الزمن الماضي طرِب النبي داؤود وأطْرَب. في الماضي الوسيط لبِس الشعر لغة الموسيقى وشاحاً وأسفرت المعاني عن الجِيد المُرصع بالنعيم . قيثارة الزمن الماضي طوت الشعر في حضنها، ومن الصدور خرج هو صداحاً من ثِقل أحمال الوجدان و دفق العواطف . في دروب السيرة النبوية وقفات مع الشعر ونحن نقول بخلاف ما يُعْرَف : أبلغ الشِعر أصدقه محبةً . ذاك كعب بن زهير بن أبي سلمى، شققنا صدره وأنطقناه فقال: عبرتُ الفيافي ورياح سمُوم الصحارى مُتلثِماً لا تعرفني المضارب . تشتمّ الذئاب ريحي فتعوي ،وأنا في غرق إلهامي أفقتُ مُستبشراً عند مجلس العُلا ، حيثُ النبي وأصحابه . طرقتُ وأُذن لي ودخلت مُتلثماً أطلب الأمان فأمِنت. استقبلتني الطلعة النورانية ،ولو كنت رأيتها من قبل لنعُمت بالإسلام دينا ، وبمحمد بهي المراتب خير صحُبة في الدُنا ، وبإشراق محبته نوراً و هادياً . بدأتُ أنشد :
بَانَتْ سُعَادُ فَقَلْبِي الْيَوْمَ مَتْبُولُ .. مُتَيّمٌ إثْرَهَا لَمْ يُفْدَ مَكْبُولُ وَمَا سُعَادُ غَدَاةَ الْبَيْنِ إذْ رَحَلُوا .. إلّا أَغَنّ غَضِيضُ الطّرْفِ مَكْحُولُ هَيْفَاءُ مُقْبِلَةٌ عَجْزَاءُ مُدْبِـرَةٌ .. لَا يُشْتَكَى قِصَرٌ مِنْهَا وَلَا طُولُ تَجْلُو عَوَارِضَ ذِي ظَلْمٍ إذَا ابْتَسَمَتْ .. كَأَنّهُ مَنْهَلٌ بِالرّوْحِ مَعْلُولُ شُجّتْ بِذِي شَيَمٍ مِنْ مَاءِ مَحْنِيَةٍ .. صَافٍ بِأَبْطَحَ أَضْحَى وَهُوَ مَشْمُولُ ......................................................... ثم اتكأتُ على مِسند الشِعر حتى دنوت :
إنّ الرّسُولَ لَنُورٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ .. مُهَنّدٌ مِنْ سُيُوفِ اللّهِ مَسْلُولُ فِي عُصْبَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ قَائِلُهُمْ .. بِبَطْنِ مَكّةَ لَمّا أَسْلَمُوا زُولُوا زَالُوا فَمَا زَالَ أَنْكَاسٌ وَلَا كُشَفٌ .. عِنْدَ اللّقَاءِ وَلَا مِيلٌ مَعَازِيلُ ......................................................
وما أن بلغت : إن الرسول لنور يستضاءُ به ... ، حتى نهضتْ النفس الباهرة من مجلسها ، وخلع النبيُ الأكرم عليَّ بُردته وألبَسَنِيها عفوا وسماحاً، فسُميتْ قصيدتي من ساعتها : البُردة . للتاريخ رنينٌ يأتيك من حفريات الزمن الماضي . أسفار أبطاله كُتبت بمحبة وأحرُف من نورِ أفعالهم . ( عبق البقيع ) : بوح من الطيب يأتيك من مراقد من استحلبوا الحليب من ضُروع العُسرة . نصروا الرسالة فخَلُدتْ ، وأغدق ربُهم على أرواحهم المنَّ والسلوى . جاء الشاعر ( عالم عباس ) و مشت عينيه فسيح المكان بأرض البقيع . ومن عَبقه سرى وجدانه بقشعريرة أنبتت لطائفها شِعراً . طرق المصطفى باب محبته الواجِدة ومن سُحبه المُكتَنـِزة أمطر. فكَّت خاطرة الشِعر ضفائرها عند مجلسه وتبخترت لُغة باهرة في المديح النبوي هزت عُروش ممالك الشِعر القديم وفاحت رياحينها. و بُردة النبي ، ومن عبق مِسك صاحبها الأصيل تمايلت أعطافها نشوى حين كتب الشاعر :
عبق البقيع
مِنْ نحْوِ طابَةَ كُلُّ الريحِ ريحُ صَبَا ... وكلُّ نَشْرِ خُزاماهَا زَهَا و رَبَا و رَفّ في الضوءِ مِنْ عطرٍ يَضُوعُ بِه.. عِطْراً مضيئاً كَأنْفاس الرُّبَى رَطِبَا كُلُّ النواضِرِ منْ زهرائِها انْكَسفَتْ... كل البدور توارَى نورُهَا و خََبا فذا العقيقُ عقيقٌ من سَنَا شُهُبٍ.. منْ مَِّنةِ الله، قدْ أعْطى وقد وهبا فالتُّرْبُ مِْسكٌ ومن عَبَقِِ البَّقيعِ نَدَىً ... و النخلُ يَرْشَحُ طِيباً من أريجِ قُبَا سما بروحيَ مِنْ ريحانها سببٌ... إلى المعارج لَمَّا عَزَّ مُنْسَرَبَا هنا الأرضُ من نفحاتِ الله عابقةٌ ... هنا السماواتُ قَدْ مَدَّتْ لنا طُنُبَا تسري السكينةُ في أوصالنا بَرَدا ... ويخفقُ القلبُ من جّرائِها خَبَبَا ..................................... أو حين يقول :
صَلّى عليكَ إلَهِي قَدْرَ ما وسِعْت ... آيُ الكتابِ معانٍ أثْقَلَتْ كُتُبَا يا ربِّ صَلِّ على المحبوبِ سيِّدِنَا... كما تكونُ صلاة، غَيْدَقَاً سَكِبَا سَحّاً سَكُوباً، دوَاماً دُلَّحَاً غَدِقَاً... غَيْثَاً غِيَاثَاً، مديداً، دَيْمَةً سُحُبَا ..........................
للقلب أن يطرُق الأضلُعِ من فرحٍ فهُنالكَ من ضاقت نفسه وما وسعتها رغوة كؤوس الصفاء وقد طفحت شعراً ، عميقة جذوره في بطون الأمم . لله درُك أيها الشاعر الذي رقصت أنجُمه مُتلألئة في سماء العتمة وهو المُتيمُ جالس في طيب الثرى ، نَحَرَ الفؤادَ فَعَظُمتْ الذبائح في بهو البقيع الذي تَعرُشه السماء وتَفرُش بساطه الأرض ، وإنك لنازعتَ كعباً بُردته .
عبدالله الشقليني 17/05/2007 م
| |
|
|
|
|
|
|
|