|
كتاب جماعي أشرف عليه حازم صاغية... «منازعات السنّة والشيعة في العالم الإسلامي اليوم»
|
بعتبر هذا الكتاب مقلق للكثيرين هنا في لبنان والوطن العربي لأسباب كثيرة توضحيهالفروق ما بين المذهبين وكذلك التقاطعات السياسية لكل جماعة مع الاخري ولكنه جهد جدير بالدراسة والتأمل صدر عن دار الساقي (بيروت - لندن) كتاب من إعداد الزميل حازم صاغية عنوانه «نواصب وروافض - منازعات السنّة والشيعة في العالم الاسلام اليوم».
فصول الكتاب: اشياع السنّة وأسنان الشيعة (أحمد بيضون)، خطوط الفصل وخطوط الوصل (حسام عيتاني)، الطائفية والسياسة في سورية (ياسين الحاج صالح)، الصعود الشيعي والتصادم الطائفي في السياسة والاجتماع العراقيين (فالح عبدالجبار)، البحرين في ظل النزاع الذي يحطيها (باقر النجار)، عن السعودية (فؤاد ابراهيم)، باكستان: دين ودولة ومجتمع للتقلب المتواصل (سيد نديم كاظمي)، نواصب وروافض: ملاحظات عامة في السياسة (حازم صاغية).
من مقدمة الكتاب: «يُعد انفجار الخلاف السنّي - الشيعي وصراحة التعبير عنه في غير بلد، اشارة ساطعة الى بلوغ التمزق في نسيج مجتمعاتنا مدى بعيداً، والى توسع رقعة «الآخر» في الحياة والثقافة العربيتين والاسلاميتين على ما أشار، ذات مرة، الكاتب التونسي صالح بشير.
وكي نقدّر حجم التطور المؤلم هذا، يكفي أن نقيسه بالتكتّم والإغفال اللذين خضع لهما طويلاً كل كلام في تباين، أو تفاوت، بين أتباع «المذهبين المسلمين». فالحال أن ثقافتنا التي تتحايل على مشكلاتنا بالإنكار والتجاهل تتحمل مسؤولية كبرى عما آلت اليه الأمور. ذاك أننا بدل أن نواجه المشكلة على حقيقتها (وغنيّ عن القول إن المعرفة شرط المعالجة الشارط)، آثرنا اللجوء الى «كلنا اخوان» الشهيرة.
لكن نظرة أكثر نقدية، وأقل اكتراثاً لما كان يعلنه الطرفان، وبصورة كل منهما عن ذاته، وعن «الآخر» استطراداً، تسمح بالقول إن المنازعة هذه تملك من عناصر الانفجار ما لا يجوز غض النظر عنه. فهي تحتوي على طاقة تقويض لأكثر من بلد (العراق، البحرين، لبنان...)، فيما تتصل ببعض الموضوعات الأساسية لتقدم المنطقة ككل، وفي رأسها الحداثة والعلمنة ومفهوم المواطنة. صحيح أن الموضوع ليس، في نهاية المطاف، دينياً، أو أن الدينيّ فيه يحاكي ويكمّل المسائل الاجتماعية والسياسية الأعرض. إلا أن ذلك لا ينفي، قبل التصدي للتفكير في حلول لن تأتي، ضرورة رسم صورة أدق عن الفاعلين المعنيين بالأمر، وعن طبيعة المنازعة الدائرة بينهما، وأحد أبعادها ديني ولو صير الى تخفيفه بتعبير «مذهبي».
عن تصوّر كهذا صدرت فكرة الكتاب والذي حاول، على رغم قصور لم يمكن تفاديه، مما لن يفوت أي قارئ لبيب، إلقاء أضواء على المشكلة وتظهير خلفياتها واحتمالاتها في غير بلد. واختار كل من الكتّاب المساهمين طريقته في الدخول الى المسألة هذه والجوانب التي آثر التركيز عليها في ظل عنوان جامع».
|
|
|
|
|
|