|
قمة المرحاض - أمل هبانى
|
قمة المراحيض بواسطة: admino بتاريخ : الإثنين 20-04-2009 01:27 مساء
أقترح على الحكومة أن تشارك بوفد عالي التمثيل في قمة المراحيض القادمة في تايلاند، على الرغم من أنها (اقفلت انفها قرفا ) وكأن الأمر لا يعنيها في المشاركة في قمة المراحيض الفائتة التي انعقدت في الهند في اكتوبر من العام 2007 السابعة بمشاركة خبراء ومسئولين واختصاصيين في مجال الصحة من أربعين دولة حول العالم، وقد أثارت تلك القمة موجة من الجدل حول علاقة الإنسان بالمرحاض إذ كشفت عن أن 2,6 مليار شخص حول العالم لا يمتلكون مراحيض،
ومعظمهم في الهند والصين. إنّ نظام الصرف الصحي متدنٍ جدا في عدد من دول العالم وإن كثيرا من الناس يصابون بالاسهالات وامراض البطن لأنهم لا يغسلون ايديهم بعد قضاء حاجتهم (في العراء) واقترح على حكومتنا الرشيدة المشاركة في هذه القمة على أعلى مستويات الحكومة ‘على الرغم من انه لن يتكالب عليها المسئولون ويتهافتون كما تهافتهم على القمم الفارهة ذات الموضوعات الممجوجة، لكن هذه القمة مصيرية ومهمة جدا لحكومة مثل هذه التي تحكمنا، فقضية المراحيض أصبحت قضية حياة أو موت بالنسبة لنا ويمكن أن تأخذ موقعاً متقدماً جداً في قائمة الأسوأ خاصة أننا من الدول القليلة التي ينهار فيها المرحاض وبئره مبتلعا اشخاصاً اعزاء في حياتنا فمن ليلي عربي السيدة التي نشرنا تحقيقا عن كيفية موتها عندما تهدم بها المرحاض وبقيت ساعات طويلة قبل أن تنتشل جثتها لأنّ امكانات الدفاع المدني لا تسمح بفعل أسرع من ذلك، إلى مأساة أسرة الثورة التي أصبح عليها الصباح لتجد ربها و ربتها مخسوف بهما باطن الأرض بعد أن تهدم بهما (بئر السايفون) وأكملا خمسة أيام قبل ان تنجح محاولة انتشال جثتيهما، وقد لا يصدق العالم أنّ هناك مواطنين في بلد منكوب اسمه السودان يموتون بهذه الطريقة البشعة (الوقوع في بئر المرحاض)، واعتقد أن هذه المأساة التي حدثت في الثورة وقبلها في الموردة وقد تكون في مناطق أخرى من السودان انما هي إشارة لأن مشكلة الصرف الصحي قد تفاقمت و وصلت مداها ، فقبل أشهر استحال دخول مباني الصحيفة وتقع في احد أرقى أحياء العاصمة (الخرطوم 2) بسبب طفح في مياه الصرف الصحي في كل المنطقة، وبعدها بفترة قصيرة التقيت عدداً من السيدات يشكين مر الشكية من أنّ جيرانهم يسكنون سكناً عشوائياً ولا يمتلكون مرحاضاً مما أدى إلى تدهور مريع في بيئة الحي وتوالد الذباب والروائح الكريهة، ثم حدثت بعدها حادثة المرحومة ليلي عربي والتي اشتكي فيها السكان ايضا من تسرب مياه الصرف الصحي الى جدران المباني، والأسبوع الفائت حدثت تلك الحادثة المفجعة، هذا ان استبعدنا مشكلة اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الأبار في عدد كبير من أنحاء العاصمة والولايات.. واستبعدنا الصرف الصحي في مناطق مثل جنوب السودان ودارفور وشرق السودان قد تمثل المراحيض فيها نسبة ضئيلة .... لو استمر الحال على ما هو عليه قد نفاجأ يوماً باختفاء عمارة او منزل داخل بئر السايفون الذي يتمدد كل يوم محدثا هوة كبيرة على مستوى تحت الأرض ... الا يستحق الأمر قمة مراحيض عاجلة تدعى لها كل الجهات ذات الصلة ولو على مستوى داخل السودان؟
http://ajrasalhurriya.net/ar/news_view_3148.html
|
|
|
|
|
|