|
Re: مصطفي البطل و مفكرة الخرطوم (2)"حوار مع فتحي الضو " (Re: الطيب شيقوق)
|
الباشمهندس أبوبكر سيدأحمد سلامات
الموضــــوع دســـم للغاية ويُلامس مشاكل السودان الحقيقية.
أكّـــــــد مصطفى البطل على توصيفه السابق لنوع بعض المعارضــــين وإنعدام أثره على الواقــــع.
تجـــرأ برأى جرئ للغاية عن ( الحزب الشيوعــى السودانى ) فى تساؤلاته عن ( البضاعة ) الحاضرة الغائبة.
أعتقد أن أهم ما ذكـــره هو توصيفه للعلة الحقيقية... وللأسف هى المثقفين... وهــو ذات قناعتى :
Quote: والفقير لربه يرى أن محنة السودان تبدأ وتنتهي عند مثقفيه ومتعلميه وفي طليعتهم من يُفترض أنهم قادة الرأي والفكر ومهندسو الحراك السياسي والثقافي بين قواه المدنية بشكل عام، وأن عجز هذه القوى وخبالها، وأخشى أن أقول هشاشة النسيج الخلقي في قماشتها، وتفشي الروح الانتهازية بين صفوفها هو الذي قاد السودان إلى مشهده الراهن، وهو المشهد الذي انبسطت فيه الحركة الإسلامية إنبساطاً أريحياً على ساحة الوطن كله ومدّت رجليها، ولكنها جعلت بساطها أحمدياً تجلس على حوافه كل القوى الأخرى المستأنس منها والمستوحش. وتلك قضية دلقت على متنها وحواشيها في زمن مضى نصف طن من الحبر.
|
النقطة الأخرى الجديرة بالإحتفاء - بعد علة المثقفين- هى:
Quote: لا تصيخوا سمعاً لأصحاب الصرْعات الهستيرية المنتحلة، والصرخات التهريجية المفتعلة، الذين يملأون الدنيا سؤالا وجوابا، تحت دعاوى الصمود والبسالة والنقاء الثوري، كلما سمعوا عن فرد أو جماعة من جماعات المجتمع المدني تجلس على مائدة واحدة مع رجال الإنقاذ. والله يعلم انهم كاذبون، وأنه التدجيل والتمثيل والضحك على الذقون. القوى السودانية ذات الوزن المقدر على اختلاف مشاربها، يميناً ويساراً، تجالس قيادات الإنقاذ وتحاورهم وتفاوضهم وتساومهم فرادى وجماعات في كل يوم تشرق فيه الشمس على رؤوس الأشهاد. ومن الخير لنا ولغيرنا أن نتصالح مع الواقع كما هو على أرض المشهد الوطني الذي فصّلناه ووصّفناه، وأن نكابد مع غيرنا من أبناء السودان في الداخل (وقد خلقنا الإنسان في كبد): ندافع الإنقاذ في عرينها مدافعةً، نقتلع الحقوق من فكها غلابا، ونوسّع مواعين المشاركة الديمقراطية غصباً، توسيعاً يستوعب التطلعات المشروعة لشعبٍ أجهده لؤم العصبة المنقذة، مثلما أرهقه نفر من بنيه استهوى أفئدتهم السهر في ليل الإنقاذ الطويل فاستعذبوه وتعشقوه، وعدّوا سهرهم نضالاً، وصدّقوا وهمهم الكبير، كما صدقت غانية قرطبة حملها الكاذب، وما انفكوا يرتجزون تحت ضياء الاقمار رجز ابن زيدون:( يا ليل طُل أو لا تطُل / لا بد لي أن أسهرك / لو بات عندى قمرى / ما بتُّ أرعى قمرك)!
|
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
|