|
Re: فتلك أنا قد غلى شوقُك جوفيّ !! (Re: الطيب عثمان يوسف)
|
الطيب عثمان سلام وود
يسكرني الحرف الشجي المترع بتضاريس النفس وانفلاتها .. فالحرف إذ ذاك يكون جغرافيا .. فبه يكون
الشوق لعوالم أرتدناها من قبل .. شقشقة الطيور عند الصباح .. ودس الشمس لنفسها بين أكوام
السحاب .. وانكسار الظلال قبيل المغيب في فصل صيف .. وضوء القمر الخجول في ليلة شتاء بارد .. كل
هذا يذكرني تلك العوالم .. فيتملكني الحنين حنيناً يجعلني أبكي ، فأمشي معها دمعة دمعة ...
أخي العزيز
حدثني أبي عن زمن الرهبة في مقامات العطاء .. ( لك أن تعلم يا بني أن النفس مجبولة على الرهبة في
ساعة التعرف الأولى فلا تدع تلك اللحظة تقودك .. )
بدأتُ الرحلة وكانت نبال القوس تلك الوصية ...
الحلم الموءودُ في صدري تحاصره الأماني كالحاتٍ .. أرّقه الحرف فرّق له .. بكاه الليل فسهّده .. كان
حلمي كلِفٌ بالعناد والتشويش على مدى الرؤية .. متكور في الخاطر ومشوه الوصف على خارطة الأشياء ..
فلا أكاد أتبين ملامحه .. غيري يرضى بغيره وهو لا يرضى إلا بي .. عجيب لأمره .. لا أطعمني من زاده ولا
تركني أتلصص الحضور من ذاكرة غيري .. هكذا قيدني .. ( وخلاني ما بين النعسة والأرق الفتر أفتح
منافذ الدهشة للحلم الورد ..
أقفل منافذ الدهشة لي ضلاَ كِبر .. والدنيا ليل ... وأزداد شبر )
لذا تجدني
أقدر ما أكون علي نسج الحروف
فحرف ( الحاء ) حرف الحنين والحزن والنواح
لا الحزن أدخلني الكفاية
ولا استطاع فحيحه أن يحرق القلب المباح
فالحزن أصغر من أن يوازي لوعتي
أو أن ( يرتب حزمة الحزن المشتتة في غنوتي )
واقف براي ...
أحرق صقيع الغربة من نار لوعتي
وأتناوب الشوق ( لي شروق داك الصباح )
ما ديكنا صاح بي كتمة الحزن البتجرح في القلوب
والنيل هناك ماليه شوق لي نجمة الهجعة البتعرف وجعتو
ماليه شوق لي طلة البنت البترسم لوحتو
ما شوقها فاض وحنينها زاد لي زول وحيد في غربتو
غنيه يا ملك الحزن ... غنيه حزن الدروب
غنيه بي موال حزين يجرح قلوب
يرسم خيوط حزناً إرافقك في الدروب
والله يا ملك الحزن ...
قد كنت تسأل آخر الأحزان
عن معني الحزن ؟؟!
لتُحزِّن الأحزان في معني الحزن
قد كنت قالوا ...
لكنما الحزن النبيل وطوله
قد أخرجاني ذات مرة من حزن فانيةٍ لحزنٍ هاج في وجهي
فقالوا ...
(يا ليل ابقا لى شاهد..
على نار شوقى وجنونى... )
آواه يا أخي .. أغدا نعود ؟!
تعبت خُطايَ مسيرها
وأناخَ ذاك الحزنُ في جرحي رعودْ.
والدربُ طال مُراغِمَاً
وكذا الظلالُ الوارفاتُ تئنُّ أرَّقها هجودْ.
سُحقاً فما زال الطريقُ مغرَّباً
بين الخديعةِ والوعود
أو بعد هذا قد نعود !؟!
أخي العزيز
رغم كل شيء ما جرّفت دواخلنا خرط المنافي ولا غرّبنا المدار .. فما زلنا نناجي أهلنا ومضاربهم بما
يفهمون ...
حليل عزي دار الكواهلة ونوقا
حليل ضامر الحشا منو الوداعة دفوقا
حليل صيد الخلا والمطرة كاجة بروقا
طاريك يا أم عهود إلاّ الظروف لايوقا
لك حبي وتقديري ،،،
|
|
|
|
|
|
|
|
|