مهما الزمن طالع قمر وغيب قمر ما بجيب قمر يشبه (عمر)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-07-2024, 07:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-23-2009, 08:39 AM

عبد الناصر الخطيب
<aعبد الناصر الخطيب
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 5180

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مهما الزمن طالع قمر وغيب قمر ما بجيب قمر يشبه (عمر) (Re: عبد الناصر الخطيب)

    وله الكبرياءُ في السماوات والأرض!
    د. حيدر عيدروس علي



    Quote: تملَّك عمرُ زمامَ الأدب، وكان من عشاقه، فكانت الكلماتُ تنثال من لسانه جَزْلة عذبةً رصينة، تمامًا كما كان يُخرجُها قُسُّ بنُ ساعدةَ الإياديُّ، لم يحجُبْه تخصصُه في العلوم العسكرية عن مناهلِ اللغة العربية، فهو وإن كان ركنًا ركينا في المؤسسة العسكرية السودانية، إلا أنه كان فارسًا من فرسان البيان. ولهذه الكفاءة فقد اختاره الرئيسُ جعفر النميري ليتولى وزارة الثقافة والإعلام، فكانت خطبُه السياسية مستطابة ذاتَ أثر بليغ في جماهير الشعب، وما أحسبُه كان يطلقُها تزلفًا وملقًا، فقد كان للرجل أثرٌ بارز في أحداث ثورة أكتوبر، وكان من موازين الاعتدال.

    كان العميدُ المتقاعد (عمر الحاج موسى) يصوغ خطبه ويدبجها في كرم أهل السودان ونبلهم، فيذكر العلماء، ومن اهتموا بالعلم، ويذكر الزُّهاد، ومن اعتنوا بالزهد، ويتكلم عن حب الشعب للمعالي، فيتحدث عن مكارم شعبه في الشرق والجنوب والغرب والشمال، ويطنب في ذلك، فيُرعي الناسُ سمعَهم لأحاديثه، وتتخطى كلماتُه الآذان لتستقر في القلوب.

    وقد تحدث عن جمال الأمكنة والنفوس، فصاغ خطباً راقية المعنى، عالية المبنى، ومن ذلك خطبة ألقاها في مدينة كسلا، وفي أهل كسلا، قال فيها: ((نعود ونجد الرَّبع قد تغير، إلا أن أربعاً لم تتغير، لم تستطع الأيام إلا أن تزيدها حسناً على حسنها، وإلا جمالاً على جمالها:-

    أولها: جبال التاكا؛ حلية كسلا وعقدها، والمطل عليها من علٍ من الطائرة يخالها لكسلا كنهود الحسناء للحسناء، مشرئبة للحراسة، عالية كأنها تُرضِع القمر.

    وثانيها: القاش[1]؛ وقد لفَّ بالساعد خَصْرَ كسلا، عفيفاً عنيفاً، زرع أهلي على فخذيه حدائقَ
    غلبًا، وفاكهةً وأبا، متاعا لهم ولأنعامهم.

    وثالثها: أهل كسلا، رجالها؛ سماحتهم غيث، ونجدتهم غوث، كلامهم كله ظريف، كأنه يضحك، حديثهم كله عفيف، كأنهم يغسلونه قبل الحديث به.
    ونساؤها وبناتها؛ يستقبلن الضيف بوجه نونه[2] غريقة بالسرور، يلبسن الثوب، والثوب في كسلا يتثاءب عند الخصر، ما اقترب منهن الغريب، إلا وجفلت العيون، واحتمت بالأهداب، واعتصمت بالمعاصم، حياء وخفراً، يزدن في بهجة كسلا الفاتحة صدرها أبداً لكل عزيز وزائر.

    ورابع الأربعة: محافظهم؛ أخي محمد عبد القادر، بصدقه، ودفئه، وحبه لكسلا، وحب أهل كسلا له...)).اهـ.
    ومع هذه العذوبة إلا أن عمر قد كبا، والكبوة لا ينجو منها جوادٌ مهما تصدر، وإن لم يُرَ مُصَلِّياً قط في المضمار[3].

    استمعتُ إلى بعض خطبه، فأدهشتني آخرُ خطبة ألقاها، سمعتها على الأثير غضة طرية، فثملت من رصانتها، بيد أنني انتبهت في آخِرها لمَّا سمعتُه يستشهد بشعر فُتِن به الناس على عمى، ذكر منه:
    الوحشُ يقتل ثائراً والأرضُ تُنبِت ألفَ ثائرْ
    يا كبرياء الجرح لو متنا لحاربت المقابرْ


    وختمها بقوله:
    ((عاش الشعب السوداني؛ الجبار المتكبر، اللطيف الخبير))، فظللت متعجباً دهشاً مرعوباً.
    وما انقضى عجبي ورعبي حتى أُعلن عن نَقْل العميد عمر إلى المستشفى، إذ خرَّ مغشياً عليه عند خاتمتها المذكورة، فجاءه الموتُ وهو على المنبر، ولكن قومي لا يعلمون.

    ولأنه كان وزيراً ومن كبار قادة الجيش فلا بد أنه قد نُقل إلى أفضل المستشفيات تأهيلاً في البلاد، حيث التخصصات الطبية الدقيقة، والأجهزة المتطورة، ومع ذلك فما استطاعوا فعل شيء، فقد قضى الجبارُ المتكبر، بالموت على عمر، والتفَّت الساق منه بالساق؛ لأن الله لا يرضى أن ينازَع في الكبرياء، كما جاء في الحديث المرفوع عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (العز إزاره، والكبرياءُ رداؤه، فمن ينازعني عذبته)[4].
    ولم ألبث إلا قليلا حتى أعلنت رئاسة الجمهورية نعي العميد المتقاعد عمر الحاج موسى وزير الثقافة والإعلام.
    مَن مِن الناس لا يحب أن يوصف شعبه بالمكارم؟!!!

    أما أن يوصف الشعب السوداني بـ(الجبار المتكبر) فهذا خطأ مركب! فالكبرياء لله الواحد القهار، والشعب السوداني ظل ديدنه التواضع، والسماحة، ولكن لتكن لنا العبرة في عواقب التعدي على حدود الله.

    فقد أذاق الله عمرَ الموت على هذا الوجه، وكأنه إجابة لقول الشاعر المتعدي: (لو متنا لحاربت المقابر).

    لا أدعي علم الغيب، فالرجل قد أفضى إلى الله تبارك تعالى، فلعله كان متأولاً لمعاني هذه الأسماء الكريمة العظيمة، ولا أتألى على الله العفو الكريم الرحيم، لأحجب عفوه وكرمه ورحمته الواسعة عن رجل شغفني بيانُه، وخير من هذا كله أن نحسن الظن بعمر. ونستبشر لأهل عمر، بما رواه الشيخان عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله كيف تقول في رجل أحب قوما ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: المرء مع من أحب[5].

    فأقول بأن (عمر الحاج موسى) كان يحب الصالحين، وكان يحب الخير، ولم يكن من الملاحدة، ومما يدل على ذلك: إشادته السابقة برفيق السلاح اللواء (محمد عبد القادر عمر) محافظ كسلا، فقد عده عمرُ رابعَ المحاسن في كسلا؛ لأن اللواء (محمد عبد القادر عمر) كان في المسلمين رجلا رشيداً، وركناً شديداً، فهو أول من حرَّم صناعةَ الخمور وبيعها في محافظة كسلا، وحارب الفساد، ومهد للخير، وقد أعان بفعله هذا الرئيس جعفر النميري في سن القوانين الإسلامية في أقاليم البلاد كافة، وأطلق اللواء محمد عبد القادر عمر لحيته يوم كان البعض يرى اللحية قبحًا للرجال، كان صريحًا قويًا في تحكيم شرع الله في محافظة كسلا، فلهذا أحبه الصالحون من أهل كسلا، وكان شوكةً في حلوق أهل البغي والفساد منهم، ولا عجب في ذلك، فقد أنجب لنا شرق السودان، أبطالاً كبارًا نشم في أخبارهم غبار الجهاد، وروائح المسك من أمثال المجاهد (عثمان دقنة) ورفاقه البواسل.

    وقد أشاد عمر بالعفاف والحياء، في خطبته المتقدمة، والعفاف والحياء من مكارم الأخلاق، كما كان يشيد بحفظة القرآن، ويرفع من قدرهم، وبأماكن تحفيظ القرآن، وبالزهاد، والعلماء؛ في خطب أخرى، فلولا أنه كان يحبهم لما أشاد بهم، ولولا أنه كان يحب القرآن لما اقتبس منه في وصفه لنهر القاش فقال: (زرع أهلي على فخذيه حدائق غلبا، وفاكهة وأبا، متاعا لهم ولأنعامهم)
    فاللهم لو لم يكن لعمر الحاج موسى من الحسنات إلا ما ذكرت، فنسألك أن تجعل موته وما قاساه من كرب الموت كفارة لزلة كبيرة، وكبوة عظيمة منه، نظن أنه قد وقع فيها متأولاً للمعاني، فإنك تعلم أن الملاحدة يبغضون مكارم الأخلاق، ويبغضون حراس المكارم من أمثال اللواء محمد عبد القادر عمر، ورفاقه من القادة النبلاء، ويبغضون القرآن، ولا يقتبسون منه شيئًا.

    وأقول لذوي عمر: كونوا له كما كان مُطَرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير لأبيه، فقد قال أبو سليمان الداراني: لبس مُطَرِّف بن عبد الله الصوف، وجلس مع المساكين، فقيل له في ذلك، فقال: إن أبي كان جبارًا فأحب أن أتواضع لربي عز وجل، ولعله يخفف عن أبي تجبره[6].

    ولا يعني هذا أن عمر كان جبارًا، وإنما هو رجل أخذ بلبه البيانُ، فزل به اللسان، وأن ما وقع فيه من خطأ -وإن لم يكن يقصده- يمكن أن يقع فيه كثيرٌ من الناس من حيث لا يشعرون، فأحببت أن أنبه عليه، ليحذر أهل الأدب وعشاقه أن تسكرهم سلافة البيان فتصرعهم.
    ــــــــــــــــــــــــــ
    [1] القاش: نهر غشوم لا تثنيه التروس، كثيرًا ما يغرق بعض قرى كسلا في موسم الأمطار.
    [2] النون: هي شبه حفرة على الخد تظهر عند التبسم أو الإجهاش، وربما تظهر أيضا مع حركة الفم، وهي لفظ في العامية السودانية.
    [3] المُصَلِّي من الخيل: الذي يجيء بعد السابق؛ِ لأَن رأْسَه يَلِي صَلا المتقدِّم، وهو تالي السابق، وقال اللحياني: إِنما سُمِّيَ مُصَلِّياً لأَنه يجيء ورأْسُه على صَلا السابقِ، وهو مأْخوذ من الصَّلَوَيْن لا مَحالة، وهما مُكْتَنِفا ذَنَبِ الفَرَس، فكأَنه يأْتي ورأْسُه مع ذلك المكانِ. يقال: صَلَّى الفَرَسُ إِذا جاء مُصَلِّياً (لسان العرب – صلى 14/466).
    [4] أخرجه مسلم في الصحيح برقم (2620).
    [5] متفق عليه؛ أخرجه البخاري (6169)، و مسلم (2640).
    [6] أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/200).



    **
                  

العنوان الكاتب Date
مهما الزمن طالع قمر وغيب قمر ما بجيب قمر يشبه (عمر) عبد الناصر الخطيب05-20-09, 04:21 PM
  Re: مهما الزمن طالع قمر وغيب قمر ما بجيب قمر يشبه (عمر) عبد الناصر الخطيب05-20-09, 04:44 PM
    Re: مهما الزمن طالع قمر وغيب قمر ما بجيب قمر يشبه (عمر) عبد الناصر الخطيب05-20-09, 06:55 PM
      Re: مهما الزمن طالع قمر وغيب قمر ما بجيب قمر يشبه (عمر) عبد الناصر الخطيب05-23-09, 08:35 AM
        Re: مهما الزمن طالع قمر وغيب قمر ما بجيب قمر يشبه (عمر) عبد الناصر الخطيب05-23-09, 08:39 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de