إحتقــان ذاكــرة .. ... .. ... .. ... ( سَرْد)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-28-2024, 08:54 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-27-2009, 07:33 PM

Abuzar Omer
<aAbuzar Omer
تاريخ التسجيل: 07-26-2008
مجموع المشاركات: 2109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إحتقــان ذاكــرة .. ... .. ... .. ... ( سَرْد) (Re: Abuzar Omer)



    إنى أراها تعد لى الحمام، تملأ الجردل بالماء و تضع الطشت الكبير. وفى طريقى الى الإستحمام أسقط فى حفرة غير عميقة وأكسر رجلى، أزحف فى قاع الحفرة مثل سعدى، لا أحد يريد أن يخرجنى الكل ينظر وينصرف. شخص آخر يسرع و يغتسل بالماء الذى أعدته نعيمة. و أنا أزحف مثل سعدى و لا أحد يسعى الى.



    نعيمة ترهقنى، تجهد عقلى لا تغادر مخيلتى فى صحوى و منامى. لا أدرى ماذا فعلت و لكنى أدرك أنى أحبها الأن اكثر. أحبها حين تسأل عنها ذكرى و هى تبكى، يحين يزحف سعدى و لا تخرج منه الكلمات، أدرك أنه يحتاج اليها و أنا أيضاً أحتاجها.



    لماذا لا تجيبنى يا شيخ! أعرف أنك تستطيع أن تفسر الأحلام، و لكنك لا تود أليس كذلك؟ لا ترغب فى التحدث إلى لا ترغب الإستماع. رأسى سينفجر و تخرج سيرتى بين يديك قبل نزول ملك الموت. أنا كائن بلا أسرار بلا أحلام. أبكى حين تأتينى نعيمة بضحكتها الصافية، حين تبكى ذكرى بهستريا، تبكى لفترات يصعب أن يتصورها عقل. علمتنى البكاء بلا حدود حين يزحف سعدى و تصرع لسانه الكلمات و لا تخرج من سجنها العظيم.



    سعدى مثلى لا يزهر فى محياه غير الحزن. لم أعرف الضحك فى طفولتى، لم تكن أمى تحبنى. هى كانت وسيمة ووالدى كذلك، و أنا أخترت أن أخالفهم فى كل شىء لونى وشعرى و صلابة تقاطيعى. التعاليق كانت تثقبنى منذ أن وعيت الى الحياة. حتى جدتى كانت تزعم بأننى شؤم، قتلت أبى بعيونى الجاحظة فلم يعيش بعدى سوى أيام. حين كانت أمى تخرج لم تكن ترغب فى أن أرافقها الى أى مكان. ظللت حبيساً فى هذا السجن و هذه القضبان منذ أن وعيت على الدنيا، نعيمة كانت الدنيا. وحدها من وجدت فى شىء يثير الإهتمام. جدتى كانت تقول " نعيمة غبية، لأنها لا ترى جيداً "كيف لطفلة أن تكون عمياء وهى ترى الطفولة خلف الستارة البائسة. سعدى يزحف و قلبى يتقطع، هذا الطفل يمضى للشقاء. نعيمة تتركه فى أوج إنكساره تأخذنى اليها وتفتح أشرعتهم الى الشماتة.



    ليتك هنا يانعيمة، ليتك هنا لسعدى و ذكرى ما كنت سأبكى الموت. لكنى الآن أبكى الظلم أبكى سعدى و ذكرى، أبكيك يا نعيمة، لا زلت أحمل لك الكثير ولازلت أمتلئ بالطفولة حيث أوجدت الإبتسامة فى وجهى لم أكن أضحك إلا معك، لم أحب الأصدقاء كلهم كان يحبك أنت.
                  

العنوان الكاتب Date
إحتقــان ذاكــرة .. ... .. ... .. ... ( سَرْد) Abuzar Omer04-08-09, 06:11 AM
  Re: إحتقــان ذاكــرة .. ... .. ... .. ... ( سَرْد) Abuzar Omer04-10-09, 01:31 AM
    Re: إحتقــان ذاكــرة .. ... .. ... .. ... ( سَرْد) Abuzar Omer04-12-09, 05:38 AM
      Re: إحتقــان ذاكــرة .. ... .. ... .. ... ( سَرْد) Abuzar Omer05-05-09, 04:47 PM
        Re: إحتقــان ذاكــرة .. ... .. ... .. ... ( سَرْد) Abuzar Omer06-27-09, 07:33 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de