|
جامعة القاهرة تحتفل بالأديب الراحل الطيب صالح (ود أم بكول)
|
يا عجبي ، أربعون جامعة سودانية تخجل أن تحتفل بالأديب (ود أم بكول) لأنه لم يُؤذن لها بذلك . قرأت منذ أيام أن جامعة القاهرة في إطار احتفاليتها بالأديب السوداني وليس المصري ، دعت السيد عمرو موسى ، حيث حرص الرجل السياسي " الناصح " عمرو موسى أن يقول كلمات أبكتني كثيراً . فقد أكد أن اسهامات الراحل أثرت الوجدان العربي وانطبعت عميقاً في ذاكرة الصحافة الوطنية والعربية بقدر ما أبرزت الوجه الحضاري للسودان . واعتبر السيد عمرو أن أعمال الطيب صالح تمثل منطلقاً نهضوياً يعي أسباب التخلف ويؤسس نسقاً معرفياً وثقافياً مغايراً يستهدف تغيير نظرة الانسان للأشياء وللواقع من حوله . إن إسهام " صالح " الجاد والمقدر على صعيد تطور بناء الرواية السودانية والعربية قادها لآفاق العالمية وهو ما جعله بحق مرشحاً وعن جدارة لنيل أكبر الجوائز العالمية في الأدب مشيراً إلى أهم رواياته " موسم الهجرة للشمال " والتي وجدت مكاناً بين أفضل مائة رواية عالمية ليصبح صالح من أهم الكتاب على الصعيد العالمي مثل تشكوف ، وديستوفسكي إلى غبرائيل قارسيا ماركيز ونجيب محفوظ .
تعليـق : هكذا يعرف الأوفياء قدر الرجال . الطيب صالح لم يدخل إلى قلوبنا وقلوب الملايين عبر دبابة أو كلاشينكوف ، وإنما عبر نسماته الباردة التي حملها لنا الزين وود الرواسي ومحجوب ، ومصطفى سعيد وكل ما تجود به تلك القرية التي استطاع ان يجعل منها ومن شخصياتها الإنسانية الغنية عبر خياله المحلق ، طرحاً قابلاً للقراءة في جميع أنحاء العالم تماماص مثل ما فعله أقرانه من الروائيين العظام الذين تم ذكرهم . في كل أنحاء العالم لم نسمع بزندقة الطيب أو نقداً يحط من كتاباته أو رواياته إلا عند أهله في السودان . وهذا متوقع كما قال أديبنا ابراهيم اسحاق لفضائية الجزيرة عندما سأله المزيع لماذا لم يجد الأديب الراحل ذلك التقدير والاحترام كما وجده في جميع الدول العربية ، أجاب بأن عطاء الطيب بزغ والسودان يرزح تحت نُظم عسكرية لمدى أكثر من أربعين عاماً ولذلك لم تجد كتاباته التقدير الواجب . فلا كرامة لنبي وسط قومه . وزامر الحي لا يطرب أهله . وداعاً الطيب الطيب . وإلى لقاء آخر .
|
|
|
|
|
|