|
رجال حول الوزير
|
رجال حول الوزير
❊ ربما لاحظ القاريء الكريم عدم التواصل والتسلسل اليومي لهذه السلسلة من »رجال حول الوزير« وذلك طبعاً لسبب بسيط هو ارتباط مواضيع السلسلة بمواقف »الرجال حول الوزير«..
❊ نعم.. كتبت كثيراً عن نماذج هؤلاء في أشكالها »الانبعاجية« المختلفة.. باختلاف كاريزما ونرجسية كل رجل حول وزير عن الآخر.
ولكن هذا الرجل هو الأسوأ من نوعه، الرجل وهو يدير مكتب الولاية الطرفية التي بالكاد تلملم جراح أبنائها الفرقاء ومرتزقي الداخل من ممولي حروبها الصغيرة.. الرجل يحول المكتب إلى قنصلية يتضاءل فيها نفوذ سيده الأول.. ومن ثم بخبرة يجيدها استطاع أن يحيك ضد الكل المؤامرات ويوجِّه التهم ويصفع الموظفين والعمال ويلقي بهم في قارعة الطريق يتلقفهم فقر المدينة المدقع..
وهو يمارس »شنيعته« تلك فكان الذي يُمهل ولا يُهمل أن ينسج له خيوط القدر التي قيَّدت هذه البلاغات.
ولأن سيد البيت السياسي الكبير ود قبائل احتكم إلى قاعدة العُرف سيد القوانين.. فجعله يرتع بقيده في دواوين أخرى..
»والرجل حول الوزير سابقاً« وهو في دهاليز عمله الجديد يجد نفسه وسط أكوام من الأوراق والاستشاريين والأكاديميين والفلاسفة المفلسين.
ويضرب (سداسي في خماسي) على ما أنفق في مكتبه الذي أصبح خاوياًَ على عروشه إلا من الموظفين النزيهين الجدد.
❊ أنا أعرف كثيرين من »الرجال حول الوزير« يعانون مركبات النقص العلمي والاجتماعي تجاه بعض المثقفين وأصحاب القلم و»الدواية« ولأن الرجل شرب لوحاً قديماً لمكافحة »الجضب« تعامل مع الأمر وكأن شيئاً لم يكن.
هذا نموذج ممتاز لرجل حول الوزير استطاع أن يحكم ولاية كاملة من داخل مكتب صغير في العاصمة القومية وذلك لما يتمتع به من عقلية إقصائية أدخلت الكثيرين في مواقع يصبح الخروج منها أصعب من دخول الجمل في سُم الخياط.
❊ ولا أستبعد أن حرباًَ معلوماتية هي التي عصفت بالرجل.. »كانت تلك فعلة مفتعَلة« واللبيب بالإشارة يفهم!!.
|
|
|
|
|
|