هذا موقف يحير .. وشبيه بفعايل المصريين ( وبالطبع لا اعمم ) . ويمكن ان يقع فيه اي سوداني لم يحتك بالشاعر الكوني ، حميد ، احتكاك التفرس والتحديق العميق بالنسبة لي ، يمكن ان تنطلي عليّ حيلة المتشبه بحميد ، لو لم يكن الصديق ياسر عبد الفتاح ( شقشقة الخرطوم ) والزميل الصحفي بجريدة البلاد السعودية حيدر ادريس ، وهو ابن عمة حميد ، بترتيب موعد بيننا، عندما جاء واستقر لفترة بالمملكة . هذا لأننا ، وكما جاء في الريبوتاج ، لم نتعرف الى حميد الا من خلال الكاسيت وغناء مصطفى وعقد الجلاد.. وحتى عندما كنا حضورا لامسيتين شعريتين اقامهما الشاعر الفذ في كوستي ، في زمن قديم، كنا بعيدين كفاية لكي لا نتمعن ملامحه جيدا وبطبيعة الحال ، تصاب بالذهول ، لو وقفت امام شخص تعده من بين الاساطير النادرة ، وتراه يستجدي الناس ويتخابث عليهم بالمرض ، مستدعيا رصيدا وهميا من النضال ، وهو ما يختلف كليا عن شخصية حميد كما عرفتها وعرفها كثيرين قبلي ممن حفروا له ولمنجزه الشعري الكوني عميقا في وجدانهم .. لأن هذا الرصيد ، بالذات ، ساهم الى حد بعيد في تشكيل هذا الوجدان حميد يشبه شعره ، سلوكا وجمالا ورفعة وعزة نفس .. وحتى اولئك الذين رموه ذات يوم بما يشبه الخيانة ، لمجرد ان علاقة ما تربطه بالثري السوداني / السعودي صلاح ادريس ، لم يربحوا شيئا لأن الحصى الذي القوه في يم الشاعر الانسان ما كانت لتهز بحرا يدرك جيدا درجة استيعابه للمياه وتوابعها ، صفناً وزبداً و.. لؤلؤ وأشياء أخر حميد نسيج الانسان السوداني الذي كان فينا .. هو ثروة قومية ، وبما تعنيه الكلمة ،، ولعلي استعير عبارة قالها ذات يوم شاعر الوقت التجاني سعيد عن الطيب صالح : إنه عندي أهم من آبار النفط . حميد أيضا اهم من النفط .. إنه اشرف من لسنات الفَجَرة .. وكل رموز الراسمالية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة