|
Re: توضيحات هامة حول حركة القوى الحديثة الديمقراطية -حق (Re: yumna guta)
|
الاخ منعم......التحيات الطيبات عذرا على الرد المتأخر و لكن كما تعلم هكذا دوما ظروف الحياة تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن تدور مجمل تساؤلاتك حول فكرة المقاومة المدنية و مكاسبها سواء كانت للحركة بشكل خاص او للشعب السودانى بشكل عام , و انا اقول لك ان اسلوب المقاومة المدنية اسلوب قديم تم اعتماده كشكل من اشكال المقاومة سواء فى المجال السياسي او غيره و فى انحاء عديدة فى العالم نسعى نحن فى حركة القوى الحديثة الديمقراطية(حق) كأولوية سياسية مطلقة إلى إستعادة الديمقرطية التعددية، كاملة غير منقوصة، ووفق المواثيق الدولية المعتمدة لحقوق الإنسان، والتى تشمل فى أوضاعنا الراهنة ضرورة حل سلمى ديمقراطى عادل للحرب الأهلية فى البلاد.
ويتحقق ذلك بأحد إحتمالين: إما بإسقاط سلطة الإنقاذ، أو عبر تسوية سياسية شاملة. (1) إسقاط الإنقاذ: ويتم عبر آلية المواجهة الشاملة، وهى جماع المقاومة المسلحة للقوميات المهمشة والأحزاب المعارضة، والمقاومة المدنية للجماهير خصوصا تكوينات وتنظيمات القوى الحديثة، إضافة إلى إسهام المجتمع الدولى، وتتكامل هذه الوسائل وتتصاعد حتى تصل ذروتها وتتوج بالانتفاضة الشعبية والإزاحة النهائية للسلطة. - ومن بين حزمة هذه الوسائل المتكاملة فإن الحركة تتبنى المقاومة المدنية.
(2) التسوية السياسية الشاملة: أ- إجراءات بناء الثقة: نتيجة عدة أسباب أبرزها الطبيعة الخاصة لسلطة الإنقاذ (الجبهة الإسلامية)، كطغيان يستند على حزب عقائدى، وبسبب تعاظم المأساة الانسانية جراء الحرب، وتآكل الدولة الوطنية، وهجرة أعداد كبيرة من نخبة البلاد السياسية والثقافية، وازدهار الولاءات المغلقة والانكفائية، وتداخل الشأن الداخلى مع الشأن الأقليمى والدولى، لكل هذه الأسباب فإننا نرى بأن التسوية السياسية الشاملة هى المخرج العقلانى والأفضل من الأزمة الشاملة فى البلاد.
والتسوية الشاملة لا تتحقق بإستجداء السلطة الحاكمة، ولا بالانتظار العاطل وتمنى الأمنيات، التسوية تتحقق بمواصلة شتى الضغوط، وبالأبقاء على الخيارات الأخرى، وعلى رأسها الانتفاضة، مفتوحة وقائمة على الدوام.
وبرغم قبول السلطة اللفظى لمبدأ التسوية فإن تجارب أهل السودان مع الإنقاذ والحركة الإسلامية الحاكمة فيما يتعلق بالمصداقية تستوجب اليقظة والحذر، فقد ظلت الإنقاذ تظهر خلاف ما تبطن وتدعى خلاف ما تنوى، ولذا فإن مؤسسات المجتمع المدنى والحركة الجماهيرية مدعوة إلى استمرار فاعليتها وتعبئة قواها والضغط على السلطة حتى تثبت صدقية أقوالها بأفعالها.
ونرى بأن هناك إجراءات ضرورية ولازمة لتأكيد قبول السلطة العملى بالحلول السياسية، وهذه الإجراءات: (1) فك الحظر عن النشاط السياسى. (2) تعديل قانون الأمن الوطنى بحيث تكفل الرقابة القضائية على أجهزة الأمن. (3) إلغاء قانون النظام العام ومحاكم النظام العام. (4) تسريح القوات المخصصة للقمع. و فى ظل كلا من الخياريين نحن نرى انه هناك دور هام للعمل المدنى و يأتى ذلك نسبة لهجرة النخبة السياسية و الثقافية خارج البلاد كما ان تشابك الاجندة الوطنية و الاقليمية يهدد بجعل البلاد مسرحا لتقاسم و تنافس النفوذ حتى بعد تحقيق الاجندة السياسية للكفاح المسلح و بروز فراغ واضح لفعاليات المجتمع المدنى واضعين فى الاعتبار ان غالبية القوى المسلحة الفاعلة ذات قاعدة قومية او جهوية فانه ان لم تنمو و تتقوى مؤسسات المجتمع المدنى لتلحم النسيج الوطنى فان البلاد مهددة بالتفتت على اساس الصراعات الرأسية , كما ان اليات المقاومة المدنية فى حال نمائها و اتساعها ترجح من احتمالات التسوية السياسية و هى بالتالى الخيار الاكثر اقتصادا فى التكاليف الانسانية لانتصار الديمقراطية و الاستقرار اللاحق للبلاد , هذه بشكل عام الاسباب التى دفعتنا لتبنى خيار المقاومة المدنية اما بشكل خاص فان المقاومة المدنية هى الاقرب لطبيعة (حق) بحكم خطها الفكرى و السياسي و بحكم بنيتها التنظيمية اما فيما يخص اشكال النضال المدنى فى بلادنا فبالرغم من حملات الارهاب الوحشية و قمع و تخريب او احتواء مؤسسات المجتمع المدنى الا ان السلطة عجزت عن ايقاف الهبات الجماهيرية فتكررت هبات الطلاب بشكل يكاد يكون سنوى (سبتمبر95 , سبتمبر96 , سبتمبر 97 , سبتمبر 99 ..........حتى اخر الهبات الجماهيرية 2003)اضافة لانتفاضات المدن( القضارف , مدنى , الابيض , عطبرة , بارا , الفاشر ....الخ ) و تحركات المهنيين ( اضراب الاطباء ابريل90 ,اضراب اطباء العاصمة القومية 96 ,تحركات المحاميين اثناء و بعد الانتخابات النقابية 98 الاضرابات الجزئية للمعلمين فى الاقاليم و العاصمة القومية 89/99 ) مواكب النساء رفضا للخدمة الالزامية و النظام العام , حملة المليون توقيع من اجل التسوية السياسية و الفعاليات المصاحبة لها من ملصقات و كتابة حائطية و توزيع تى شيرتات للشماسة و المتسولين بشوارع العاصمة القومية التى نظمتها الحركة عام99 , افتتاح دار التنوير الثقافية و مباشرة نشاطها الثقافى و نشر الوعى و التنوير رغم المضايقات الامنية المستمرة التى تصل لحد اعتقال امينها الثقافى الاستاذ نادر محمد خالدعقب كل فعالية اسبوعيا , الكتابة على حوائط الجدران بشعارات معادية للديكتاتورية والحرب .....الخ بشكل عام يمكن القول ان المقاومة المدنية كاحد اشكال النضال ضد سلطة الانقاذ اضافة لاشكال النضال الاخرى شكلت واقع سياسي مهموم بقضايا السلام و ايقاف نزيف الدم و الفقر و الجوع نتيجة الحرب المستمرة منذ سنوات و فتحت الباب اما تسوية سياسية نحسب انها اولى الخطوات لاستعادة الديمقراطية فى بلادنا و نحسب انه ما من عاقل يغفل الدور الهام الذى لعبته مؤسسات المجتمع المدنى سابقا او الذى ستلعبه فى المرحلة القادمة و الحاسمة فى عمر الحياة السياسية فى البلاد
(عدل بواسطة yumna guta on 09-27-2003, 09:03 PM)
|
|
|
|
|
|