السنجك حقيقة لي ملاحظات كثيرة على العلاقة بين الرجل السوداني و المرأة السودانية و دعنا نركز هنا و على حسب ما جاء في طرحك على علاقة الزمالة و الصداقة بين الاثنين في مكان العمل و الدراسة ثم على علاقة الأخ بأخته في المنزل.
غالبا في بيئة العمل و الدراسة يكون الرجل السوداني ديمقراطيا جدا مع المرأة و يحرص على أن يعكس في اسلوبه و تصرفاته مع زميلته صورة الرجل المثقفاتي الليبرالي نصير حقوق المرأة و لكن في أحيان كثيرة عندما يوضع الواحد منهم في المحك يتضح زيف ادعاءته و يسقط قناع هذا الشاب المودرن الذي يرتدي الجينز ليكشف عن عقلية جده التي يحملها بين كتفيه.
سألت في مرة أيام دراستي الجامعية أحد زملائي الناشط سياسيا و ثقافيا عن سر هذا التناقض عندما أتضح لي في أحد المواقف هوية اللانتماء بين أطروحاته التي يتشدق بها في المنتديات و موقفه من أحدي الزميلات و التي رفضت حبه لها فما كان منه الا ن ناصبها العداء، فقلت له تتحدث عن حقوق المرأة السياسية و الاقتصادية و الأن تستنكر على هذه الزميلة ممارسة أبسط حقوقها و هي حقها في الاختيار؟ فقال لي بكل ألم نعم لكي حق في تساؤلك هذا و لكن ماذا نفعل و هي ترسبات نمت معنا منذ الصغر في مجتمعنا السوداني فلقد تربينا على أن لا ترفض المرأة للرجل طلبا مهما كان و اذا حدث هذا يحس الرجل باذلال و خدش لرجولته و يعمل جاهدا على استرداد كبرياءه بأي طريقة ممكنة و هذا ما حدث معي الأن.
أما عن علاقة الأخ بأخته فهي علاقة يغلب عليها طابع القمع في أغلب الأحيان فالفتاة ملزمة من قبل أمها و أبيها بخدمة أخيها و اعداد الأكل و الشاي له ولاصدقائه على مدار الساعة بالاضافة الى غسل و كي ملابسه اذا لم يوجد من يقوم بهذا من العاملين. حقيقة فتيات كثيرات يعانين من معاملة أخوانهن السيئة لهن من تسلط و قمع بل و حتى ضرب فظاهرة العنف المنزلي التي تتعرض لها المرأة في السودان لا تأتي في أغلب الأحيان من الأب أو الزوج بقدر ما تأتي من الأخ.
أرجو أن لا يفهم من كلامي هذا أن كل أخوان البنات سيئين فهنالك الكثير منهم من يحترم و يهتم بأخواته كثيرا و لكن ظاهرة قمع الأخ لأخته حقيقة منتشرة بكثرة في السودان. لكن أرجع و أقول أن هذه الظاهرة السلبية تنتج دائما من التربية الغير عادلة و في أحيان كثيرة و يا لدهشتي تكون الأم نفسها من تفضل ولدها على بنتها بل و تأمرها طوال الوقت باطاعة أوامر أخيها و خدمته و خدمة أصدقائه المتجمعين في الصالون أو قدام باب البيت يلعبون الكوتشينة . و يحدث هذا حتى و لو كانت البنت مريضة أو عندها امتحان بكره ، فقد سمعت كثيرا من الأمهات يقلن لبناتهن يا بت القراية ملحوقة، قومي أعملي الغداء لأصحاب أخوكي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة