|
|
 Re: المفاوضات السودانية تمر بمرحلة حرجة (Re: elsharief)
|
محادثات طه وقرنق تتواصل.. وتوقع صدور بيان مشترك يحتوي على نقاط الاتفاق والاختلاف تفاديا لإعلان الفشل
لندن: عيدروس عبد العزيز
تمر المحادثات بين نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه وزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق بمرحلة دقيقة وحرجة، الا ان المسؤولين قالوا انه ما زال من المحتمل التوصل الى اتفاق.
وتدخل المفاوضات يومها الحادي عشر اليوم، وحتى مساء امس لم يستطع الجانبان التوصل الى صيغة مقبولة لحسم الخلافات التي تدور معظمها حول موضوع الترتيبات الامنية. ووصف ياسر عرمان الناطق باسم الحركة الشعبية، المفاوضات بأنها «في غاية الاهمية» لذا فانه لا يريد استباقها بتصريحات حتى «تستبين الامور». وقال لـ«الشرق الأوسط» من مركز المفاوضات بمنتجع نيفاشا الكيني، «نعالج موضوعات وقضايا استراتيجية لا نريد استباقها بتصريحات حتى تستبين الامور». وقال «حينما تتضح الامور سنطلع الرأي العام بكل جزئياتها». وابان زميله في الحركة سامسون كواجى ان المحادثات «تباطأت بسبب قضية الترتيبات الأمنية»، واضاف «إذا تمكنا من الاتفاق حول هذه المسألة فسيمكننا التقدم بالسرعة الكاملة في جميع القضايا الأخرى لأن هذه قضية معقدة» ومن بين القضايا موضع الخلاف تحت هذا البند، مسألة ما إذا كان سيتم إقامة جيش مشترك أم جيشين منفصلين، وإذا ما تقرر سحب القوات الحكومية من مواقعها الجنوبية فما حجم القوة المشتركة وأين سيتم نشرها.
واكد مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» ان المفاوضات مستمرة الى حين التوصل الى مشروع اتفاق. وفي حال تعذر ذلك سيكتفي الجانبان باصدار بيان يحتوي على نقاط الاتفاق تفاديا لاعلان الفشل. واكد المصدر ان 60 في المائة من القضايا تم حلها، وقال انه «متفائل» لان بقية القضايا المختلف عليها تعد «جزئية.. ولن تكون الجزئيات سببا في الفشل». وتابع ان «المحادثات تجري لاول مرة في غياب الاميركيين والاوروبيين» مشيرا الى انها «محادثات سودانية مائة في المائة» وان الوسطاء في الهيئة الحكومية للتنمية (ايقاد) التي ترعى المفاوضات موجودون في مركز المفاوضات لكنهم لا يشاركون في النقاشات. واشار الى ان طه وقرنق التقيا امس لعدة ساعات في اجتماع مغلق ثم انضم اليهما عدد من اعضاء الوفدين، دون الافصاح عما دار في الجلسات، غير انه اكد تواصل المفاوضات ليوم آخر على الاقل. وقال كبير الوسطاء الكينيين لازاروس سيمبويو «هناك صعوبات في اي مفاوضات لكن ليس لدينا اي صعوبة محددة يمكن ان توقف هذه المحادثات». وقال المحامي الجنوب افريقي نيكولاس هايسوم المستشار القانوني لسومبيو «المحادثات تمر بمرحلة دقيقة فكل من الجانبين يحجم عن التخلي عن مواقفه لكنهما حريصان على التوصل الى اتفاق وهو امر محتمل».
من جهتها قالت مصادر في المعارضة السودانية لـ«الشرق الأوسط» ان التعقيدات التي تشهدها المفاوضات السودانية هي نتيجة خلافات بين الاجنحة المتصارعة في الخرطوم التي يقود طرفاها الرئيس البشير ونائبه علي عثمان طه. واشارت المصادر الى ان قيادة طه لوفد المفاوضات الى كينيا اغضبت مستشار الرئيس للسلام غازي صلاح الدين الذي اقنع الرئيس البشير بان طه يتفاوض من اجل مصيره الشخصي، واقنعه ايضا بأن طه يتفاوض باسم القوات المسلحة ووافق على فصل الجيشين وانسحاب الجيش الحكومي من الخرطوم رغم ان وفده من الامنيين وليس من بينهم اي عسكري من الجيش مما ادى الى ارسال وزير الدفاع اللواء بكري حسن صالح الى المفاوضات وايقاف كل الترتيبات الامنية التي وافق عليها نائب الرئيس. واشارت المصادر الى ان الغاء مراسم السلام في الخرطوم قبل ايام هو بمثابة اعلان رفض الرئاسة للخطوات الدائرة في كينيا. وتوقعت المصادر فشل المفاوضات وعودة نائب الرئيس خاوي الوفاض خاصة بعد رفض الحركة لمطلبه اصدار مذكرة تفاهم تحتوي على نقاط الاتفاق فقط، في نهاية المفاوضات الا ان الحركة تصر على «بيان مشترك» يشمل نقاط الخلاف والاتفاق، وقالت انه في حالة عودة النائب الاول الى الخرطوم دون احراز نجاح فان مستقبلا آخر سيكون في انتظاره. من جهته قال مسؤول بارز في الحزب الحاكم في الخرطوم ان جون قرنق يتردد في توقيع اتفاقية سلام مع الحكومة السودانية، ويتبع سياسة «تقديم خطوة وتأخير الاخرى» لانه يخشى الا يكون هو الخيار الأميركي لمرحلة ما بعد توقيع اتفاقية السلام، خاصة انه يعلم ان قيادات جنوبية معارضة من الوجوه القديمة اوحت للولايات المتحدة بأنها الاصلح لمرحلة ما بعد السلام من جون قرنق. واضاف الدكتور كمال عبيد، امين العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني في مؤتمر صحافي عقده بالرباط (المغرب)، ان قرنق يدرك ان الآثار السياسية التي ستقع بعد توقيع اتفاقية السلام، ليست هي التي ستحدث لو جاء فاتحا عسكريا للخرطوم، وهذا ما يفسر صعوبة المباحثات وتعثرها في نيروبي، واحتمال تعرضها لنكسة كبرى وكشف عبيد ان اميركا لمحت اخيرا للحكومة السودانية بأنها عازمة على انجاح مفاوضات السلام بين الحكومة والحركة الشعبية لان الرئيس بوش في حاجة حاليا لتحقيق انجاز هام على الصعيد الدولي ليلمع به صورته امام الرأي العام الاميركي قبل ان يخوض جولة انتخابات الرئاسة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، خاصة بعد تراجع شعبيته في الآونة الاخيرة، من جراء المأزق العراقي وكشف المسؤول السوداني ان الحركة الشعبية حاولت في جولة المفاوضات الخامسة ان تلغي كل عقود البترول التي وقعتها الحكومة السودانية مع شركات نفط اجنبية، لكن اميركا ردت عليها بأن المعايير الاقتصادية لهذه العقود هي الافضل في المنطقة، وبالتالي فان لاميركا مصلحة في الاستفادة من هذه العقود مستقبلا
|
|
 
|
|
|
|
elsharief
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست