|
قرنق وطه يتفقان على الرئاسة والنيابة والترتيبات الأمنية:
|
الأحد 07 سبتمبر 2003 08:55 القاهرة- ايلاف: أكدت مصادر سودانية مصرية متطابقة إحراز تقدم في المفاوضات الجارية بين نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه وجون قرنق، زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان، والتي دخلت اليوم يومها الرابع، لافتة إلى ان طه وجارنج قررا تمديد محادثاتهما إلى مساء اليوم الأحد لحسم القضايا العالقة والمسائل الخلافية ليتركا الأمور الفرعية لوفدي التفاوض خلال الجولة الثامنة المقرر أن تبدأ الأربعاء المقبل في نيروبي.
وكانت مصادر من المعارضة السودانية القريبة من المحادثات أكدت ان طه وقرنق حسما مسائل مهمة منها ان يتولى جارنج منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية، وأن يتم اختيار حاكم الجنوب عن طريق الاقتراع، إضافة إلى تقليص بعض الصلاحيات التي يطالب بها الجنوبيون لمنصب نائب الرئيس.
وكانت المفاوضات بين طه وقرنق, قد انتقلت الى احدى ضواحي مدينة نيفاشا شمال غرب نيروبي ليواصلان مفاوضاتهما لليوم الرابع على التوالي, في وقت حذر فيه مراقبون من نتائج اخفاق هذه اللقاء مؤكدين على أهمية التوصل الى حل يرضي الطرفين.
كما اتفق الجانبان على عدم السعي لازاحة الرئيس السوداني، أو نظام الحكم القائم حالياً، بل وتتعهد الحركة الشعبية بعدم محاولة اقصاء الرئيس عمر البشير، كما توصل طه وقرنق الى قناعة بتقليل الامتيازات التي تطالب بها الحركة للنائب الاول الذي سيتولاه جارانج بمجرد توقيع اتفاق السلام وخلال الفترة الانتقالية التي تعقبه ومدتها 6 سنوات، كما ينص اتفاق ماشاكوس.
وأوضحت المصادر أن الاتفاق يقضي بأن يحترم الرئيس والنائب الاول قرارات بعضهما، دون أن يشترط موافقة النائب الاول على أي قرار يتخذه الرئيس، وفي ما يتعلق بالترتيبات الامنية، فقد اتفق الطرفان على عدم إنشاء وزارة للدفاع في جنوب السودان .
وعلى صعيد متصل دعت الحكومة السودانية احزاب المعارضة إلى عدم تفويت الفرصة السانحة للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي يضع حداً للحرب الأهلية في جنوب السودان، في وقت دخل اتفاق وقف اطلاق النار بين الحكومة ومتمردي دارفور موضع التنفيذ، وباشرت السلطات الحكومية اجراءات لتعزيز الثقة، حيث اعلنت الافراج عن 54 متمرداً.
تجدر الإشارة إلى أن محادثات طه وقرنق هي الأولى من نوعها، وتتركز حول عدة أمور أهمها تلك التي تتعلق بالرئاسه واقتسام السلطه والثروه والأجراءات الأمنيه ومناطق النزاع الثلاث وسط السودان.
وكانت محادثات السلام التى ترعاها منظمة التنمية الحكومية الافريقية (ايغاد) قد توقفت يوم 23 آب (اغسطس) الماضي بسبب اعتراض الحكومة على وثيقة "ناكورو" التي طرحها وسطاء المنظمة كمقترح لاتفاق السلام لانهاء الحرب الاهلية في البلاد.
واحرزت المحادثات بين الحكومة والحركة تقدما كبيرا تمثل في توقيع الطرفين عدداً من الاتفاقيات الاطارية من بينها بروتوكول "ماشاكوس" الذي قضى بمنح جنوب السودان حق تقرير المصير بعد ست سنوات انتقالية تلي توقيع الاتفاق النهائي للسلام، وهذه هي المرة الاولى منذ بدء الحرب الاهلية قبل عشرين عاما التي يشرف فيها جارنج بنفسه على المفاوضات مع حكومة الخرطوم.
نبيل شرف الدين
|
|
|
|
|
|
|
|
|