الفولاني.. وناس السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 08:06 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-27-2003, 12:10 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 49032

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الفولاني.. وناس السودان

    لقد شاهدت في الفضائية السودانية برنامجا تراثيا تخللته أغاني من التراث بعضها من أغاني الفولاني الذي استقروا في السودان منذ مئات السنين وهم في طريقهم من أو إلى الحج.. وقد كان البرنامج ممتازا..

    وقد عثرت في شبكة الإنترنيت على الكتابة التالية وهي لأستاذ مصري في جامعة فؤاد الأول ، يبدو أنها قد أخذت من كتاب.. أحببت أن أشرككم في قراءتها، فجانب منها يعكس ذهنية المصري التي تشربها من المدارس، وطريقة تعامله مع السودان والسودانيين.. ومن إسم الكلية يبدو أن الكتاب قد كتب في قبل استقلال السودان عن مصر وإنجلترا، وحتى قبل انقلاب الجيش على الملك فاروق هناك..

    =========
    صفحة 187 /

    ناسُ السُودان

    للدكتور محمد محمود الصياد

    أستاذ الجغرافيا المساعد بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول

    في النصف الجنوبي من حوض النيل، وفي أرض تبلغ مساحتها نحو مليون ميل مربع يعيش الشعب السوداني الذي يبلغ سبعة الملايين عداً أو يزيد. وهو تقدير ليس لدينا ما يدفع على الجزم به، فلم يشهد السودان حتى الآن تعداداً دقيقا كاملا كتلك التعدادات التي ألفناها في مصر والتي تجرى كل عشر سنوات.

    ولعل أول تعداد يمكن الاعتماد على نتائجه إلى حد ما هو ذلك الذي أجرى في سنة 1944 ولكنه لم يكن تعداداً شاملا، بل اقتصر على المدن الكبرى، والمراكز الحضرية كالخرطوم وأم درمان والعطبرة. ويقوم مفتشو المراكز ومدير والمديرات بإعطاء تقديرات سنوية للسكان في مناطقهم، ويتبعون في ذلك طرقا تختلف من إقليم إلى إقليم ومن عام إلى عام مما يقلل من قيمة هذه التقديرات في إصدار أحكام عامة عن البلاد، ولذلك ليس غريباً أن يصل عدد السكان في سنة 1948 إلى أكثر من سبعة ملايين ونصف مليون من الأنفس، على حين أنه لم يزد قليلا على ستة ملايين في سنة 1942، وليس مرجع هذه الزيادة بطبيعة الحال إلى نمو عدد السكان، وإنما مردها إلى الاختلافات في التقديرات لعدم وجود أساس ثابت تبني عليه.

    / صفحة 188 /

    وكل سكان السودان تقريباً من أبنائه، وليس فيهم من الأجانب إلا نحو خمسة وعشرين ألفا معظمهم من الهنود واليمنيين والأحباش، وقليل منهم من الأوربيين، هذا بالإضافة إلى عناصر أخرى إفريقية هي عناصر(الفَلاَّتة) و (البرقو) الذين يفدون إلى السودان من الغرب: من نيجريا وإفريقية الاستوائية الفرنسية، ولا رقيب عليهم ولا ضابط لعددهم، فسياسة حكومة السودان أن تشجع هذه العناصر لا على الدخول إلى البلاد فحسب بل على الاستقرار فيها.

    تمر هذه العناصر بالسودان في طريقها إلى الحجاز لتأدية فريضة الحج سعياً على الأقدام، أو على ظهور الدواب، وتنتقل في قوافل صغيرة تتكون في معظمها من عائلة أو عائلتين، ولا يهمها الوقت بقدر ما يهمها الحصول على القوت، وماذا عليها لو قطعت الرحلة إلى مكة في سنوات؟! وما ضرها لو عادت منها إلى أوطانها في سنوات أخرى؟! ويجد هؤلاء الحجاج في السودان عملا يدر عليهم المال اللازم لرحلتهم، وما أكثر الأعمال في السودان خصوصا في أرض الجزيرة، حيث يزرع القطن وهو محصول يتطلب من الأيدي العاملة المدربة العدد الوفير، وأبناء الغرب فيما يقال ذوو مهارة في الزراعة، وذوو جلد على القيام بعملياتها.

    ويجد (الغرباء) ـ وهكذا يسمون في السودان ـ تشجيعاً من الحكومة وعطفا فيقيمون ويستقرون، وكثير منهم يعزف عن العودة إلى بلده، ويتخذ من السودان وطنا ثانيا، ولكن السوداني الأصيل يأبى أن يختلط بهذا (الفَلاَّني) المتوطن، فيتركه يحيا منعزلا في (حلته) محتفظاً بلغته وعاداته، وهيهات أن يسمح له بالاشتراك في مناسباته الاجتماعية، وهيهات أن ينظر إليه كمواطن، بل إنه ليخشى مزاحمته ويود له لو عملت الحكومة على إقامة سد أمام هذه الهجرات. وقد يكون السوداني على حق فيما ذهب إليه، ففتح الباب على مصراعيه بهذا الشكل يؤدي إلى قيام مجتمع غير متماسك يحوي عناصر متباينة لا يمكن أن تحيا في سلام دائم.

    وهكذا نشأت في أراضي الجزيرة قرى الفلاتة المنعزلة، يحكمها مشايخ منهم وسلاطين. وقد زرت واحدة منها بالقرب من (سنار) هي حلة (مايرنو)،

    / صفحة 189 /

    ويحكمها سلطان منهم هو الشيخ محمد الطاهر، الذي وفد هو وجماعته إلى الجزيرة عندما بدأت مشروعات الزراعة في أراضيها منذ ربع قرن، حيث استقر هو وأتباعه، ومع إن القوم يتكلمون العربية، إلا أن لغتهم الأصلية ما زالت هي لغة التخاطب الأولى. ولقد لقينا السلطان بحفاوة، وتحدث معنا حديثاً شائقاً متشعباً، ذكر فيه مصر وأفضالها، والأزهر المعمور ورسالته؛ وود لو بعثت مصر إلى قومه من يفقههم في الدين، ويبصرهم بأحكامه، فالفلاتة شعب متدين، ولكن إلمامه بأمور الدين سطحي لا عمق فيه.

    أما فيما عدا هؤلاء وهؤلاء، فسكان السودان جميعاً من أبنائه الخلص، ولدوا فيه، وارتبطوا بأراضيه. وهم قليلو العدد جداً بالنسبة إلى تلك المساحة الواسعة، التي ينزلون فيها. ولعل السبب في ذلك يرجع إلى الحالة الاقتصادية التي عليها السودان الآن.

    فليست الثروة المعدنية بالمستغلة، بل ولا بالمعروفة؛ ولم تصل الزراعة ـ وإن تكن قد تقدمت في السنوات الأخيرة ـ إلى ما يرجى لها من مكانة، وما زالت لحرفة المرعي السيادة بين الحرف التي يأخذ بأسبابها السودانيون، ويزاولونها في ظروف تحول دون تقدمها ورقيها. ولا نستطيع أن نخلي المناخ والأحوال الجوية من المسئولية في هذا الشأن، فهي التي حتمت على كثير من السودانيين أن يحيوا حياة رحلة وانتقال، سعياً وراء الماء، وانتجاعاً لمواطن الكلا.. وهي التي حددت أيضاً أنواع الحرف الإضافية التي يتشغل بها القوم بجانب الرعى، وهي حرف لها أهميتها الخاصة، إذ أنها العامل المرجح بين العسر واليسر في كثير من جهات السودان.

    ويمكن أن نقسم قبائل السودان بصفة عامة إلى ثلاث مجموعات، على أساس الحرف التي يشتغلون بها: فهناك رعاة الإبل، وهناك رعاة البقر، ثم هناك الزراع المستقرون. وتمتد ديار رعاة الإبل في شرق النيل وفي غربه، من حدود مصر الجنوبية حتى خط عرض الأبيض، ولا يمكن للجمل أن يتعدى حدود مملكته

    / صفحة 190 /

    الواسعة هذه نحو الجنوب، إذ ينتشر الذباب الذي يحمل مرض (الغَفار) من أخطر الأمراض التي تتعرض لها الجمال. كما أنه لا يستطيع أن يتجاوز في حركاته دائرة العرض الثامنة عشرة في غرب النيل، حيث يسود الجفاف، وتضن الأرض، فلا تخرج من الحشائش ما يكفيه. وإن يكن هو الحيوان القنوع. ولكنه في الجانب الشرقي من النيل يستطيع أن يمد نفوده، وأن يتصل لشقيقه في صحراء مصر الشرقية، إذ كانت الطبيعة في هذه الجهات أوفر كرما وأعظم سخاء، فاستطاعت مرتفعات البحر الأحمر أن تجبر السماء على أن تسقط شيئاً من المطر بين الحين والحين. وهو مطر وإن يكن قليلا في كميته، إلا أنه عظيم في قيمته فقد جعل هذه المنطقة من أراضي السودان شبيهة بالصحراء بدلا من أن تكون صحراء حقة كما في الغرب.

    ويختلف الجمل في غرب النيل عنه في شرقه، فهو في المنطقة الأولى من النوع الثقيل، الذي يربي للحمه ولبنه ووبره، وهو في الأخرى من النوع الخفيف، يقتنى كدابة حمل وركوب.

    ورعاة الإبل في غرب النيل من العرب الرحل، وأوفرُ قبائلهم عدداً وأعظمها ثروة، قبائل الكبابيش، أما رعاة الشرق، فمن البچة الذين ـ وان كانوا يحيون نفس الحياة، ويسيرون على نفس النظام ـ إلا أنهم يختلفون في أصولهم الجنسية، فليسوا عرباً ساميين كقبائل الغرب، بل عناصر تغلب عليها الدماء الحامية، وما زالت لهم لغتهم الأصلية المعروفة (بالتبدادية) بجانب اللغة العربية، التي ينطقون بها في لهجة خاصة.

    أما أرض البقر فتمتد إلى الجنوب من دائرة العرض الثالثة عشرة. وللبقرة هناك مكان مرموق، فهي وحدها مظهر الغنى والجاه، وباعدادها يتفاخر القوم ويتباهون؛ بل وبرماد روثها في بعض الجهات يتطهرون ويتزينون، وهي أداة التبادل والتعامل، تدفع بها المهور عند الزواج، وتقدم منها الدية في القتل، وتقرب منها إلى الآلهة القرابين، وليس لفتى جنوب السودان من أمل إلا أن

    / صفحة 191 /

    يكون صاحب أبقار، وليس للرجل من هدف إلا أن ينمي عدد مواشيه. وبعض القبائل تحتفظ بقرون ما ينفق من الماشية دليلا على الجاه التليد والغني الموروث.

    ورعاة البقر يحيون كإخوانهم رعاة الابل في رحلة وانتقال، وقليل منهم المستقرون، وحتى في الجنوب حيث يغزر المطر، وتتكاثف الحشائش، تقوم الحياة على أساس الحركة والتنقل، فالفيضانات السنوية تضطر السكان إلى ترك منازلهم في السهول المنخفضة الكثيرة المستنقعات إلى منازل أخرى مؤقته في التلال والأراضي المرتفعة، ومع أن القوم يتشابهون في حرفتهم إلا أنهم يختلفون في جنسهم؛ فمنهم الجماعات العربية التي تنزل في جنوب دارفور وكردفان، ومن أشهر قبائلهم البقارة، ويحيون في نظام ليس بدويا خالصا، ولكنه شبيه بالبدوي إلى حد بعيد.. ومنهم الجماعات النيلية وينزلون في أعالي النيل، ويتكونون من شعوب وقبائل تنتمي إلى أصول واحدة وتتشابه في خلقتها بصفة عامة. ولكنها تتكلم بألسنة مختلفة ولكل منها عاداته الخاصة وتقاليده المتوارثة. وتختلف طرق حياتهم من إقليم إلى إقليم، ولكن يوحد بينهم جميعا أن هذه الحياة مهماً اختلفت ألوانها، وتعددت مظاهرها، إنما تتركز حول البقرة والعناية بشئونها، وهم يمارسون شيئاً من الزراعة، ولكن المرعى يمثل العمود الفقري في حياتهم الاقتصادية.

    ومن شعوب هذه المجموعة الشُّلك، ويعيشون على الجانب الغربي للنيل الأبيض وفي أسفل السوباط، وقد أخذوا يستقرون بالتدريج، وبدأ اعتمادهم على الماشية يقل عن غيرهم من الشعوب النيلية، وإن تكن قطعانهم لا تزال موفورة العدد... ومن شعوبها الدِّنكار والنُّوِير، ويحتلون المناطق المنبسطة في الأحواض الدنيا لبحر الغزال، وبحر الجبل، ونهر السوباط، ويحيون حياة بدائية بسيطة قوامها الماشية التي يحتفظون بها لذاتها وقلما يفرطون فيها بالبيع أو الذبح.

    أما الزراع المستقرون في السودان، فأراضيهم على جانبي النيل في واديه الضيق شمال الخرطوم، وفي هضاب كردفان ودارفور، وفي أراضي الجزيرة الجيدة التربة الموفورة الماء، وليس الوادي في شمال الخرطوم سوى شريط ضيق من

    / صفحة 192 /

    الأراضي الخصبة كثيراً ما تقطعها حافة الهضبة فتقسمها إلى أحواض مقفلة منعزلة ويسكن هذا الشريط جماعات مختلفة من النوبيين والعرب، وتنتشر العناصر الأولى في مركزي حلفا ودنقلة، ولهم (رطانهم) الخاص بجانب لغتهم العربية، ومع ضعف الروح القبلية عند هذه العناصر الشمالية إلا أنهم وبخاصة النوبيون منهم شديد والتعصب لأبناء بلدهم، عظيمو الحب للأرض التي أنجبتهم، ويتمنون دائماً أن يوسد رفاتهم في أول ما مست جلودهم من تراب.

    وفي هضاب كردفان ودارفور تنزل قبائل النوبا والفور والبرتي وغيرها من القبائل التي اتخذت من الزراعة حرفة، فارتبطوا بالأرض واستقروا، ويشبههم في ذلك إلى حد كبير جماعات النيام نيام الساكنين في المرتفعات الفاصلة بين حوضي بحر الغزال والكنغو، ولكن أهم العناصر المستقرة في السودان هي بلا شك العناصر الساكنة في إقليم الجزيزة قلب السودان النابض ومركز حياته الاقتصادية فعلى أكتاف هذه العناصر كانت نهضة السودان الاقتصادية الحديثة، وعلي مجهودها يتوقف مستقبل ذلك الشطر من وادي النيل.

    * * *

    هذه نظرة سريعة وتعريف موجز بناس السودان وكيف يعيشون، ولنا إلى الموضوع عودة نفصل فيها الحديث تفصيلا إن شاء الله تعالى.
                  

العنوان الكاتب Date
الفولاني.. وناس السودان Yasir Elsharif08-27-03, 12:10 PM
  Re: الفولاني.. وناس السودان WadalBalad08-27-03, 08:56 PM
    Re: الفولاني.. وناس السودان Yasir Elsharif08-27-03, 11:05 PM
      Re: الفولاني.. وناس السودان Abdel Aati08-28-03, 00:00 AM
        Re: الفولاني.. وناس السودان Abdel Aati08-28-03, 00:02 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de