|
Re: إدوارد سعيد: تمهيد جديد لكتاب الاستشراق (Re: sultan)
|
على غير كتابات بقية المثقفين "الفلسطينيين", تجد لدى كتابات "ادوارد سعيد" و آرائه حول القضية الفلسطينية كل احترام و تقدير. بالذات رأيه فى مقال "استراتيجية الأمل", حيث جاء فيه: عندما التقيت "وولتر سيسولو", الذى أمضى ثلاثة عقود فى المنفى وكان الرجل الثانى فى المؤتمر الوطنى بعد "مانديلا", سألته عن كيفية امكان تغيير كهذا, و كيف تمكن المؤتمر الوطنى من تحويل الهزيمة الى انتصار؟ و كان جوابه: "عليك أن تتذكر أننا هزمنا فى جنوب أفريقيا خلال الثمانينات, و تمكنت قوات الأمن من تدمير التنظيم, و كانت معسكراتنا فى الدول المجاورة تتعرض للهجوم الدائم من جيش جنوب أفريقيا, فيما كان قادتنا بين قتيل و مسجون و منفى. و أدركنا وقتها أن أملنا الوحيد كان التركيز على الحلبة الدولية, و تمكنا من نزع الشرعية عن نظام الفصل العنصرى. و قمنا بالتنظيم فى كل مدينة رئيسية فى الغرب, و شكلنا اللجان, وحركنا وسائل الاعلام,و عقدنا الاجتماعات و التظاهرات, ليس مرة أو مرتين بل ألف مرة. و شكلنا التنظيمات فى الجامعات و الكنائس و اتحادات العمال و مجموعات رجال الأعمال و المهنيين." و توقف برهة ثم قال شيئا لن أنساه ما عشت: " كل انتصار أحرزناه فى لندن أو غلاسكو او أيوا سيتى أو تولوز أو برلين أو استوكهولم أعطى الشعب فى الداخل شعورا بالأمل و جدد عزمه على مواصلة الكفاح. و بمرور الوقت استطعنا فرض العزل الاخلاقى على النظام و سياساته العنصرية, وهكذا, على الرغم أننا لم نستطيع أن نؤذيه عسكريا فى شكل مهم, فقد اضطر فى النهاية الى المجىء الينا ليطلب التفاوض. و لم نغير أو نتراجع عن برامجنا, عن مطلبنا الرئيسى, و هو صوت واحد لكل مواطن". يمكننى أن أضيف الى أننى قمت, بناء على تجربتى فى جنوب أفريقيا بتنظيم ندوة دراسية فى لندن ضمت كل الناشطين و المثقفين الفلسطينيين الذين عرفت, من ضمنهم من أصبحوا وزراء فى حكومة ياسر عرفات. و دعوت سفير جنوب أفريقيا فى لندن, وكنت قد التقيته أول مرة فى مكتب "نيلسون مانديلا" ثم على الطائرة الى بريطانيا, لالقاء كلمة فى واحدة من الحلقات, و لبى الدعوة بسرور, و كانت الفكرة هى التأكيد للجميع, فى الأسابيع القليلة قبل مؤتمر مدريد, أن علينا أن نركز من دون كلل على الحقائق نفسها فى ما أحاق بنا كشعب, و أن لا ننجر الى مناقشات حول السياسة المطلوبة أو استراتيجيات التفاوض مع الاسرائيليين و الولايات المتحدة, و بذا ننسى الهدف الأخلاقى-السياسى المتمثل بعزل الاحتلال الاسرائيلى و الفضح الكامل للاشرعيته, و ذلك من خلال حركة شعبية واسعة متينة التنظيم فى أوروبا و شمال أميركا و العالم العربى و مناطق العالم الأخرى. و كان هناك بعض التحفظ حيال أقوال ممثل المؤتمر الوطنى الأفريقى عن تجربته الخاصة. فقال عالم سياسة فلسطينى شاب: " نحن ليسنا سودا", معتبرا أن علينا الأجتماع الى الخبراء فى جامعات مثل أكسفورد أو هارفارد خلف الأبواب المغلقة و ليس اضاعت الوقت فى محاولة لخلق حركات شعبية لمساندة حقوق الانسان الفلسطينى./ انتهى حديث "ادوارد سعيد". كل ما أتأمل هذا الحديث أدرك لماذا ظلت القضية الفلسطينة تراوح مكانها, و لا يبدو أنها ستصل لحل مرض لأصحابها. و كذلك أدرك أن "اسرائيل" ليست بتلك القوة التى تصور لنا فى كتابات المثقفين العرب و الاعلام العربى, انما قوتها هذه من صنع خيال العرب و الفلسطينيين أنفسهم. هذا بينما يكبر تقديرى للزعماء و السياسيين الأفارقة أمام الزعماء الأقزام اللذين "ليسوا سودا"..!!؟؟ ألا توافقنى ..!!؟؟
(عدل بواسطة Tanash on 08-13-2003, 11:02 PM)
|
|
|
|
|
|