|
مانديلا "العنيد" .. يزور السودان للمرة الرابعة .. 2-3
|
بمناسبة عيد ميلاده الخامس والثمانين مانديلا" العنيد".. يزور السودان للمرة الرابعة..!! 2-3 الـزيـــارة الثانية يواصل "مانديلا العنيد" سرده لرحلته و يقول : ( التقيت "أوليفر تامبو" فى "أكرا" بعد طول مدة تغيرت فيها هيأتنا بصورة كدنا فيها أن لا نتعرف على بعضنا. هنأته على العمل الجبار الذي قام به فى الخارج حيث أسس مكاتب "للمؤتمر الوطني الأفريقي" فى كل من "غانا", "إنجلترا", "مصر", "تنجانيقا". و قام باتصالات قيمة و مثمرة فى دول أخرى كثيرة, لدرجة أنني فى أي دولة أزورها كنت ألمس قوة الانطباع الإيجابي الذي تركه "تامبو" على الدبلوماسيين ورجال الدولة فيها. انه أفضل سفير يمكن أن يتوفر للمنظمة. لقد كان هدف مؤتمر "لاقوس" للدول المستقلة هو توحيد الدول الإفريقية. و فضلت عدم المشاركة فى هذا المؤتمر لأننا كنا حريصين أن لا تعلم حكومة جنوب أفريقيا بأنني فى الخارج حتى وقت ظهورى فى مؤتمر "حركة الحرية الإفريقية القومية لشرق ووسط و جنوب أفريقيا" المنعقد "بأديس أبابا". و فى الطائرة الى "أديس" التقيت "جور راديب", ومعه أعضاء من "المؤتمر القومي الإفريقي", .. وقد دهشوا عندما رأوني, ولم تمض لحظات حتى وجدنا أنفسنا نخوض نقاشا حيويا حول جنوب أفريقيا, .. وكان الجو ممتعا ومريحا, و رغم أنه قد ساءنى أن أعلم أن "جور راديب" قد ترك "المؤتمر الوطني الأفريقي" و انضم الى"المؤتمر القومي الأفريقي", إلا أن ذلك لم يعكر سعادتي بلقائي به, إذ أنه فى تلك اللحظة, ونحن نحلق فوق الأرض بعيدا عن وطننا, كان لدينا ما يوحدنا أكثر مما يفرقنا. هبطت .. الطائرة, مرة أخرى, فى "الخـــرطـــــــوم", ولكن هذه المرة لفترة وجيزة, تحولنا خلالها الى طائرة تابعة "للخطوط الجوية الأثيوبية", لتقلنا الى "أديس". وعند المغادرة مررت بشعور غريب الى حد ما, .. فأثناء صعودنا الى الطائرة, لاحظت أن كابتن الطائرة رجل "أسود"..., إنني لم أشاهد فى حياتي من قبل كابتن طائرة "أسود", .. الأمر الذي أدخل فى نفسي الروع، .. وتساءلت .. كيف لرجل أسود أن يقود طائرة ؟! .. , و سرعان ما اكتشفت أنني وقعت فريسة فى مصيدة عقلية الفصل العنصرى, التي تقرر دونية الإفريقي "الأسود" بحيث لا يمكن له القيام بمثل هذه الأعمال, فقيادة الطائرات – حسب هذه العقلية - من أعمال "البيض" وحدهم !.. جلست بعدها فى مقعدي, أعاتب نفسي على سماحها التفكير بتلك الطريقة الساذجة. وعندما حلقت الطائرة اختفت توجساتى تلك, و انشغلت بدراسة جغرافية "أثيوبيا", أفكر فى الكيفية التي اختبأت فيها قوات حرب العصابات فى الغابات لمحاربة الإمبرياليين الطليان..).
|
|
|
|
|
|