أحمد الله أنني لم أقم بالتعزية، في أخي الحبيب الأستاذ هاشم ميرغني بعد أن اعتصرني الحزن، وهممت بأن أفعل. آخر مرة رأيته فيها كان في مطار الدوحة. احتضنني بجسمه المشع بالسودان وبكل السودانيين، وجلس يؤانسني في تواضع جم حين عرف بأن لدينا أصدقاء مشتركين كانو في وداعي، وبأنني أحب صوته حتى الثمالة. وبنفس الصورة التي استقبلني بها حاضنا، ودعني بحضن أدفأ. لم أره قبلها إلا إلا بعيون قلبي، نجما في السودان كما يراه الكل عبر شاشات التلفاز، أو من الإذاعة، أو من الأشرطة التي كانت في كل مكان يوم كنا نملك "بعض سودان." بمقدار ذلك الحب الدفين لهذه الذات السودانية المبدعة اعتصرني الحزن فكدت أخطئ خطأ من نقل الخبر. الحمد لله أنني لم أفعل، والحمد لله أنك بيننا يا أستاذ هاشم في اللحم والعظم والدم، بعد. فائدة هذا الخبر هي أنها أطلعتك على أننا نحبك حتى الثمالة. ولهذا نرجو أن تغني لنا بعض الأهازيج الوطنية. صوتك قوي. يصلح للمساهمة في صنع الثورات الفكرية والثقافية في حروف موسيقية تجلجل في أركان السودان. أخرج من قمقم العاطفة، إلى سعة الحب، في العاطفة وفي الفكر معاً. هذا مايشبه صوتك البديع، وشخصك المبدع يا أستاذ هاشم. لقد أفرحني أنك بعثت فينا من جديد، بهذا القتل غير المتعمد. ومن القتل-حتى المتعمد منه- ما أحيا،. أسأل الأستاذ محمود محمد طه، إن كنت لا تعلم أصلاً. أرجو من بورداب الدوحة أن ينقلوا للأستاذ هاشم رسالتي هذه مطبوعة عن طريق صديقى وقريبي الحبيب الأستاذ جعفر عباس، الكاتب الساخر المعروف، والذي أختار هذا الأسلوب للمقاومة الثائرة بأسلوبه الفريد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة