|
Re: طوق الحمامه...أبن حزم (Re: bint_alahfad)
|
الباب الثالث من أحب في النوم ولا بد لكل حب من سبب يكون له أصلاً وأنا مبتدئ بأبعد ما يمكن أن يكون من أسبابه
ليجري الكلام على نسق أو أن يبتدأ أبدأ بالسهل والأهون. فمن أسبابه شيء لولا أني شاهدته لم أذكره لغرابته. خبر: وذلك أني دخلت يوماً على أبي السري عمار بن زياد صاحبنا مولى المؤيد فوجدته مفكراً
مهتماً فسألته عما به فتمنع ساعة ثم قال: لي أعجوبة ما سمعت قلت: وما ذاك قال: رأيت في نومي الليلة جارية فاستيقظت وقد ذهب قلبي فيها وهمت بها وإني لفي أصعب حال من حبها ولقد بقي أياماً كثيرة يزيد على الشهر مغموماً مهموماً لا يهنئه شيء وجداً إلى أن عذلته وقلت له: من الخطأ العظيم أن تشغل نفسك بغير حقيقة وتعلق وهمك بمعدوم لا يوجد هل تعلم من هي قال: لا والله قلت: إنك لقيل الرأي مصاب البصيرة إذ تحب من لم تره قط ولا خلق ولا هو في الدنيا ولو
عشقت صورة من صور الحمام لكنت عندي أعذر. فما زلت به وهذا عندي من حيث النفس وأضغائها وداخل في باب التمني وتخيل الفكر. وفي ذلك أقول شعراً منه: با ليت شعري من كانت وكيف سرتأطلعة الشمس كانت أم هي القمر أظنه العقل أبداه تتدبرهأو صورة الروح أبدتها لي الفكر أو صورة مثلت في النفس من أمليفقد تخيل في إدراكها البصر أو لم يكن كل هذا فهي حادثةأتى بها سبباً في حتفي القدر
وفى أمان الله
لا اله الا الله
|
|
![ICQ](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
|