|
Re: الى امى (Re: abuarafa)
|
أبو عرفة ..
جميلة تماماً هي أمي .. هي الغيمة الدائمة الهطول .. التي لا تجافي بلاداً ولا تزال تهمي من ذاتها .. كم وددت كثيرا من الأيام لو أنني صارحت أمى .. ( بأني أحبك وأنني سوف أشتاق كثيراً لأن أنظر التفرد المرادف لحضورك والزمان غياب) .. صارحتها وكانت حضور والجسد غياب .. كانت أمي معي .. أحملها دوماً .. كما أحمل هذه البلدة الآن في كل مكان أذهب إليه .. ولكن أمي تذهب معي بعيداً .. تذهب معي إلى أصعب الأماكن .. تذهب حتى إلى أقصى تخوم النفس. هذه الفارعة تعرف تماماً شكل دموعي .. تلك الدموع التي لا تظهر في شكل تكتلات من قطرات الماء المر على صفحة الوجه أو على العينين .. إنما تنعكس إلى الوجدان .. تياراً هائلاً من النزف المحض .. قلت حينها لنفسي .. ولم أسمع جيداً .. يا أم .. أنني سوف أعود كما لم أكن أبداً في حياتي .. سوف أعود ابنا بـاراً .. عسى يبلغني هذا مقام الدعوات الصداقات التي تصرين بها على ربك أن يجعل لولدك الدرب عديلا وأن يلزمه بأولاد الحلال.
سلمت يا أبا عرفة وسلمت من أعطتك كل هذا الوفاء التحية لها ولكل أم خافت يوما علي ابنها أو سهرت عليه أو انتظرته وتحية للسرة بت عوض الكريم ولمريم محمود وكل أمهات الوجدان السوداني
|
|
|
|
|
|
|
|
|