|
Re: عطور وزهور وبخور (Re: Ahlalawad)
|
الأخ قرشو : عطرك الله بعطر الإيمان ( قول آمين ) موضوع ريحتو حلوة.
قبل أن أدلو بدلوي : هاك القصة اللطيفة دي : عروس في مطار جدة ، لأول مرة تجي ، الكلام دة في الثمانينات ، فتحو الشنطة للتفتيش ، لقو زجاجو ويسكي بلاك ليبل جديدة و جواها سائل بلون الويسكي ، طبعا موظف الجمارك لم يشك أبدا إن دة لا يمكن يكون غير ويسكي ، و كأنه وجد كنزا ( أو إرهابيا بسلاح مميت ) نادى على رفاقتو ، و سألوها إيش هذا يا حرمة؟ قالت : دى خمرة. فقال الموظف : هم السودانيين بينطقوا الخمرة ( خمرة ؟ ) بضم الميم طبعا. فقالت لهم : يا جماعة دة عطر سوداني إسمو خمرة . طبعا الجاب الشبهة القزازة و لون الخمرة ( و التي كانت متعوب فيها شديد ). المهم جات سليمة.
ما يدهشني يا أخي قرشو ، هو هذه العبقرية السودانية الخالصة ، فأنا أحيانا أتساءل كيف توصلتْ حبوباتنا إلى هذه التركيبة بهذا الزخم النوعي و هذه المقادير المحسوبة ؟ ثم لا تنسى أن عطر الخمرة يناسب جو السودان الحار غير المشبع بالرطوبة ، لأنها تتناغم مع السخانة و العرق السائل في كل أنواع البيوت سواء المصنوعة من الطين أو القش أو المعروشة بالجريد أو العرش المعقود أو المسلح. بمعنى آخر إنه عطر منعش في أجواءنا الحارة. قابلت ( موريتاني سوداني ) في باريس و هو تاجر جلود بين أمدرمان و باريس ، و دعاني إلى بيته ، فوجدته مؤثثا تأثيثا سودانيا من الألف للياء. فكل المفروشات توحي بأنك في أمدرمان و ليس في جادة فوش التي تجاور الشانزليزيه و تطل على برج إيفل المشهور.فالبروش و البنابر و الجبنة و تملأ أركان البيت. المهم لفتت ( أنفي ) رائحة الخمرة النفاذة ، و بذكاء ملحوظ و ربما نظر حاد رمق به أنفي المتلصص ، قال : زوجتي بتعمل الخمرة براها في السودان. ثم قال : أحد أصحاب مصانع الأحذية الذين أتعامل معهم ، أهديته زجاجة صغيرة بها قليل من عطر الخمرة. و بعد مدة قال لي : ما إسم هذا العطر ، و ما إسم الشركة التي تنتجه ؟ فقال : قلت له أنه ( هوم ميد ) صناعة محلية مليون بالمية. فقال : سأدخل معك شريك و ننتج هذا العطر النسائي. إن زوجتي تتعطر به بالنقاطة. صديقي الموريتاني السوداني ، قال أنه لإنشغاله بأمور تجارته الجلدية لم يهتم بأمر العطر كثيرا.
نخلص من هذا للعبقرية الفذة لهذا الشعب ، نساءه و رجاله . و هذا يقودنا للدلكة. التي تضاهي آخر صيحة في كريمات الجلد. فهو غير ضار و رخيص و عملي و فعال. و الضريرة. و الحلو مر.
أنا أعترف بأن الحاجة أم الإختراع ، و لكن الإختراع بهذا الإقتدار و هذه المهارة التي تصل حد الإحترافية ، لا يوجد إلا في هذا الشعب الماكن المتمكن . و عشت يا سوداني. و دامت أيامك بعبق الزهر و الياسمين.
|
|
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif)
|
|
|
|
|
|
|