|
صلوا أرحامكم ..تطول أعماركم
|
قال الرسول صلى الله عليه و سلم : صلة الرحم توسع الرزق و تزيد في العمر ، و إن الرحم تعلقت بالعرش و قالت : اللهم صل من وصلني و أقطع من قطعني ، فقال الله تعالى ( و عزتي و جلالي لأصلن من وصلك و لأقطعن من قطعك ) روي عن بعض الصالحين أنه قال : كان لي صداقة برجل صالح من بلاد العجم و كان الرجل مجاورا بمكة و كان يطوف بالبيت طول الليل و يعكف على قراءة القرآن و كان له على هذه الحالة مدة سنين ، فأودعته ، فأودعته ذهبا و سافرت إلى بلاد اليمن ، ثم جئت فوجدته قد مات ، فسألت أولاده عن الوديعة فقالوا لي والله لا ندري ما تقول و ما لنا بذلك من علم ، فوقفت حزينا فلقيني مالك بن دينار رحمه الله فقال لي مالك ، فحدثته فقال : إذا إنتصف الليل و كانت ليلة الجمعة و لم يبق بالمطاف أحد فقف بين الركن و المقام و قل يا فلان ، فإن كان صالحا مقبولا عند الله فإن روحه تكلمك لأن أرواح الم}منين كلهم تجتمع بين الركن و المقام ، فلما كانت ليلة الجمعة عند منتصف الليل وقفت بين الركن و المقام و صحت يا فلان فلم يكلمني أحد ، فلما أصبحت حدثت مالك بذلك فقال إنا لله و إنا إليه راجعون ، كان ذلك العجمي من أهلالنار و لكن إمضي إلى أرض اليمن فإن فيها بئرا يسمى بئر برهوت تجتمع فيه أرواح المعذبين و هو على فم جهنم فقف على جانب البئر و نادي يا فلان فإنه يكلمك. قال فمضيت إلى تلك البئر ، و عند منتصف الليل قعدت عند البئر ، و صحت يا فلان فجاوبني من تحت الضرب و العقوبة لبيك ، فقلت يا أخي أين الوديعة التي أودعتك إياها فقال إنها مدفونة تحت العتبة الفلانية في الموضع الفلاني. قلت يا أخي أي ذنب جنيت فجئت إلى منازل الأشقياء ؟ قال : بسبب أخت لي فقيرة منقطعة بأرض العجم فإشتغلت عنها بعبادة الله عز و جل بمكة و ما كنت أتفقدها و لا أسأل عنها. فلما مت عاقبني الله و عاتبني قائلا : كيف نسيتها ؟ تتعرى أختك و أنت تتكسى ، و تجوع هي و أنت تأكل ، و عزتي و جلالي لا أرحم قاطع الرحم. فأذهب إليها و أطلب منها المسامحة. فرجعت ، و وجدت الوديعة حيث قال. و ذهبت إلى أخته ، فأخبرتها حال أخيها فبكت و جعلت أخاها في حل من ذنبها و سامحته. قال الله تعالى : من وصل رحمه أزيد في عمره و أثمر ماله و أهوِن عليه سكرات الموت و تناديه أبواب الجنة ( هلم إلينا ).
|
|
|
|
|
|