حزب الترابي يعارض «علمنة» العاصمة ويساند الحكومة بقوة
في خطوة غير مسبوقة أعلن حزب المؤتمر الوطني الشعبي المعارض الذي يتزعمه د. حسن الترابي عن مساندته للحكومة وحزبها الحاكم،
في قضية رفض طرح علمانية العاصمة القومية وحث كل القوى الإسلامية والأحزاب الوطنية للتوحد للدفاع عن تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية بالعاصمة
وفي هذا السياق قال محمد الحسن الامين مسئول الدوائر العدلية والدستورية بحزب الترابي ل(البيان) بأنهم حزب بتوجه اسلامي ويرفض علمنة العاصمة الحالية او نقل العاصمة لموقع جديد لتبتعد عن إطار الدين مشدداً على أن العاصمة يجب أن تعبر عن توجهات الأغلبية مشيراً الى ان هذا يعتبر جوهر الديمقراطية
وحذر الأمين الذي يعتبر من المقربين للترابي من أن محاولات ابعاد الاسلام عن المجتمع وأحداث تغيير جذري في البلاد سيكون من تبعاته أحداث اضطراب امني وسيخلق التشدد الديني والذي سينتج عنه جماعات قد تنتهج اساليب غير مطلوبة في السودان مما يستدعي استبعاد البلاد عن هذا المحك والسعي لاقناع حركة قرنق والضغط عليها للقبول بالوضع الراهن مع النظر في كيفية التعامل مع حقوق الاقلية غير المسلمة
وشن الأمين هجوماً عنيفاً على الصادق المهدي رئيس حزب الأمة المعارض وأتهمه بالنكوص عن رسالة الامام المهدي القائمة على تحكيم الشريعة الاسلامية واعتبر ان نهج الصادق المهدي الذي يتجه نحو العلمانية ـ على حد قوله ـ لا يعبر عن حزب الامة وطائفة الأنصار واشار الى ان رئاسة الوزراء قد ابتعدت عن الصادق المهدي عندما اراد ان يلغى قوانين الشريعة التي اسماها بقوانين سبتمبر فيما بقيت الشريعة
وقال الامين ان حزبه يدعم موقف الحزب الحاكم رغم معارضتهم للحكومة واضاف بان هذا موقف مبدئي لا يمكن تجاوزه واضاف قائلاً «نحن لا نعارض من اجل المعارضة ونريد من كل القوى الإسلامية والوطنية ان تتوحد في هذه القضية» وحذر الحكومة من الاستجابة للضغوط الأميركية وضغط التيارات العلمانية سواء بالداخل او الخارج للتراجع عن الشريعة منوهاً بان الحكومة تتحدث باسم الإسلام ويجب ان تظل على هذا النهج على ان يتم السلام عن طريق اقناع الاخرين بضرورة سيادة رأي الأغلبية مشيراً الى أن بريطانيا رمز النظام الديمقراطي تغلب رأي البروتستانت على بقية المذاهب المسيحية لأن هذا هو دين الأغلبية
وأوضح الأمين أن حزبه رغم أنه ليس طرفاً فيما يجري في ماشاكوس إلا انه لن يقبل ما يخالف الإسلام في هذه المحادثات مشيراً الى ان دستور حزبهم يستند على الإسلام وان المادة الأولى من دستور السودان تشير الى ان الإسلام هو دين الأغلبية واضاف بأن هذا يوضح بأن العاصمة القومية يجب ان تعبر عن رأي الأغلبية مع مراعاة وضع الأقلية
وكان حزب المؤتمر الوطني الشعبي المعارض قد انشق عن الحزب الحاكم عام 2000م بعد تفجر الخلافات بين الرئيس البشير والامين العام للحزب د. حسن الترابي وفي عام 2001م حظرت الحكومة المؤتمر الشعبي وصادرت الصحيفة الناطقة باسمه، وأودعت زعيم الحزب د. الترابي المعتقل منذ فبراير 2001م على اعقاب توقيع حزب الترابي لمذكرة تفاهم مع الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يقودها جون قرنق
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة