|
هكذا ـ بتلقائية ببغاء
|
هكذا ـ بتلقائية ببغاء ـــــــــــــــــــــ رن جرس التلفون في مكتب المسئول الكبير عن ما يسمي بالامن الايجابي وحين التقط هذا المسئول السماعة ، لم تمضي بره حتي جحظت منه العيون و هتف متسائلا ببغاء ؟؟ دخل احد افراد الامن الذاتي علي المكتب التنفيذي ، دخل مهرولا حتي انه كاد ان يسقط امام مكتب المسئول الكبير المنتفخ الاوداج الذي تلقي الخبر من ذلك المهرول بدهشة كبيرة و لم يملك الا ان يتجول بقلق كثيف و ملاحظ داخل المكتب الانيق ولم يستطع هذا التجوال ان يمتص انفعالاته تجاه ما سمع فعاد الي ذلك المخبر المهرول ووضع يديه علي كتفه و هزه متسائلا بتقول ببغاء ؟ ، معقول ببغاء ؟ دار همس و صراخ وصمت في اروقة مكاتب الامن الوقائي ، رنت تلفونات ، اجهزة اللاسلكي تناقلت الحدث ، اوراق حبرت بالاوامر ، تقارير تنوعت في تحليلها للحدث ، وصرخ مسئول كبير بالاوامر بعد ان اكد في خطبة عصماء علي الانتباه و الانتباه الشديد وتوخي الحذر فيما يتعلق بالطابور الخامس الذي يحاول دائما استهداف المشروع الحضاري ، صرخ ذلك المسئول باغلظ الاوامر في اجتماع ضم اميز المخبرين اقبضوا علي هذا الببغاء و حين سأل احد المخبرين قائلا سعادتك عايزو حي و لاميت ؟ صرخ المسئول الكبير حتي تطاير لعابه من فمه انت غبي ، ميت نعمل بيهو شنو ؟ ، حي طبعا ، دايرنو حي و ما ينقص ريشة مسئول في الامن التنفيذي ، لاحظت زوجته هذيانه وهو نائم حتي انها شكت في ان ما يهذي به شفرة خاصة لامرأة اخري قد دخلت قلبه و استوطنت بدلا عنها فزوجة المخبر دائما ما تخاف من الاحلام المشفرة ، كل ما في الامر ان ذلك المسئول كان يهذي و ويكرر في هذيانه كلمة ـ ببغاء ـ في سياقات مختلفة مثل الببغاء دي جات من وين زوجة المخبر بكت بجرح الانثي حين كان زوجها يهمس كعاشق ببغاء ببغاء اه ببغاء في الصباح قدمت زوجة مسئول الامن التنفيذي الشاي وتسلحت بالشك في يونها و قذفت بسؤالها تجاه زوجها الهاذئ ليلا الببغاء دي منو ؟ فانتفض زوجها و ترك كوب الشاي مهرولا الي الخارج سيطر الببغاء علي كل مكاتب الامن ، شغل الحواس الي ان وصل الامر الي مستشار رئيس الجمهورية لامن البلاد الذي استنفر كل الطاقات الامنية امرا بالقب علي الببغاء و في اسرع وقت ممكن فكان ان انتشر رجالات الامن ظاهرين ومتخفين ومختفين في الاسواق و الشوارع و الاحياء والمطاعم والزقاقات وفي اي اماكن يكون فيها ناس وكانوا يبحثون عن ذلك الببغاء كل ما في الامر ان عباس الوناس و في هروبه من مغبة القبض عليه بفعل احاديثه الهوجاء و نكاته الساخرة والتي يؤلفها في محاولة للتنفيس السياسي ، قبض عليه مرة بسب نكتة عن وزير المالية و حرم تماما من ان يحادث الناس و قد وقع علي تعهد بذلك ، لذلك امتلك عباس الوناس ببغاء و صار يحادثه و يحكي له وبعشرة من الحكي اصب الببغاء يعيد حكايات عباس الوناس لذلك وضع الببغاء في حجرة بعيدة وههجورة امعانا في السرية ، يغلق عليه تلك الحجرة ويحادث ذلك الببغاء الذي يحفظ ما يقوله عباس الوناس بتلقائية ببغاء ، الي ان حدث ما حدث فقدهرب الببغاء و طار وطارت معهحكايات و احاديث عباس الوناس طار البغاء وطار ولكنه ما ان يحط علي مكان حتي يتحدث بما كان يحادثه به عباس الوناس حط الببغاء علي عامود كهرباء في شارع عام وعامر و قال بصوت واضح خلاص ؟ الجنة وزعتوها في الخطة الاسكانية حط الببغاء علي غصن شجرة في حديقة عامة وقال بلا توالي بلا كلام فارغ بلا لمة واصبح برنامجا ترفيهيا لزوار تلك الحديقة في السوق الشعبي تجمع الناس حول الببغاء الذي كان بين لحظة واخري يقذف بجمل تكلف سكيرا اهوجا السجن مدي الحياة ، بل تمادي ووصف شخصيات سياسية كبيرة بكل انواع الانحرافات وهكذا يطير الببغاء يحط الببغاء ويقذف كلماته وجمله الملتهبة وكان ان تفجرت حيوية اخري و هي ان الناس اصبحت تتابعه حين يطير و حين يحط بدأت اجهزة الامن تمنع الناس بكل الوسائل حتي لاتتابع و تتجمع حول الببغاء و تم اعتقال بعض المصرين علي المتابعة و التجمع ومن ثم شاهد الناس فريقا من المخبرين يتابع ذلك الببغاء الثرثار حتي ان احدهم اكتشف ان جاره ذاك الذي كان يأتي اليه و يجلس معه ويشتم الحكومة ماهو الا احد رجال الامن طارد فريق المخبرين ذلك الببغاء ، طاردوه وحاولوا الامساك به بينما لازال رنين التلفونات مستمرا في مكاتب الامن ، التلفونات المحمولة علي ايدي كبار المسئولي الامن تتابع محاةلات القبض علي الببغاء ، احد رجال الامن ذلك الذي انبت له الوسواس الديني لحية مميزة قد كسرت رجله حين حاول ان يمارس تراث الدبابين في الانقضاض علي الببغاء وهكذا تتغير الورديات وهي تطارد ذلك الببغاء ، وردية نهارية و وردية ليليه وبين الورديتين وردية ثالثة ولكن الببغاء يطير و يحط دون ان تمسك به اجهزة الامن واخيرا و بعد جهد جهيد استطاعت الاجهزة الامنية ان تقبض علي الببغاء و بدأت التحريات عن صاحب الببغاء وهكذا في مساء كئيب سمع عباس الوناس طرقا عنيفا علي الباب وحين فتح الباب لمعت منه العيون رعبا فهاهو يواجه ثلاثة من الرجال ـرجال الامن ـ وهم يلوحون في وجهه بالببغاء بينما قذف احدهم بهذا السؤال الببغاء ده حقك ؟ و هكذا سارع عباس الوناس معلنا تملصه من الامر وقال ايوه الببغاء ده بتاعي بس انا مختلف معاهو سياسيا.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
هكذا ـ بتلقائية ببغاء | Yahya Fadlalla | 05-30-03, 08:32 PM |
Re: هكذا ـ بتلقائية ببغاء | Yahya Fadlalla | 05-31-03, 07:02 PM |
Re: هكذا ـ بتلقائية ببغاء | فتحي البحيري | 05-31-03, 07:26 PM |
Re: هكذا ـ بتلقائية ببغاء | ABUKHALID | 05-31-03, 08:10 PM |
Re: هكذا ـ بتلقائية ببغاء | almohndis | 05-31-03, 08:41 PM |
Re: هكذا ـ بتلقائية ببغاء | هدهد | 06-01-03, 03:36 AM |
Re: هكذا ـ بتلقائية ببغاء | dabeep | 06-01-03, 07:50 AM |
Re: هكذا ـ بتلقائية ببغاء | الجندرية | 06-01-03, 10:32 AM |
Re: هكذا ـ بتلقائية ببغاء | رانيا مامون | 06-01-03, 01:53 PM |
Re: هكذا ـ بتلقائية ببغاء | خضر حسين | 06-01-03, 08:35 PM |
Re: هكذا ـ بتلقائية ببغاء | ودرملية | 06-01-03, 10:42 PM |
Re: هكذا ـ بتلقائية ببغاء | emadblake | 06-02-03, 02:41 AM |
Re: هكذا ـ بتلقائية ببغاء | Walid Safwat | 06-02-03, 02:49 AM |
Re: هكذا ـ بتلقائية ببغاء | ahmad almalik | 06-02-03, 09:00 PM |
Re: هكذا ـ بتلقائية ببغاء | Yahya Fadlalla | 06-03-03, 07:40 PM |
Re: هكذا ـ بتلقائية ببغاء | فتحي البحيري | 06-03-03, 07:53 PM |
|
|
|