|
Re: مسؤولية النقـد بين (الجـبهة) وخصـومها (Re: Omer Abdalla)
|
الأخ العزيز الدكتور النور لك التحية أولا على هذا المقال المعمّق فى تفكيك قضايا كثيرة ، انما الاساس فيها المنهج الفكري الرئيس للحركة الاسلامية فى السودان ، ، فضلا عن اللغة الباذخة العالية التكنيك ، والممتعة التى تجعل من القراءة سياحة أدبية ما طرحته فى هذا المقال يستحق وقفات كثيرة ، الا انني أخلص الى الجزء الرئيس فيه وهو ما يتعلق بالبنية الفكرية للاخوان / جبهة الميثاق/ ثم الجبهة الاسلامية / واخيرا الانقاذ ..!!! والحيقية انك وقعت على أصل المشكلة ، التى يتجاوزها بالفعل معظم الكتّاب الاسلاميين وان تفاوتوا فى ذلك _ فالافندي مثلا أكثر عمقا ، فى تحليله ، ومحمد طه فى المقابل يميل الى طابع تهريجي غير مفيد _ وأعني بها ضرورة مراجعتهم للأصول الفكرية التى استقوا منها مرجعياتهم الايدلوجية ، واذا ما تفحصنا تلك المرجعيات بمثابرة سيصار الى ملاحظات بدهية ، هى "اولا" ان الاسلاميين السودانيين لم يسعوا ابدا الى "سودنة" الافكار وجعلها اكثر مقاربة للواقع السوداني ما يدعها اقرب الى الاستلاف الذى لا يتأسس فعلا على فضاء ثقافي يستوعبه ، و"ثانيا" فى أنها كافحت لتطوير اجتهاداتها فى مجالات حركية كثيرة لعل ابرزها الاقتصاد ، لكنها أبقت على الانغلاق فى ما يختص العلاقة مع "الآخر" وأطر الدولة الحديثة عموما ، و"ثالثا" أنها استنهضت تراثا احتجاجيا صرفا ، بل وعمدت الى عصرنة الاحتجاج الاسلامي ليصاغ فى شكل هتافي لم يتجذر فى اطار المعرفة ليفكك مصطلحاته ، فبدت مسائل "الشريعة" و"الدولة الاسلامية" و"الحاكمية الالهية" وغيرها مفردات تلوكها السنة الاسلاميين من دون مقاربات عصرية وكأنما الشعارات وحدها ستعالج المشكلات القائمة من دون ادني اعمال للعقل فيها وشرحها بشكل جلي لا لبس فيه ، و"رابعا" ديناميتها الحركية السياسية التى تقابلها هشاشة فكرية ورخاوة ثقافية لا تسمح للاسلاميين بسوي "فقه المرشد /الزعيم الروحي " واعتمادهم فى الجدل الفكري استبطانا لاستعلاء ايماني ميّال لتكفير الآخرين ووصفهم بالعلمانية _ مع ما للمصطلح فى السودان من مقاربات سطحية تربطه بالالحاد _ وميلهم لترويض "الآخر" باشهار العامل الاسلامي _ فى اطارالتأويل _ على أساس انه الحق الكامل هذه مداخلة سريعة على أمل العودة لاحقا
|
|
|
|
|
|
|
|
|