|
Re: الذكري العاشره لرحيل الشاعر الانسان صلاح احمد ابراهيم (Re: alrasikh)
|
قال بلال الحسن(مجلة اليوم السابع):-
هنالك اشخاص نعرفهم كثيراً ثم نكتشف فجأة اننا لا نستطسع ان تنحدث عنهم كثيراً، فهم النسمة وهم الطيبة ،وهم التواضع ، وماذا يستطيع الانسان ان يقول عن النسمة والطيبة والتواضع والصداقة؟
لقد تعرفت على صلاح احمد ابراهيم عام 1984م وسعيت وراءه من اجل ان يكتب فى (( اليوم السابع)) وكنت قد قرأت له مقالات سياسية كثيرة ، ولكننى ألححت عليه ان لا يكتب فى السياسة. ولا ادري ان تخبئه هذه الجملة. وكنت احرص بدافع الفضول ان اقرأ مقالة صلاح فور وصولها ، لاكتشف ان كان لا يزال هنالك ((جديرون بالأحترام) يستطيع ان يكتب عنهم.
واعترف..ان صلاح فتح امامى باباً واسعاً يطل على عالم الجديرين بالاحترام هذا. كانوا كثيرين اكثر مما تصورت ، وكانوا يخرجون من تحت معطفه بشراً احياء .كان من خلالهم يدافع عن الخير فى معركته الأبدية مع الشر، وبدأت اسمع ملاحظات الاعجاب بمقالة صلاح فى كل مكان اذهب اليه. وفوجئت حين كنت التقى بالشباب المغتربين وفيهم من لا يتقن العربية الا قليلاً ، وقد قرأوا مقالة صلاح وطربوا للغتها. وبدأت اشعر ان صلاح يستطيع ان يكتب لنا عن هؤلاء الجديرون بالاحترام دون توقف ، وحتى النهاية ، وقد كان هذا للاسف ، هو ما فعله تماماً ، باستثناء مقالة واحدة بقيت غائبة لم تكتب بعد عن صلاح احمد ابراهيم نفسه ، لتكون خاتمة السفر.
لقد كانت حياة صلاح ، بقدر ما استطعت ان اعرف منه ، سلسلة من التحديات ، تحديات مع الأحزاب ، ومع السياسة ومع الحكام.
انتمى للحزبية فى مطلع السيتينات ، فترة لا تتجاوز السنه الواحدة ، وغادر الحزبية بسبب ((شيبون)) وشيبون هذا شاعر سودانى ، وكان صلاح مليئاً بالاعتقاد انهم حاصروه وعزلوه حتى انتحر.
ولم يكن مستعداً ان يغفر للحزبية ذلك ، وكان قاسياً فى نقده ، ومن اجله كتب قصيدته ((انانسي)) وبالكاد استطعت ان اعرف منه ان انانسى هذا عنكبوت من شرق افريقيا.
لقد كانت هذه الرموز الافريقية تملأ شعر صلاح ، فغابة الأبنوس هى ديوانه الأول ، وهو الخشب الاسود الصلب الذى لا يكسر . وغضبة الهباباي هى ديوانه الثانى والهباباي هى الريح العاتية التى تهب في شرق السودان ، تماما مثلما كان الشعب السودانى يهب فى كل مره جارفاً كل ما هو امامه.
وكان لصلاح تحد آخر مع السياسة ، رشح نفسه للانتخابات مرتين ، وخسر فى المرتين. خسر مرة بسبب الشيوعيين حين اكتسحوا دوائر الخريجيين عام 1965 . وخسر مرة ثانية بسبب الاسلاميين حين اكتسحوا الدوائر نفسها عام 1986م
الانتخابات حزبية ، ولا مجال فيها لصلاح ولا للشعر. وكان لصلاح تحد آخر مع الحاكم . لقد ايد النميرى فى بداية عهده ، ثم ناصبه العداء. وكان أميناً مع نفسه حين استقال من منصبه كسفير للسودان فى الجزائر عام 1976م ، وبدأ حياة الاغتراب فى باريس ، وعاش حياة المنفيين ، رافضاً باصرار ان يطلب اللجوء السياسى.
وظن نميرى أنه استراح من صلاح باستقالته. ولكن صلاح ملأ عليه الخرطوم بنهاراتها ولياليها، حاربه بالشعر بالشيء الوحيد الذى يملكه.
مات صلاح ولم يمتلك اى شبر من الأرض فى السودان وان كان بامكانه امتلاك القصور..ولكنها عزة النفس السودانية متمثله فى هذا الشاعر الفذ
هجليجة الحيّ
أو تنساني وإسمي ظلّ محفورا عميقا في لحاها
بلل الله ثراها
هذه هجليجة الحيّ التي يقصدها((السّنبرُ)) إبان الخريف
بعد تسفار مُخيف
لبستى ثوب غبار ... عبقريّ النّسج ريفي
جذرها فى الارض راسخ
رأسها في الشمس شامخ
وهي تحيا بالكفاف
وبما دون الكفاف
تحتها أضغاثُ شوك ، ونوى ناقفهُ مات ، وما عادت ثمار
ونثير من حجار
ظل يلُقيها الصِّغار
ظلّلت حاجبها بالكفِّ تستفسرُ في همهمةٍ: من ذا اقترب
فى عجب
بعد ما شح المزار
وراى المُبغضُ للخُضرة أن يقتطعوها.. ويبيعوها حطب
حدست من ذا أتاها
عرفت فيّ فتاها
فأنا قلبي محفورُُ عميقا في لِحاها
وعليه أحرفي:
((صادها)) عطشى جوار ((الألف))
منذ ان كنت صبيا في الجوار
عرفتنى من بعيد
دمعت حين راتني مقبلا فى لهف
ورمت لي في سخاء ثمرات
خبّاتُها في مكان غامض منها خفي
أفما ظلت تُعيدْ
للسواقي...
أنني آت إليها من جديد
قبل أن يلحقها فأس ونار
حينما يفرضُ ذاك المبغضُ الخضرة بالقوة تنفيذ القرار
كيف أنساها وتنساني، وإسمي ظلّ محفوراً عميقاً في لِحاها
فأنا أيضاً جناها
وأنا الملحُ الذي تقتاتهُ، والماءُ، والحامي حِماها
هذه هِجْليجةُ الحيّ..
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الذكري العاشره لرحيل الشاعر الانسان صلاح احمد ابراهيم | alrasikh | 05-17-03, 09:29 PM |
Re: الذكري العاشره لرحيل الشاعر الانسان صلاح احمد ابراهيم | أم سهى | 05-18-03, 00:31 AM |
Re: الذكري العاشره لرحيل الشاعر الانسان صلاح احمد ابراهيم | sultan | 05-18-03, 07:34 AM |
Re: الذكري العاشره لرحيل الشاعر الانسان صلاح احمد ابراهيم | Ahlalawad | 05-18-03, 07:42 AM |
Re: الذكري العاشره لرحيل الشاعر الانسان صلاح احمد ابراهيم | sultan | 05-18-03, 11:55 AM |
Re: الذكري العاشره لرحيل الشاعر الانسان صلاح احمد ابراهيم | رباح الصادق | 05-19-03, 12:53 PM |
Re: الذكري العاشره لرحيل الشاعر الانسان صلاح احمد ابراهيم | Ahlalawad | 05-18-03, 12:19 PM |
Re: الذكري العاشره لرحيل الشاعر الانسان صلاح احمد ابراهيم | almohndis | 05-18-03, 06:52 PM |
Re: الذكري العاشره لرحيل الشاعر الانسان صلاح احمد ابراهيم | 3mk-Tango | 05-18-03, 10:36 PM |
Re: الذكري العاشره لرحيل الشاعر الانسان صلاح احمد ابراهيم | HAMZA SULIMAN | 05-19-03, 12:16 PM |
Re: الذكري العاشره لرحيل الشاعر الانسان صلاح احمد ابراهيم | Hozy | 05-19-03, 04:21 PM |
Re: الذكري العاشره لرحيل الشاعر الانسان صلاح احمد ابراهيم | معاوية الزبير | 05-19-03, 04:52 PM |
Re: الذكري العاشره لرحيل الشاعر الانسان صلاح احمد ابراهيم | alrasikh | 05-19-03, 06:59 PM |
Re: الذكري العاشره لرحيل الشاعر الانسان صلاح احمد ابراهيم | alrasikh | 05-20-03, 09:25 PM |
Re: الذكري العاشره لرحيل الشاعر الانسان صلاح احمد ابراهيم | sultan | 05-24-03, 11:32 AM |
Re: الذكري العاشره لرحيل الشاعر الانسان صلاح احمد ابراهيم | manubia | 05-24-03, 03:10 PM |
Re: الذكري العاشره لرحيل الشاعر الانسان صلاح احمد ابراهيم | sari_alail | 05-24-03, 03:36 PM |
Re: الذكري العاشره لرحيل الشاعر الانسان صلاح احمد ابراهيم | alrasikh | 05-25-03, 08:26 PM |
Re: الذكري العاشره لرحيل الشاعر الانسان صلاح احمد ابراهيم | Adil Osman | 05-26-03, 12:00 PM |
Re: الذكري العاشره لرحيل الشاعر الانسان صلاح احمد ابراهيم | Adil Osman | 05-26-03, 12:07 PM |
Re: الذكري العاشره لرحيل الشاعر الانسان صلاح احمد ابراهيم | Adil Osman | 05-26-03, 12:11 PM |
Re: الذكري العاشره لرحيل الشاعر الانسان صلاح احمد ابراهيم | Adil Osman | 05-26-03, 12:16 PM |
Re: الذكري العاشره لرحيل الشاعر الانسان صلاح احمد ابراهيم | Adil Osman | 05-26-03, 12:44 PM |
|
|
|